هل تنجح «الدبلوماسية الناعمة» في «إذابة الجليد» بين السعودية وكندا؟
الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018 09:00 ص
في تحرك كندي جديد كشف عن ضيق الفجوة بين المملكة السعودية وكندا، بعد أزمة تفاقمت، على خلفية التدخل السافر للحكومة الكندية فى الشئون الداخلية للمملكة، حيث حرصت على المشاركة فى الاحتفالات السعودية بمناسبة يومها الوطنى.
وتأتي الخطوة الكندية بعد محاولات عدة من قبل حكومتها للتصالح مع نظيرتها السعودية جميعها باء بالفشل. وشارك في احتفالات المملكة لإحياء يومها الوطنى الـ88، فريق سيرك كندى أدوا خلالها ببعض العروض، مساء الأحد، باستاد الملك فهد بالعاصمة السعودية الرياض، وهو ما يعكس بادرة انفراجة جديدة، ومحاولة حللة الأزمة عبر الدبلوماسية الناعمة.
نشبت الأزمة بين الدولتين، بعد تصريحات للحكومة الكندية، وجهت فيها انتقادا لإجراءات اتخذتها السلطات السعودية، باعتقال عدد من مثيرى الفوضى داخل المملكة فى أغسطس الماضي، مطالبة بالإفراج عنهم، وهو الأمر الذى لم تقبله حكومة الرياض واعتبرته تدخلا سافرا فى شئونها الداخلية.
الأمر الذي دفع الرياض، لاتخاذ إجراءات صارمة -آنذاك- حيث استدعت سفيرها لدى كندا، بينما أمهلت السفير الكندى بالرياض 24 ساعة لمغادرة أراضيها، كذلك أوقفت كافة تعاملاتها التجارية الجديدة مع كندا، هو ما يعنى وقف التبادل التجارى بين البلدين والبالغ حجمه أربعة مليارات دولار، إضافة إلى عقد دفاعى قيمته 13 مليار دولار.
الأمر أثار حالة من الجدل على الساحة الدولية، حيث اعتبر البعض أن الإجراءات السعودية قاسية للغاية، وتعد صفعة قوية، فى ظل التزامن مع الإجراءات التى اتخذتها الولايات الأمريكية بفرض تعريفات جمركية على الواردات الكندية، فى إطار رغبة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب صياغة اتفاقات تجارية جديدة مع الحلفاء من شأنها تحقيق تجارة أكثر عدالة.
ولم تقتصر الإجراءات السعودية تجاه الحكومة الكندية على قطع العلاقات ووقف التعاملات التجارية، وإنما امتد إلى جوانب أخرى أهمها وقف ابتعاث الطلبة السعوديين فى الجامعات والمعاهد الكندية وتأمين إكمال دراساتهم فى دول أخرى، ووقف الرحلات الجوية لكندا.
ولجأت كندا فى الأسابيع الماضية إلى العديد من المسارات المتوازية لحل الخلاف الحالى مع الحكومة السعودية، واستعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، إضافة لاستجداء وساطة دول أو محاولة الاستفادة من خلافات سابقة مع ألمانيا والسويد.
ونقلت تقارير دولية، أن وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند تحدثت مع نظيريها فى كلا من ألمانيا والسويد للاستفادة من تجربتهما فى حل خلافاتهما السابقة مع المملكة، بينما تواصلت الحكومة الكندية بالتوازى مع مسؤولى الإمارات وبريطانيا، واللتين تربطهما علاقات قوية بالسعودية، من أجل التوسط لدى المملكة للتصالح وإنهاء الخلاف الحالى.
وأعربت المملكة العربية السعودية عن استيائها من التحركات الكندية، حيث أصرت على أن تقوم حكومة أوتاوا بالاعتذار، وهو الأمر الذى أكده وزير الخارجية السعودى بقوله إن كندا تدرك جيدا ما يجب أن تقوم به لإنهاء الأزمة، موضحا أنهم أخطأوا وعليهم تصحيح ما ارتكبوه.