24 عاما على عرض أول حلقات «فريندز».. المسلسل الذي ضرب جميع الأرقام القياسية
الخميس، 27 سبتمبر 2018 07:00 م
فى مثل هذا الأسبوع وقبل 24 عاما بالضبط، وتحديدا فى يوم 22 سبتمبر 1994، جلس عدد من الأمريكيون ليشاهدون المسلسل الكوميدى الجديد الذى أعلنت عنه شبكة NBC، والذى يدعى «FRIENDS»، أو «الأصدقاء»، هؤلاء الذين بقوا أمام الشاشات يشاهدون عددا من الممثلين الذين لم يكونوا معروفين بشكل كبير وقتها، بعضهم كان هذا ربما عمله الثانى بعد أن طرد من العمل الأول، لكن هؤلاء المبتدئين سيكونون أصحاب أكبر أجر فى هوليود بعد سنوات، وسيكون مسلسلهم هو الأهم ربما فى تاريخ الكوميديا التليفزيونية على الإطلاق والمسلسل الأكثر مشاهدة فى تاريخ التليفزيون، سيكون هؤلاء الذين يظهرون على شاشة NBC نجوما معروفين فى أنحاء العالم كله، سينسى العالم أسماؤهم الحقيقية وستلتصق بهم أسماء شخصياتهم.
هذه الحلقة التى عرضت قبل 24 عاما، ستكون الأولى فى مسلسل سيفوز بـ 62 جائزة إيمى، وجائزة جولدن جلوب واحدة، ستفوز جينيفير انيستون وحدها بـ 18 جائزة على المسلسل ضمن 54 ترشيحا، وسيكون مجمع الجوائز التى حصل عليها المسلسل 69 جائزة عبر 270 ترشيح مختلفين لجوائز عالمية، محققا بذلك أكبر عدد ترشيحات وجوائز فى تاريخ التليفزيون.
راتشيل، مونيكا، فيبى، جوى ، روس وتشاندلر، هم أشخاص مختلفى الاتجاهات والأفكار والطباع والخلفيات والثقافة والمستوى المادى، وكل شيء تقريبا فى الحياة جمعتهم الظروف لكى يكونوا «شلة أصدقاء» مقربين، البداية جاءت من اثنين من الشباب المتحمسين العاملين فى مجال السينما، هما ديفيد كرين، ومارتا كوفمان، والذي فكروا فى تقديم مسلسل عن ستة شباب فى العشرينات من عمرهم يحاولون شق طريقهم فى منهاتن قلب نيويورك النابض، حين عرضوا فكرتهم لشركة إن بى سى، لم يكن الأمر محمسا بشدة، فقد استأجرت الشبكة عدد من الكتاب ليكتبوا الحلقة الأولى، فكانت فى منتهى السوء.
حينها قرر المنتجون أن يوظفوا 6 من شباب الكتاب الذين هم فى العشرينات من عمرهم ليكتبوا هذه الحلقات، وبالفعل بعد كتابة 3 حلقات بدأت إدارة الشبكة تهتم بهذا المسلسل، فأطلقت إعلانا لاختيار ممثلين، تقدم له أكثر من 1000 ممثل، وفى النهاية تم تصفيتهم إلى 6 ممثلين فقط فى النهاية، هم جينيفير انيستون فى دور ريتشيل جرين، تلك الفتاة الثرية المدللة التى تترك عريسها فى حفل الزفاف، وتقفز من نافذة الحمام فى قاعة الزفاف لتهرب إلى صديقتها القديمة مونيكا جيلر، وبتركها بيتها فإن ريتشيل جرين تواجه الحياة لأول مرة، وأن تضطر للاعتماد على نفسها والعمل.
وتم اختيار كورتينى كوكس لدور مونيكا جيلر، محبة المطبخ المهووسة بالنظام والنظافة، وليزا كودرو فى دور «فيبى بوفيه»، تلك الفتاة المشردة التى استطاعت التغلب على ظروفها وأن تصبح «مدلكة» والمؤمنة أيضا بالعديد من الخرافات والأفكار الغريبة، ومات ليبلانك لدور «جوى تريبيانى» أكثر الأدوار المحبوبة فى تاريخ التليفزيون تقريبا، حيث يظهر كممثل غير محترف بسيط الإمكانيات العقلية يبحث عن وظيفة دائما، و«ماثيو بيرى» فى دور تشاندلر بينج، الموظف فى الوظيفة الروتينية كثير السخرية والاستهزاء بالآخرين.
استطاع المسلسل تحقيق أرقام قياسية فى العرض، فحقق الموسم الأول 31.3 مليون مشاهدة للبث المباشر، استمر تقديم المسلسل لمدة 10 سنوات كاملة استطاع أن يترك فيها أثرا ثقافيا كبيرا، فأصبح هناك قصة شعر شهيرة فى الولايات المتحدة تدعى «قصة شعر ريتشيل جرين»، والمقهى الذى يجلس فيه الأصدقاء «سنترال بريك» تم تقليده فى 32 دولة حول العالم بديكوراته بأثاثه بكل شيء تقريبا فيه، حيث أكدت دراسة لجامعة تورنتو أن المسلسل ساهم فى انتشار اللكنة الأمريكية للإنجليزية وطغيانها على أى لكنة أخرى.
أصبح المسلسل هو الأغلى فى الإعلانات بجميع أنحاء العالم، فإعلان من 30 ثانية فقط فى فواصل المسلسل يكلفك 2 مليون دولار للمرة الواحدة، فيما بلغت أرباح الموسم الواحد من المسلسل نحو مليار دولار، ينال منها كل ممثل نسبة 2% أى نحو 20 مليون دولار، بخلاف أجورهم التى أخذت منحى تصاعدى من «20 - 40 ألف دولار» للحلقة فى المواسم الأولى، إلى مليون دولار عن كل حلقة فى المواسم من الثامن إلى العاشر.
بعد 10 أعوام تقرر إيقاف عرض المسلسل، وعرضت الحلقة الأخيرة من الموسم العاشر والأخير للمسلسل فى 22 مايو 2004، وهى أعلى حلقة مسجلة مشاهدة فى تاريخ التليفزيون بإجمالى مشاهدات 52.5 مليون مشاهدة.