رغم النفي المُستمر.. قصة الزواج الكاثوليكي بين «الإخوان» والجماعات الإرهابية في سيناء
الخميس، 04 أكتوبر 2018 11:00 ممنة خالد
في بدايات سبتمبر المُنقضي، وفي حوار هو الأول لخالد سيف الدين، متحدث تنظيم «حسم» الإرهابية، أعلن الإرهابي ذو الاسم الحركي في 10 صفحات فردت مساحتها مجلة «كلمة حق» التابعة للتنظيمات الإرهابية، تنصّل خلاله عن أي علاقة بين «حسم»، والتنظيمات الإرهابية في سيناء وبين جماعة الإخوان.
أصرّ خالد سيف الدين إجراء الحوار بعد تقارير الجهات الأمنية التي صنفت حركته ضمن قوائم الإرهاب الدولية بعد عملياتها المتتالية في مصر خلال الأعوام الأخيرة. إذ نفى علاقة الثلاث تنظيمات، رغم وجود الشواهد التي تُثبت أن هذه التنظيمات أتت من رحم تنظيمِ واحد.
في صباح (13 أغسطس)، وبالتحديد قبل 5 سنوات، انطلقت صافرات الجيش والشرطة المصرية تفتح كردونات الحصار للسماح لمُعتصمي رابعة والنهضة بالعدول عن تمردهم المُزعِم عودة رئيسهم المعزول.. من هنا بدأت قصة ظهور علاقة الحركات الجهادية والتكفيرية والإخوانية للنور، إذ كانت البداية الفعلية لانطلاق شرارة مُعاوني جماعة الإخوان الإرهابية.
أما نُقطة انطلاق العمليات المسلحة في سيناء من بعد (30 يونيو) تحكّم فيها قيادات الاعتصام وهذا ما كشفته تصريحات محمد البلتاجي، أحد قيادات الجماعة، وكان مضمونها توقف العمليات في سيناء في اللحظة التي يعود فيها محمد مرسي للسلطة، إذ كان التصريح بمثابة ترجمة فعلية للعلاقة بين التنظيمين.
بدايات القصة.. تفضح كذب رئيس حركة «حسم»
لا شك أن الحركات الإرهابية تعاني من اضطرابات نتيجة الانشقاقات التي تتفاقم كل فترة داخل إدارة التنظيم الكبير، وبين الحين والآخر تتنصّل التنظيمات عن علاقتها ببعض، خاصةً إذا كان الأمر مُتعلق بـ «داعش» على اعتباره أنه تنظيم منفصل عن الجماعات الجهادية، ورغم هذه الأكاذيب إلا أن هناك شواهد، كشف عنها حُكم الإخوان أنفسهم خلال عامهم الأوحد. الذي حمل بين طيّاته دليلًا على علاقة الزواج الكاثوليكي بين التنظيمات الإرهابية.
فرئيس الدولة الذي ينتمي للإخوان أصدر وقت حُكمه قرار بوقف العملية «نسر» التي أطلقتها القوات المسلحة المصرية لاستهداف التنظيم الإرهابية في سيناء، عندما قام بخطف الجنود المصريين. حتى جاء بتصريحه الشهير أن دوره يتمثل في الحفاظ على حياة الخاطفين والمخطوفين.
علاقة الجماعات ببعضها البعض لم تظهر فقط في تصريحات الرئيس الإخواني، جاءت في قراراته أيضًا حين رفض التوقيع على حكم قضائي نهائي بخصوص إعدام عدد من قيادات التنظيمات الإرهابية في سيناء، نواة التنظيم فعلى رغم اعترافهم بارتكاب جرائم قتل إلا أنه لم يُصدق على الحكم حتى سقط حكم الجماعة.
«داعش» جسر طموحات «الإخوان»
من خلال نشر الفوضى، وتوالي الهجمات، وبث مقاطع الفيديو ونشر الصور- التي تسميها الجماعات بالإصدارات- والهدف منها ظهور المعارك والهجمات التي يقوم بها التنظيم للتقليل من شأن النظام المصري. هكذا تفعل «داعش» سيناء تحقيقًا لطموحات الإخوان لحلمها بالعودة للسلطة.. فالفوضى هي مطلبهم الأول للنكاية في الدولة المصرية، إذ أن جماعة الإخوان وفرت غطاءً لممارسة أفعال ومبررات للسلوك الإرهابي وهي في سُلطة الحكم.
في المقابل.. دافعت الجماعة عن تنظيم داعش عبر منصاتها الإعلامية، سواء من خلال فرد محتوى تعريفي للتنظيم، والاحتفاء بعملياته المُسلحة، ما أعطى نفس وعُمر أطول للتنظيم، وظهر ذلك من خلال الموقف التي اتخذته الجماعة جراء أي هجمة يصنعها التنظيم، فعقب أي محاولة فاشلة تظهر الجماعة لتصف ما يحدث بأنه مجرد خلاف بين السلطات في مصر وبين «متمردين»- على حد وصفهم.
الإخوان معبر عمليات داعش
بعد ثورة يونيو.. فوجئنا بانضمام أفراد تابعين لجماعة الإخوان الجماعات الإرهابية في سيناء، حيث يتم تجنيد هؤلاء الأشخاص من خلال الإخوان، بينما ينفذون العمليات العسكرية من خلال داعش، وهذا الاتفاق غير مُعلن من قِبل قيادتهم حتى هذا الوقت، ولكن في النهاية تنجح جماعة الإخوان في خلق مناخ تحصد ثماره الجماعات الإرهابية في سيناء.
لواء الثورة.. العودة للعمل المُسلح في مصر
اعترف خالد سيف الدين بمُشاركته في اعتصام رابعة، وشهد الإرهابي لحركة «لواء الثورة» - وهي حركة إخوانية- بأنها ستكون بمثابة العودة من جديد للعمل المُسلح في مصر، إذ اعترف بالهزائم التي تعرضت لها حركته ونجاح وزارة الداخلية في القضاء على أعداد كبيرة من شباب الحركة من خلال مباغتة أوكارهم، واصفًا لواء الثورة بالحركة المُنضبطة الواعدة.