الليرة التركية VS الدولار.. كيف انهارت عملة أنقرة على يد أردوغان؟
الجمعة، 28 سبتمبر 2018 02:00 م
أبرز تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، مظاهر تأثر عدد من اقتصاديات الدول الناشئة بأزمة المخاطر التي برزت قبل نحو شهرين، وعصفت بالعملات المحلية للدول الناشئة إلى مستويات تراجع قياسية أمام الدولار.
وأظهر التقرير في أحد مؤشراته، منحني أداء العملات أمام الدولار الأمريكي، ومعدلات التغيير التي شهدت تراجعات قياسية في الفترة من يناير وحتى أغسطس من العام الجاري، وحلت العملة الأرجنتينية «البيزو» في صدارة ترتيب أعلي العملات المحلية تراجعا في تلك الفترة بنسبة مئوية بلغت في أقصاها نحو 97.7-%، يليها الليرة التركية بمعدل تغيير بلغ نحو 74.30-%، إلى جانب العملة الأنجولية الكوانزا بواقع 66.52-%.
وجاء في المركز الرابع، الريال البرازيلي 24-%، ثم «الراند» الجنوب أفريقي بمعدل تغيير بلغ نحو 18.95-%، ثم «الروبل» الروسي بواقع 17.86- %، واعتمد التقرير على بيانات مستمدة من تقرير التجارة والتنمية لعام 2018.
واضطر البنك المركزي التركي، قبل أسبوعين، إلى رفع سعر الفائدة القياسي أكثر من 6% دفعة واحدة، ليصل إلى 24% من 17.75%، فى مسعي منه لوضع حد لمنحنى نزول الليرة التركية أمام الدولار، حيث انخفضت قيمة الليرة بنسبة 40% مقابل الدولار منذ بداية العام، ما أثار مخاوف من انتشار العدوى في ظل توسع أكبر في الأسواق الناشئة.
وتجاوزت مؤشرات اقتصادية تركية حدود المستهدف والسيطرة، ووفقا لبيانات رسمية تركية ارتفع معدل التضخم إلى مستوي 17.9% على أساس سنوي في أغسطس، وهو أعلى مستوى خلال نحو 15 عاما، بما يسلط الضوء على توقعات تقلب الأسعار مع تفاقم أزمة العملة.
وعلى مستوي الأسعار، فقد حققت زيادة بنسبة بلغت 2.3% على مستوي شهري، نتيجة ارتفاع تكاليف النقل، الذي ارتفع بنسبة 27% على أساس سنوي، إلى جانب زيادة أسعار الأثاث المنزلي، والسلع والخدمات، والمواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية.
وبالنسبة للعملة الأرجنتينية، فيعد أحد أسوأ العملات أداء في العالم خلال العام الجارى، حيث فقدت العملة أكثر من 50% من قيمتها منذ بداية عام 2018، نتيجة ارتفاع مخاوف المستثمرين من عدم قدرة الأرجنتين على الوفاء بالتزاماتها الخارجية تجاه الديون الخارجية العام المقبل، ما دفع صندوق النقد الدولي لرفع الحزمة التمويلية الموجهة إليه، لتصل إلى 57 مليار دولار، بعد أن أنفق البنك المركزي الأرجنتيني نحو 16 مليار دولار من الاحتياطيات هذا العام، في محاولة فاشلة لدعم «البيزو».