أوروبا تتصدى لشطحات مستشار ترامب السابق.. بانون يسعى لاكتشاف نفسه بعد مغادرة البيت الأبيض
الإثنين، 01 أكتوبر 2018 06:00 ص
«القوى القومية والشعبوية المستوحاة جزئيا من ترامب على وشك المطالبة بالسلطة السياسية في عواصم تمتد من باكستان إلى اليابان إلى أستراليا والبرازيل وكولومبيا»، هكذا زعم ستيف بانون، كبير استراتيجى البيت الأبيض السابق في إطار سعيه لنشر الشعبوية المبنية على النهج السياسي للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فى أوروبا، مؤكدا تواصله بجميع هذه القوى.
هذه المساعي سلطت صحيفة "الإندنبدنت" البريطانية الضوء عليها مؤخرا وقالت: «بعد مرور ما يزيد عن سنة من إجباره على مغادرة منصبه فى البيت الأبيض، يعكف بانون - الذى يشغل حاليا منصب رئيس موقع "بريتبارت" اليمينى – للترويج لمفهومه للقومية فى أماكن متفرقة من العالم».
بانون أوضح أنه سيذهب إلى استراليا لمدة خمسة أيام فى نوفمبر المقبل، ثم سنغافورة بحلول عيد الشكر، لافتا إلى أن هناك ردود أفعال إيجابية فى إسرائيل قائلا عن مؤسسته "الحركة": «نحن منفتحون للأعمال، نحن منظمة غير حكومية قومية وشعبية، نحن عالميون».
وكشفت "الإندبندنت" عن أن بانون بدأ الترويج لمبادئه فى أوروبا، أولا حيث زار العاصمة الإيطالية قبل أيام ثم توجه إلى التشيك والمجر معتبرة تحركاته بغرض إعادة اكتشاف نفسه، بعد مغادرة البيت الأبيض فى 2017، وخسارته وظيفته فى موقع "بريتبارت" وفقد الدعم المالي المربح من أسرة الملياردير ميرسر فى أعقاب نشر كتاب "نار وغضب"، الذي رسم صورة قاتمة للرئيس ترامب، وكان بانون المصدر الرئيسي فيه.
مؤسسة "الحركة" شكلها السياسى اليمينى البلغارى ميشائيل مودريكامين العام الماضى وانضم إليه بانون هذا الصيف والذى قال إنه يقدم جزء من تمويل المجموعة وباقى الأموال يقدمها عدد من المانحين الأوروبيين رفض الكشف عنهم.
بانون الذي كسب الملايين كمصرفى فى بنك جولدمان ساكس، قال فى سلسلة مقابلات مع صحيفة واشنطن بوست، إنه يحاول تحويل "الحركة" لـ "نسيج متصل" يقدم من خلاله المعرفة الأمريكية فيما يتعلق بالأحزاب السياسية القومية والشعبية عبر أوروبا لتمكينهم من الاستجابة الفورية للهجمات السياسية.
الواقع يقول إن النتائج غير واضحة المعالم وغير مثمرة لأن بعض أنصار اليمين المتطرف فى أوروبا لم يكترثوا ببانون وقضيت، والعديد من الأوروبيين الداعمين للمؤسسات رفضوا بانون بوصفه مبتذلا، ويبالغ فى تقدير قوة اليمين الأوروبى، فضلاً عن أن ترجمة تجربته مع ترامب ونقلها إلى المسرح العالمى، لم تعد واقعية خاصة فى أوروبا، لأن ترامب عرقل التحالفات القائمة ولا يحظى بشعبية كبيرة.
منتقدو بانون الأوروبيون أكدوا خطأ تصوره في تقدير شهية أوروبا للحصول على نصيحة أمريكية بتقديم مجموعة متنوعة من الأحزاب التى لديها خلافات تاريخية وسياسية عميقة وعند وصوله أوروبا يوم الجمعة الماضى رد خاطبه أنطونيو تاجاني، رئيس البرلمان الأوروبى، فى مؤتمر سياسى إيطالى : عزيزى بانون، اذهب إلى منزلك إذا كنت تريد أن تكون سائحا، كن سائحا، من الأفضل لك أن تصمت".
وفي ذات المؤتمر وصف أنطونيو لوبيز استوريز، زعيم في البرلمان الأوروبي، بانون بأنه متطرف خطير و منظّر فاسد يحاول تدمير الاتحاد الأوروبى بـ "القومية الرخيصة".