رفاهية أردوغان تتناقض مع أوضاع بلاده.. سر ارتفاع ديون تركيا في زمن «العدالة والتنمية»
الجمعة، 21 سبتمبر 2018 10:00 م
تتناقض حياة الرفاهية التي يعيشها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورجاله في حزب العدالة والتنمية، مع الأزمة الاقتصادية الضخمة التي تعاني منها أنقرة بفعل التهاوي الكبير لسعر الليرة التركية.
ذو الفقار دوغان، الكاتب التركي قارن بين الأوضاع البائسة التي تعيشها تركيا، وحياة الرفاهية التي يعيشها رجب طيب أردوغان، خاصة بعد استلامه طائرة فارهة من الأمير القطري تميم بن حمد.
وقال الكاتب التركي، في مقال له بصحيفة "أحوال تركية"، إنه في الأسبوع الماضي، وافقت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي التركي على رفع أسعار الفائدة بمقدار 625 نقطة أساس، لتزيد من 17.75 % إلى 24 %، كما حذت المصارف التركية نفس مسلك البنك المركزي، بل إن بعضها رفع أسعار الفائدة لأعلى من ذلك لتتراوح بين 30 و40 %.
وأضاف الكاتب التركي أنه بعد مرور ثلاثة أيام، أعلن البنك المركزي عن زيادة في مدفوعات الفائدة الشهرية على ديون بطاقات الائتمان، ليصل حدها الأقصى إلى 2.25 % على الديون العادية و2.75 % على المدفوعات المتأخرة، كما وجه البنك المركزي التركي نصيحة لحاملي البطاقات الائتمانية، بأنه ينبغي لهم أن يستخدموا القروض الاستهلاكية، وأن يستفيدوا من أسعار الفائدة الأقل نسبيا في تلبية احتياجاتهم النقدية أو الائتمانية القصيرة الأجل.
وتابع الكاتب التركي: «عندما وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في العام 2002، كان إجمالي ديون البطاقات الائتمانية والديون الشخصية وصل إلى 5.5 مليار ليرة، بينما تشير البيانات الصادرة من مركز المخاطر التابع لاتحاد البنوك التركية إلى أن الديون ذاتها بلغت 2.585 تريليون ليرة في يوليو من العام 2018، بما يعادل نحو 500 مثل إجمالي العام 2002، حيث تظهر الأرقام أن 31 مليونا من سكان تركيا البالغ عددهم نحو 80 مليون نسمة عليهم ديون شخصية، فيما ارتفع معدل الإنفاق على سداد الديون من خمس ليرات لكل 100 ليرة من الدخل في العام 2002 إلى ما بين 55 و60 ليرة لكل 100 ليرة في العام الحالي».
ولفت الكاتب التركي، إلى أنه حوالي 90 % من الديون الشخصية في الدول المتقدمة تم الحصول عليها في صورة رهون عقارية لآجال تزيد على 20 عاما، يذهب 60 % من تلك الديون في تركيا إلى الائتمان الاستهلاكي، وغالبا ما تنفق على تلبية الاحتياجات الأساسية اليومية، بينما في المرحلة الراهنة، ومع صعود التضخم وتضاعف الفائدة ووصول غرامات التأخر في السداد إلى مستويات مستعصية، فإن الوضع في تركيا سرعان ما يصير صعبا لا يمكن تحمل تبعات استمراره.
وأشار الكاتب التركي، إلى أن هناك سؤال يتناقض تناقضا صارخا مع تلك الصورة للاقتصاد في ذهن المواطن التركي العادي بخصوص الرفاهيات التي يتمتع بها حكام تركيا، والذي بات حديث البلاد منذ الأسبوع الماضي هو هل اشترى الرئيس رجب طيب أردوغان الطائرة بوينغ الفارهة طراز بي747-8 في.آي.بي المخصص لكبار الشخصيات والبالغة قيمتها 400 مليون دولار من أمير قطر تميم بن حمد ، أم أنها كانت هدية؟