السيسى للمرة الخامسة في الأمم المتحدة.. ماذا يفعل الرئيس في الدورة 73؟
السبت، 22 سبتمبر 2018 04:00 م
في كل مرة يلفت الرئيس عبد الفتاح السيسي أنظار العالم، حينما يتحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة، -المرة الخامسة يتحدث الرئيس في الدورة 73 في 25 من سبتمبر الجاري- فدائما ما يحمل الرئيس في أجندته ملفات هامة، على كافة النواحي الاستراتيجية والعسكرية والسياسية والتي تدعم عملية السلام في المنطقة.
لم تخل زيارة من زيارات الرئيس من لقاءات مع قادة وزعماء العالم، في المرة الأولى التي شارك فيها، كانت اجتماعات الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة في الفترة من 21 - 26 سبتمبر 2014، التقى فيها برؤساء الولايات المتحدة وفرنسا والعراق وكوريا الجنوبية وموريتانيا وملك الأردن وأوغندا وشيلي وفلسطين وقبرص وجنوب أفريقيا، إضافة لرؤوساء حكومات دول بريطانيا والكويت واستراليا، كذلك مسئولون دوليون منهم أمين عام الأمم المتحدة ورئيس البنك الدولي، ودوائر اقتصادية وسياسية في أمريكا.
الرئيس السيسي حرص منذ توليه رئاسة مصر في يونيه 2014، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية، على المشاركة في جميع دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورئاسة وفد مصر في اجتماعات الشق رفيع المستوى من هذه الدورات، حيث عقدت الجمعية العامة 4 دورات خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسي، في شهر سبتمبر من كل عام، شارك فيها جميعاً وألقى خلالها خطباً رسمية كان أهمها خطاباته الأربعة أمام جلسة الجمعية العامة.
ومثلت كلمة الرئيس الكلمة الرسمية لمصر في المنظمة الدولية، إضافة إلى كلماته وخطبه في عدد من المؤتمرات والقمم الأخرى التي عقدت بمقر الأمم المتحدة خلال فترة انعقاد الجمعية العامة، كما عقد خلال وجوده في نيويورك عشرات اللقاءات مع قادة وزعماء ومسئولين وإعلاميين من جميع قارات العالم خلال حضوره لهذا الحدث العالمي.
كأول رئيس مصري شارك في 4 دورات متتالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويحضر الآن الخامسة، اتسمت مشاركته الأربع خلال فترة ولايته الأولى، بالإدارك الكامل لأهمية الحدث السنوي، فهو المنبر العالمي لمخاطبة المجتمع الدولي بكامله والتواصل معه، في آن واحد، كذلك عودة صوت مصر على أعلى مستويات القيادة إلى منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأكيداً لاهتمام مصر بدور المنظمة الدولية وضرورة تعزيزه واستعادة تأثيره في النظام الدولي على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفي ظل التغيرات الراهنة التي يشهدها المجتمع الدولي، في تغيير موازين القوى، وتفاقم مشاكل عدة، كانت كلمة الرئيس نابعة من إيمان مصر بحق السلم الدولي والوقوف مع الجميع على مسافة واحدة، إضافة لكونها ميثاق لآلية تعامل مع التحديات المشتركة التي تهدد السلم والأمن الدولي، مثل قضايا الإرهاب، واللاجئين، والتغيرات المناخية، والأزمات الاقتصادية، وانتشار ثقافات العنف والتطرف على نحو يتطلب تعاوناً دولياً كاملاً,
الكل يتطلع لكلمات الزعماء، لذا تظل مشاركة الرئيس في دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة رسالة إعلامية إلى شعوب العالم، بقدر ما هي رسالة سياسية ودبلوماسية، تعبر عن استراتيجيات التعامل المصرية مع القضايا والتحديات في المنطقة خاصة الشرق الأوسط، وبالتالي كان «رجع الصدى» لذلك كبيرا، حيث ساهم في عودة الريادة المصرية ووجودها بين كبار العالم.
منذ المشاركة الأولى في سبتمبر 2014، حرص الرئيس السيسي على شرح حقيقة ما حدث ويحدث في مصر من تطورات، وطبيعة التحولات التي قام بها الشعب المصري من تحولات تخلص خلالها من قوى التطرف والظلام، واستعاد مسيرته المعتادة في ركب الحضارة الإنسانية، وبالفعل كان المردود لذلك كبيرا، حيث بات هناك تفهم دولي لما يدور في مصر من خطوات على طريق بناء دولة مدنية وتحقيق السلام والاستقرار، وبدء عملية شاملة للتنمية والإصلاح الاقتصادي الاجتماعي الشامل في البلاد.
في الدورة الـ 70 للأمم المتحدة والتي شارك فيها السيسي في الفترة من 24-26 /9/ 2015، التقى خلالها رؤساء: فرنسا والصين وكرواتيا وتركمانستان ومالي وأورجواي وصربيا والسنغال وقبرص وبيلاروسيا وملك الأردن وبنما وفلسطين، ورؤساء حكومات: هولندا والهند وايطاليا والمستشارة الألمانية وأيرلندا والعراق والمجر وإثيوبيا ولبنان واليونان، كذلك مسؤولون دوليون: أمين عام الأمم المتحدة وأمين عام المنتدى الاقتصادي العالمي ومدير عام وكالة الطاقة الذرية ورئيس منتدى الأعمال للتفاهم الدولي ورئيس البنك الدولي، وعدد من المسؤولين الأمريكيين ودوائر اقتصادية متعددة.
لم يقتصر وجود الرئيس السيسي في نيويورك على اجتماعات الجمعية العامة فقط، ولا مجرد لقاءات على هامش الاجتماعات، لكن يشمل حضور العديد من القمم العالمية التي عقدت في تلك الفترات، وكان رئيسًا للبعض منها:
- في الدورة 70 للجمعية العامة سبتمبر 2015: شارك الرئيس السيسي في «قمة اعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015» التي حضرها عدد من رؤساء الدول والحكومات، وفي نفس الدورة شارك في «قمة مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف» التي دعا لها الرئيس التي دعا لها الرئيس الأمريكي -آنذاك- باراك أوباما، كذلك القمة التي دعا إليها الرئيس الصيني شي جين بينج، لبحث سبل التعاون بين دول الجنوب حيث ألقى الرئيس كلمة أشار فيها إلى التحديات التي تواجه دول الجنوب لتحقيق التنمية والتقدم ونقل التكنولوجيا وتوفير حياة أفضل لشعوبها.
التقى الرئيس في الدورة 71 في الفترة من 18 -24 / 9 /2016، برؤوساء فرنسا وقبرص ورومانيا وفلسطين واليمن وملك الأردن، ورؤساء حكومات بريطانيا ولبنان ومسئولون دوليون: أمين عام الأمم المتحدة ورئيس المجلس الأوروبي ورئيس منتدى الأعمال للتفاهم الدولي ورئيس البنك الدولي ودوائر اقتصادية.
- في الدورة 71 للجمعية العامة في سبتمبر 2016، شارك الرئيس السيسي في «قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين»، وشارك أيضًا في اجتماع رفيع المستوى حول هذه القضية، وترأس في الدورة نفسها «اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي» الذي ترأسه مصر وعقد بمقر منظمة الأمم المتحدة، إضافة
لـ«قمة مجلس الأمن الدولي»، استناداً لعضوية مصر في المجلس عام 2016 / 2017، والتي تناول فيها التطورات في الشرق الأوسط وسوريا، وهي أول مشاركة لرئيس مصر في قمة لمجلس الأمن، كذلك رئاسة اجتماع «لجنة الرؤساء الأفارقة المعني بتغير المناخ» والمخصص لمناقشة نتائج المؤتمر العالمي للمناخ الذي عقد في باريس قبل ذلك التاريخ، وتم خلال الاجتماع تنسيق الموقف الافريقي بشأن المؤتمر العالمي التالي بشأن قضايا المناخ.
- في الدورة 72 سبتمبر 2017، شارك الرئيس في «القمة العالمية بشأن ليبيا» والتي نظمتها الأمم المتحدة بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات، حيث ألقى الرئيس السيسي كلمة أمام الاجتماع حث فيها المجتمع الدولي على دعم الجهود لإنجاز تسوية سياسية شاملة في ليبيا، تتوافق عليها الأطراف الليبية، وضرورة التعاون لمكافحة الإرهاب في ليبيا.
التقى الرئيس في الدورة 72 في الفترة من 17 - 22 /9 / 2017، رؤساء: الولايات المتحدة وفلسطين وقبرص وغانا والبرازيل ورومانيا وصربيا وملك الأردن، ورؤساء حكومات: إسرائيل وإيطاليا ومسئولون دوليون: أمين عام الأمم المتحدة ورئيس المجلس الأوروبي ورئيس البنك الدولي ومفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة والمواطنة.
وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي في نيويورك يوفر فرصة للتواصل مع مختلف دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع ما أظهرته كل دوائر السياسيين ومراكز البحوث والمسئولين السابقين والحاليين خلال الدورات الأربع من حرص على التواصل مع الرئيس، كذلك حرص وسائل الإعلام الدولية على التواصل مع الرئيس، فمن خلالها خاطب الرأي العام الأمريكي والدولي بشأن جميع القضايا الداخلية والخارجية لمصر.