ألمانيا وكندا تتراجعان أمام الرياض.. وسياسي سعودي: خسارتهما للمملكة فادحة
الجمعة، 28 سبتمبر 2018 02:00 م
بدأت انفراجة الأزمة السعودية الألمانية تلوح في الأفق خلال الأيام الماضية، وهو ما اتضح من تصريحات وزراء خارجية البلدين في مؤتمر صحفي جمعهما على هامش فعاليات اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73. ورحبت السعودية بالاعتذار الألماني، وإبداء وزير خارجيتها، هايكو ماس رغبة برلين في تكثيف التعاون بين الجانبين في مجالات عدة.
في السياق ذاته حاولت كندا تعديل مسار أزمتها مع السعودية، وأعربت وزير خارجيتها، كريستينا فريلاند عن أملها في لقاء نظيرها، عادل الجبير في نيويورك، فيما رفض الأخير ذلك، مؤكدًا على رفض المملكة العربية السعودية التدخل الكندي في شؤون بلاده، وأنه على كندا الاعتذار.
ولعل تلك المواقف الأوروبية التي تزامنت في توقيتها، تعكس مكانة سعودية لديها، دفعتها إلى محاولة التقرب منها وإنهاء ما بينهما من خلافات، ما يثبت وجهة النظر السعودية في إتخاذاها مواقف حازمة تجاه من يريد التدخل في شؤونها.
في هذا الخصوص أكد أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام بالسعودية، الدكتور عبدالله العساف على أن كُلًا من كندا وألمانيا تتدركان جيدًا الحجم الكبير للسعودية، وأنها أحد الـ20 الكبار من صناع السياسة الاقتصادية العالمية، لافتًا إلى تمتعها بثقل روحي في العالم الإسلامي وأنها بوابة رئيسية له. وقال في تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»: «خسارة السعودية تعتبر خسارة فادحة على جميع الأصعدة بالنسبة لهم، لذا قدمت الدولتين اعتذارهما، مع إبداء ملامح الرغبة في التقارب مرة أخرى».
وأضاف أن «الثقل الذي تتمتع به السعودية في محيطها الإقليمي والإسلامي والعالمي لا يمكن لألمانيا أو كندا التفريط به بسبب الإرتهان إلى بعض الإنحيازات السياسية والتي أغلبها مبني على الشبهات المثارة والتدخلات في شؤون المملكة».
اقرأ أيضًا: هذه شروط السعودية لعودة العلاقات مع كندا.. المملكة لـ«أوتاوا»: لسنا جمهورية الموز
وقال «العساف»، إن «كندا وألمانيا أدركتا خسارتها من التدخل في الشأن السعودي الفترة الماضية، وأتى الأمر وكأنه درسًا بالنسبة للحكومتين، لمراجعة حساباتهما والعلم بأن السعودية بثقلها وحجمها لا يمكن التفريط فيها أو التدخل في شأنها، فهي كما قال الوزير عادل الجبير ليست من جمهوريات الموز، التي يمكن اليوم التحكم فيها بشكل مباشر أو تلميحات أو حتى تغريدات؛ فالسعودية لا تسمح بالتدخل في شؤونها ولا تتدخل في شؤون أحد».
وتابع بأن «الأمر الذي يطمأن في مسار العلاقة بين السعودية وألمانيا أن كلا القيادتين تؤمنان بأهمية العلاقة فيما بينهما وأهمية استثمارها، ليس فقط على الجانب الاقتصادي والتجاري ولكن أيضًا في البعد الأمني، وخاصة أن ألمانيا عانت من الإرهاب، ولا ننسى أنها أعلنت القبض على إرهابي في زي دبلوماسي خلال الشهرين الماضيين حاول القيام بتفجير مقر للمعارضة الايرانية في باريس».
وأخيرًا شدد الدكتور عبدالله العساف على ضرورة أن تحتكم العلاقات بين الدول على الأعراف الدولية والقانون الدولي لحفظ حقوق كل البلدان على حد سواء.