مهرجان الصعيد المسرحي للفرق الحرة بأسيوط: إبداع أبناء الجنوب

انطلقت في محافظة أسيوط أمس الجمعة، فعاليات مهرجان الصعيد الثالث للمسرح الحر الذي تنظمه جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بقصر ثقافة أسيوط، بالتعاون مع وزارة الثقافة.

ومع العرض الافتتاحي، الذي تلاه عرضان من أسوان والمنيا، اكتظت قاعة قصر الثقافة، عن آخرها بالكتاب والنقاد والشباب المشاركين من كل محافظات الصعيد، ويرأس المهرجان الكاتب محمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب السابق، وشارك في افتتاح المهرجان محافظ أسيوط اللواء جمال نور الدين، والدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق، وحمل المهرجان اسم الكاتب المسرحي الكبير نعمان عاشور بوصفه أحد رواد الكتابة المسرحية في مصر، والذي كرمه المهرجان بمناسبة ذكرى ميلاده المائة.

تلك النهضة المسرحية القادمة من الصعيد، تبشر بعكس ما يشاع عن مركزية الثقافة في القاهرة، والوجه البحري، وأن فرص الإبداع قاصرة فقط على المدينة، والعاصمة التي تستأثر بالنصيب الأكبر من الفرص.

وإقامة مثل هذه المهرجانات يكسر مركزية الثقافة ويمنح الفرص للمبدعين في أن يعبروا عن إبداعهم، ولعل مهرجان أسيوط للمسرح الحر، يشي بأن الفرص لم تزل موجودة في الجنوب، واتجاه أدباء مصر المكرسين لحضور هذه الفعاليات التي تقام في أسيوط والصعيد وغيرها يمنح لها الاعتراف بما تحويه هذه العروض من إبداع ونهضة مسرحية قادمة.

ونعمان عاشور الذي كرمه مهرجان أسيوط، وُلد في 17 يناير 1918، وتوفي في الخامس من أبريل عام 1987، بمدينة ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، واكتسب عشقه للمسرح من والده الذي كان يصحبه لمسارح شارع عماد الدين بالقاهرة.

ألف نعمان عاشور مسرحية «الناس اللي تحت» و«المغناطيس» و«حواديت عم فرح» و«بطولات مصرية» و«سيما أونطة» و«عيلة الدوغري» و«الجيل الطالع» و«صنف الحريم»، و«وابور الطحين».

مسرحية وابور الطحين لنعمان عاشور

يوصف نعمان عاشور بأنه فارس الدراما المسرحية الواقعية، وأبو المسرح، وعلى مدى ربع قرن، تربع على عرش الدراما الواقعية، وشارك في الحركة السياسية النشطة قبيل ثورة يوليو، وبعد الثورة كان واحدا من العناصر التي أثرت الحركة المسرحية، وعمل صحفيا بدار أخبار اليوم، كما انتخب عضوا في لجنتي القصة والمسرح بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1968.

في حوار تلفزيوني قديم أجراه نعمان عاشور مع طارق حبيب، قال الأول، إن نشأته الريفية لم تؤثر على كتاباته، ومنذ كان في الخامسة عشرة من عمره، ارتبط بالقاهرة، وصار قاهريا أكثر منه كريفي، لكنه يحن كثيرا إلى قريته ميت غمر، وتحدث نعمان عاشور في هذا الحوار التلفزيوني عن انشغاله بتاريخ الجبرتي، واهتمامه بسيرته، وكتابته كتابا عنه.