على طريقة أجاثا كريستي.. محاولة اغتيال لوزير الدفاع الأمريكي بالسم

منذ حوالى 60 عاما كتبت الروائية البريطانية أجاثا كريستى روايتها الشهيرة "منزل الموت المتربص" والتى يموت فيها البطل بطريقة غامضة عن طريق السم، والذى لا يعرف أحد من دسه فى بيته خاصة انه يعيش وحيدا، ثم بعدها نكتشف ان الرجل مات عن طريق دس سم "الريسين" فى خطاباته، لكن أجاثا كريستى رحلت عن عالمنا عام 1976، وبعدها بـ 40 عاما سيأتى شخص ما ليحاول اكتشاف طريقتها نفسها لاغتيال وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس ورئيس العمليات البحرية جون ريتشاردسون، الذان تلقيا بريدا محملا بهذا السم.

فقد أعلن اليوم مسؤولون في وزارة الدفاع ان مغلفين أثارا إنذارا اثناء الفحص في هيئة بريدية تابعة للبنتاجون، ربما تحتوى سم الريسين، وقد تم إرسالهما إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI لإجراء اختبارات إضافية، وفي نفس الوقت تقريبا، تم نقل شخصين إلى المستشفى بعد تعرضهما لمسحوق أبيض تم احتوائه في البريد المرسل إلى مكتب حملة المرشح الجمهورى تيد كروز فى كاليفورنيا، ومن غير المعروف ما إذا كان الحادثان مرتبطان أو ما هي المادة التي أرسلت إلى مكتب كروز.

فى حين أعلن البنتاجون وضع جميع الرسائل المرسلة إليه عبر دائرة البريد الامريكية تحت الحجر الصحى كاجراء احترازي وتم اجلاء جميع العاملين في مكتب حملة هيوستون في كروز، ونقلت شبكة سي إن إن CNN عن اثنين من المسؤولين الذين لم يكشف عن أسمائهم ، أن ماتيس وريتشاردسون هما الهدفان المقصودان لبريد البنتاغون، فيما وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكى في بيان أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للمزيد من التحاليل ومعرفة مصدر الرسائل، كما وضعت جميع الرسائل البريدية التي أرسلت إلى البنتاغون تحت الحجر الصحي كإجراء احترازي.

ويعتبر سم الرايسن الموجود فى قشرة نوع معين من حبوب الخروع من أشهر السموم وأكثرها فتكا، إذ يمكن أن يؤدي التعرض للريسين إلى الوفاة إذا تم استنشاق السم مباشرة. وهو يستخدم عادة في العمليات الإرهابية، وتتسبب مكونات هذا السم الفتاك في حدوث نزيف داخلي وتؤدي في النهاية إلى فشل تنفسي، وبعد التعرض الأولي للريسين ، تظهر الأعراض عادة في حوالي 10 ساعات ويمكن أن تحدث الوفاة خلال 72 ساعة.

وهذه ليست المرة الأولى التى يحاول الإرهابيين استخدام السم فيها، فقد  تم إحباط العديد من الهجمات الإرهابية التي تستخدم السم في أوروبا بما في ذلك هجوما مقصود على محطة مترو أنفاق لندن في عام 2003 وهجوم منفصل في ألمانيا في يونيو من هذا العام.

لكن أبرز الهجمات بالبريد كانت هجمات الجمرة الخبيثة التي قتلت خمسة أشخاص بعد أن تم توزيع خطابات تحتوى هذه البيانات، عبر البريد في عام 2003، ووصل إحدى هذه الخطابات إلى البيت البيضاوى، ومنذ هذه اللحظة قامت الحكومة الأمريكية بزيادة الإجراءات لحماية العمال والمسؤولين من التعرض لأي مواد ضارة، وهي تشمل وضع البريد من خلال أجهزة الأشعة السينية والماسحات الضوئية التي تكتشف الأبخرة وتتعرف على أي شيء سام أو سام، في واشنطن العاصمة ، تقوم خدمة البريد الأمريكي أيضًا بتجميع البريد الحكومى حيث يتم فرز البريد قبل إرساله إلى المباني الحكومية.