لا يساهم في تخفيف الأحمال عن كاهل الشخص وحسب، بل لديه القدرة على حفظ الأموال بعيدا عن متناول اللصوص، فضلا عن كونه إرث الأجداد، فـ «السديري»، الذي ينتشر في أغلب محافظات الصعيد بداية من أسوان وسوهاج وقنا وأسيوط، وفي قلب الدلتا، بات الحارس الشخصي الذي دائما ما يحمي صاحبه من السرقة والنهب.
يطلق عليه البعض «خزنة الصعايدة»، فدائما ما يرتديه الصعايدة أثناء سفرهم، خاصة في المراكز الجنوبية لتقيهم من وطأة السرقة، التي يتعرضون لهم إذا ما كان بحوزتهم أموال وذهب يخافون عليه من السرقة في وسائل المواصلات، التى يتنقلون فيها أثناء سفرهم داخل حدود المحافظة، أو خارجها.
وكونه على مقربة من منطقة الصدر، التي تتميز بالاستشعار بمجرد لمس هذا الجهاز عند أي شخص، جعله الخيار الأول لكل الصعايدة، فضلا عن مقدرته توفير الوقت والمجهود، خاصة أن مرتدي هذا الزي الصعيدي يتركون حمل الشنط والحقائب التي يتم وضع النقود فيها، ويرتدونه بصفة عامة أثناء إرتداء الجلباب، ويضعون فيه كافة متعلقاتهم الشخصية.
تتراوح أسعار «السديري» من 20 إلى 50 جنيها حسب خامة القماس التي يصنع منها، بحسب محمد حسين، وهو صعيدي ناهز الـ 50 عاما. يقول حسين، إن «الصعايدة فقط هم من يقبلون على ارتداءه وهو الواقي للشخص من سرقة نقوده والحافظة الشخصية، فهو يساهم في منع الشخص من تعرضة للسرقة أثناء وجود مبلغ كبير من الأموال، أثناء تردده في المواصلات العامة، والتنقل بين المحافظات فضلاً أن سعره رخيص وييبلغ ثمنه من 20 إلى 50 جنيها حسب الخامة، التى يتم تفصيلالسديري منها».
ويحرص أصحاب «الزي الأفرنجي»، وهي الملابس العادية، أيضا على لبس «السديري» أسفل قمصان الخروج، وتكون بغرض حفظ النقود، أثناء بيع الذهب عند التردد على محلات الصاغة، وخاصة في الأسواق الشعبية.
يعد كبار السن هم الأكثر حرصا على ارتداء هذا الزي عن الشباب، وهناك بعض الأشخاص في السن الصغير، يقومون بارتدائه أثناء سيرهم عند شراء أشياء باهظة الثمن، وخاصة عند ذهابه لشراء شبكة العروسة.
و«السديري» عبارة عن القماش الذي يستخدم في صنع الجلباب، ويتم خياطته على طبقتين حتى يصبح أكثر ثقلا من الجلباب، وهو قصير يصل طوله إلى منتصف الجسم، ويتم ارتداءه أسفل الملابس عند الخروج للأسواق، بحسب عدد من بائعي «السديري».
ويضيف عبد اللطيف إبراهيم، وهو مسن من محافظة قنا، أن «السديري يحفظ المترددين على الأسواق لشراء البهائم في وضع أموالهم بداخله في (سيالة) الجلباب العادي تكون سهلة بالنسبة للصوص في مغافلة الشخص وسرقته في أي وقت، ونحرص دائمآ على ارتداءه دائما».
ويحرص أيضا أغلب المترددين على سوق الماشية يوم الجمعة والإثنين والأربعاء، لعرض وبيع الماشية والبهائم، ويكون المقبلين على الشراء بحوزتهم أموال كبيرة يضعونها في «السديري»، الذي يتم ارتداءه أسفل الجلباب الصعيدي.