روحاني يستنفد كافة الفرص.. هل تنجح إيران في التعاون مع العراق الجريح؟

الإثنين، 08 أكتوبر 2018 03:00 م
روحاني يستنفد كافة الفرص.. هل تنجح إيران في التعاون مع العراق الجريح؟
الرئيس الإيرانى حسن روحانى
صابر عزت

خلال الفترة الأخيرة، بدأ الدور الإيراني في العراق ينحصر، حتى أن العدوين- وفقا لفرض العقوبات بينهما- أمريكا وروسيا بدأ في الاتحاد ضد طهران، لحصر موقفها، وإبعادها من المشهد السياسي في بغداد. خاصة وأن الدور الإيراني في سوريا أصبح يثير قلق كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، فرغم التوتر الذي نشب بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، إلا أنهما اتفقا على وضع حد للدخل الإيراني في دمشق.
 
الاجتماعات المشتركة التي جمعت بين مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، منذ فترة ليست بالبعيدة، ناقش الدور الإيراني في سوريا، وإمكانية تقليصه، خاصة في ظل السياسات التي تتبعها واشنطن مؤخرا بفرض عقوبات بشكل متواصل ضد النظام الإيراني بعد الانسحاب من الاتفاق النووي في 12 مايو الماضي.
 
وعقب تلك المناقشات توارت إيران عن الأنظار فترة ليس بقليلة، فهي تبث سمومها ولكن بحظر شديد ودون أن يتضح موقفها، منتظرة اللحظة الحاسمة حتى تحاول العودة من جديد إلى المشهد السياسي في العراق، فهي تتعامل مع بغداد وكأنها كعكة تنتظر أن تقتنص نصيبها منها. وعلى الرغم من التكاتف الأمريكي الروسي ضد طهرا إلى أن روحاني يبدو وأنها بدأ يحاول إيجاد مخرجا.
 
استجدى الرئيس الإيراني حسن روحاني، رئيس الوزراء العراقي المكلف عادل عبد المهدي، بكلماته المعسولة، محاولا جذب أطراف الحديث معه على أمل أن يعود من جديد إلى قلب العراق، ذلك عبر رسالة تهنئة بمناسبة تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، أعرب عن أمله، فيها بتعزيز العلاقات بين البلدين، في كافة المجالات.
 
إيران تحاول المساس بالوتر الحساس لدى العراق، من خلال اللعب على حاجتها بسبب حربها مع المليشيات المسلحة- والمدعومة في الأساس من قبل الجانب الإيراني- من خلال رسائل تحمل بين سطورها معاني كثيرة، فقد قال «روحاني في نص رسالته لرئيس الوزراء العراقي: «أمل أن تشهد الفترة القادمة تعزیزا للعلاقات العریقة والقائمة على أسس المودة بین البلدین أكثر من ذی قبل، وفي كافة المجالات الاقتصادیة والثقافیة والسیاسیة وبما یصب في مصلحة الشعبین الإیراني والعراقي».
 
المخطط الإيراني كان قد اتضح قبل فترة من رسالة روحاني، فقبل الرسالة بفترة ليست ببعيدة، دفع «روحاني»، سفير بلاده في العراق، لمحاولة توطيد العلاقات وجذب أوصل الحديث مع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء، وبالفعل قام إيرج مسجدي، السفير الإيراني في العراق، بدعوة رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدى إلى «تأمين» مصالح بغداد وطهران. 
 
ربما كان اختفاء إيران من المشهد السياسي في سوريا، هو سبب تخوفها، ومحاولة بس نفوذها على العراق، فقد أطبقت أمريكا وروسيا على إيران بشكل كامل في سوريا، وهو ما جعلها تخرج بشكل شبه كامل من المشهد. وربما كان هذا هو السبب لمحاولتها استجداء النظام العراقي، قبل أن يطبق عليها نهائيا وتبتعد عن مناطق النزاع في المنطقة العربية.
 
يذكر أن أخر اللقاءات التي جمعت بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن إيران، تطرق مرة أخرى إلى دور إيران، حيث كان الهدف من الاجتماع- آنذاك- هو سحب إيران لقواتها من ميدان النزاع في هذا سوريا، والحد من تدخلها في العراق، وهو ما جعل المخاوف الإيرانية من تخلى الحليف الروسى عنها، وجنوح الكرملين إلى التحالف مع واشنطن، وأربك حساباتها في سوريا، ودفعها للبحث عن إجراءات تعمق من خلالها وجودها وتعزز من تموضع قواتها في الميدان السوري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة