أعدادها فى تناقص.. هل تنقرض الخيول والبغال والحمير؟
الأحد، 23 سبتمبر 2018 08:00 ص
يعاني العالم منذ سنوات طويلة من التعدي غير المسبوق على الغابات الطبيعية والمناطق الزراعية في جميع القارات، كما يعاني أيضا من الصيد الجائر للطيور والحيوانات وهو ما يهدد باختفاء الكثير منها، إلى جانب أعداد هائلة من الحشرات والزواحف والكائنات التي قد انقرضت بالفعل، على الرغم من المؤتمرات والندوات وورش العمل المحلية والقارية والعالمية، التي تحذر من المصير المأساوي، الذي ينتظر الإنسان نتيجة شططه، وإخلاله البيئي بهذه المنظومة الربانية، التي فطر الله الكون عليها، بنسبة وتناسب قدّرهما أحسن الخالقين لحفظ الأنواع وتكاثرها، غير أن جور وتعديات الإنسان تؤدي إلى اختلال المنظومة، وبذلك تعاني حيوانات كثيرة من تناقص أعدادها، ومنها الإبل والخيول والبغال والحمير.
وإذا كانت الأرقام لاتكذب كما نقول، فإنّ تقارير وإحصائيات نوفمبر عام 1999، قد رصدت أكثر من 26 مليوناً من رؤوس الخيل، موزعة على القارات في مناطق مختلفة من العالم، وكذلك لدى المنتجين، ففي أميركا مثلاً كان هناك حوالي 7 ملايين و 800 ألف رأس بينما كان في روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق حوالي 7 ملايين و 400 ألف رأس، وفي الصين كان هناك حوالي 7 ملايين و200 ألف رأس، بينما كانت الأرجنتين تمتلك 3 ملايين و 600 ألف رأس، وفرنسا 672 ألف رأس، وفي التقارير الحديثة قفزت الأرقام إلى 58 مليون رأس فى العالم، وفقاً لتقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية، كما تُقدر أعداد الخيول النيوزيلندية لعام 2006 بحوالى 77 ألف رأس، وفي استراليا حوالي 221 ألف رأس، كما تشير الأرقام أيضا إلى وجود أكثر من مليون من الخيل العربي في 62 دولة، أما عن أعداد الحمير فتشير التقديرات إلى وجود 44 مليون حمار في العالم، يتم الحفاظ على معظمها للعمل وفي الحقول، وفي الصين فقط هناك أعلى رقم في عدد الحمير بـ 11 مليون، تليها إثيوبيا بـ 5 ملايين.
الإبل أيضا تناقصت أعدادها كثيراً وخاصة في مناطق تركزها وتُقدَّر أعدادها في العالم بحوالي 28 مليون رأس، علاوة على الإبل الصغيرة وتصل أعدادها لحوالي 8 ملايين رأس، بينما تصل أعداد البغال والحمير في إحصائيات واحدة لحوالي 59 مليون رأس، تعيش وتتوزع في أنحاء المعمورة، وقد أدى استخدام السيارات بأنواعها، الصغير والنقل والربع نقل والنصف نقل إلى تناقص أعداد الحمير والبغال والخيول وخاصة في النشاط الزراعي، كما اختفى كذلك استخدام الإبل، بعد أن انحسر دورها في حمل المنتجات الزراعية، وحلّت محلها الآلات والمعدات الحديثة، واقتصر تربية واستيراد الإبل من السودان على الذبح واستخدام لحومها فى التغذية،كما تعالت خلال السنوات الأخيرة،أصوات تطالب بتصدير أعداد معينة من الحمير للخارج، وعلى وجه الخصوص لعدد من الدول الآسيوية، غير أنها مازالت أفكار بعيدة عن حيز التنفيذ، مع أن الدكتور إبراهيم محروس، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى خلال تصريحات له أكد أن الهيئة تدرس الإجراءات الصحية والاشتراطات البيطرية مع أي دولة ترغب تصدير الحمير والبغال الحية إليها، عقب موافقة دار الإفتاء.
الحاج علي الصديق من الفيوم قال: «الآلة والسيارة والمعدات طردت الحمير والبغال من النشاط الزراعي في الريف، وفي الحضر ضاقت الدنيا والشوارع على وسائل النقل، مثل الحنطور والسيارات، التي كانت تجرها الخيل والبغال، ولذلك لم يعد يقبل على شرائها سوى القليلون».