اليمن × 24 ساعة: تدهور الريال.. والاقتتال الحوثي.. وجحيم الميليشيات

لم يهدأ اليمن الذى أطلق عليه قديما «السعيد»، منذ الاضطرابات التى حدثت من 2011، الأمر الذى أغرقها فى دوامة الاقتتال الداخلي، خاصة بعدما انقلب عبد الملك الحوثى، على الحكم الشرعي في البلاد بعد إسقاط الرئيس السابق على عبد الله صالح، بل قامت ميليشاته باغتيالة حينما رغب في رأب صدع البلاد والتوحد مع السلطات المنتخبة الجديدة، ورغم تدخل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، لتثبيت أقدام السلطة الشرعية، إلا أن التصعيد الحوثي لازال مستمرا رغم تكبده خسائر فادحة.

اقتتال داخلي حوثي

انقلب الحوثيون على بعضهما البعض فى صنعاء، حيث حدثت اشتباكات بين ميليشيات الحوثي الموالية لإيران وأتباع محمد عبدالعظيم الحوثي، أحد علماء المذهب الزيدي، في مديرية سحار بمحافظة صعدة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصا من الطرفين، بعد فشل لجان الوساطة للتهدئة بين الطرفين، الأمر الذى دفع بهما إلى حشد المزيد من المسلحين.

جذور الخلاف

بدأ الصراع بين  ميليشيات عبدالملك الحوثي الموالين لإيران، وجماعة محمد عبدالعظيم الحوثي منذ عام 2004، إذ يرفض الأخير تبعية عبدالملك الحوثي لطهران وفرضها ما تمليه بالقوة على أبناء محافظة صعدة، وعندما سقطت العاصمة اليمنية صنعاء في أيدي ميليشيات الحوثى فى 21 سبتمبر عام 2014، بدأ الحوثيون فى طهرنة العاصمة فتحولت المناطق الواقعة تحت سيطرتهم إلى ساحة لتطبيق الأفكار الخمينية في عملية تهدف إلى إدخال اليمن تحت العباءة الإيرانية، الأمر الذي رفضه أتباع المذهب الزيدي، فدخلا سويا في صراع طائفي داخلي.

الإنقلاب الحوثي الحوثي

الداعية اليمني محمد عبد العظيم الحوثي، الذى يعد من زعماء المذهب اليزيدي فى اليمن رفض جملة وتفصيلا التدخلات الإيرانية وإملائها شروطها لميليشات أنصار الله الحوثى، ومؤخرا أصدر بيانا يصفهم فيه بـ «المجرمين اللصوص السلالين»، داعيا أنصاره  لحالة الاستنفار والتحرك والتدخل السريع للتصدي لهم، وللتدخل السريع لإنقاذ أهالي منطقة آل حميدان، من  ما وصفه بالعدوان الغادر والغاشم الجبان من قبل من يسمون أنفسهم (أنصار الله الحوثيين).

وأكد أن ميليشيات التمرد الحوثي تحاصر المنطقة، وتقوم بقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها بشتى أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقلية، وتدمير مساكنهم بدون شفقة، حيث أدى القصف إلى سقوط قتلى معظهم من النساء والأطفال وكبار السن، متوعدا إياهم بالتنكيل بهم حال إقدامهم على استمرار العدوان الغاشم مرة أخرى.

العملة اليمنية

تدهورت العملة اليمنية أمام الدولار، بشكل لم تعهده اليمن منذ عقود طويلة، الأمر الذى وصفه اقتصاديون بـ «الهبوط التاريخي»، حيث سجل الدولار 750 ريالا ، فيما يبلغ السعر الرسمي المقر من قبل البنك المركزي 585 ريالا للدولار، حتى مساء الأحد، غير أن تجار بيع السلع بالجملة احتسبوا الأسعار وفق سعر صرف السوق السوداء التى وصل فيها  800 ريال مقابل الدولار .

التحالف العربي يفند التقرير الأممي

فند التحالف العربي تقرير خبراء الأمم الأمم المتحدة الخاص حقوق الإنسان في اليمن، حيث قال المتحدث الرسمي العقيد تركي المالكي، خلال المؤتمر الصحفى الإسبوعي، إن التحالف العربي والحكومة اليمنية الشرعية رفضتا هذا التقرير، وأنه سيرد بشكل قانوني عليه، مؤكدا أن تحالف دعم الشرعية في اليمن وجه رسالة إلى الأمم المتحدة تتضمن تفصيلا لانتهاكات ميليشيات الحوثي الإيرانية.

انتهاكات الحوثيين

ميليشيات الحوثي اقتحمت الأسبوع الماضي مخازن البرنامج العالمي للغذاء في الحديدة، بحسب المالكي، الذى أضاف، أن الميليشيات سرقت المساعدات، كما استهدفت قوات الجيش اليمني المتجهة للحديدة، وعطلت الشاحنات وسرقت ما بها من مساعدات غذائية وأحرقتها في المدن اليمنية. وأشار المالكي إلى أن المنظمات الدولية في اليمن تتعرض إلى مضايقات من الميليشيات الحوثية، وصلت إلى حد الخطف.

وأطلقت ميليشيات الحوثي أكثر من 200 صاروخ باليستي من مناطق يمنية مختلفة على المملكة العربية السعودية، إضافة لمحاولة استهداف ميناء جازان بقوارب مفخخة، كما زرعوا مجموعة من الألغام البحرية في عرض البحر الأمر الذي استهدف خط الملاحة الدولية.