عملات الأسواق الناشئة والحرب التجارية وديون الحكومات.. ثلاث أزمات في ذكري إفلاس ليمان براذرز

الإثنين، 17 سبتمبر 2018 11:00 ص
عملات الأسواق الناشئة والحرب التجارية وديون الحكومات.. ثلاث أزمات في ذكري إفلاس ليمان براذرز
بنك ليمان براذرز - أرشيفية
كتب: مدحت عادل

تبقي ذكري إشهار إفلاس بنك ليمان براذرز الأمريكي حاضرة في الأذهان لتعيد ذكري الأزمة المالية العالمية التي نشأت بسبب أزمة الرهن العقاري عام 2008، وأصبح تاريخ سقوط ليمان براذرز في الرابع عشر من سبتمبر هو أيقونة الأزمة المالية العالمية، لأنه يعد الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

وتأتي الذكري العاشرة لسقوط بنك ليمان براذرز، بالتزامن مع أزمات عالمية كلفت الاقتصاد العالمي مليارات الدولارات، ومازالت مرشحة للمزيد، حيث يواجه الاقتصاد العالمي أزمات مرشحة لأن تعصف باقتصادات الدول، على رأسها أزمة تدهور العملات المحلية التي تعاني منها كلا من تركيا والتي فقدت عملتها نحو 40% من قيمتها أمام الدولار منذ بداية العام ومعدل تضخم تجاوز 15% في يونيو الماضي، للمرة الأولى منذ عام 2003، والأرجنتين التي خسرت عملتها المحلية "البيزو" نحو 50% من قيمته منذ مطلع العام، ومعدل التضخم مرشح ليختتم العام عند مستوي 45% يوازى ثلاث أضعاف التقديرات الحكومية.

أزمة أخري تؤرق الاقتصاد العالمي، وهى حالة عدم الاستقرار التجاري نتيجة توسيع دائرة فرض الرسوم الجمركية الأمريكية على صادراتها من بعض الدول، وعلى رأسها الصراع المحتدم حاليا مع الصين حول نسب العجز التجاري بين الدولتين والذي يميل في صالح المارد الصيني، وسط تهديدات جديدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمزيد من الرسوم الجمركية بقيم تصل إلى 200 مليار دولار، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية المتوقعة نتيجة خطة خروج بريطانيا من اتفاقية البريكست، وتأثيرها السلبي المتوقع على حركة رؤوس الأموال والسلع وفرص العمل.

جانب آخر لأزمة تعاني منها اقتصادات الدول، هي قصة "زحف الديون" المسار الذي تسلكه مستويات الديون العالمية، وخاصة الناشئة منها فى ظل أزمة ارتفاع عوائد السندات لتلك الدول، المدفوعة بمخاوف ارتفاع مخاطر عدم قدرة الدول على السداد، نظرا لأزمات سياسية أو اقتصادية، كتلك التي يعاني منها الاقتصاد التركي أو الأرجنتينى.

وقدر منتدي الاقتصاد العالمي إجمالي الأموال التي جري تسليفها لحكومات الدول بنحو 63 تريليون دولار، تستحوذ الولايات المتحدة وحدها على نسبة تصل إلى 31.8% منها، وأرجع المنتدي أزمة تراكم الديون الحكومية في الولايات المتحدة على سبيل المثال إلى تخلي هذا الاقتصاد القوي عن تحقيق فائض سنوي في الموازنة منذ عام 2001، عندما كان الدين الفيدرالي عند 6.9 مليار دولار فقط - يعادل 54٪ من الناتج المحلي الإجمالي- حتي تضخم الدين إلى ما يقرب من 20 تريليون دولار - 107٪ من الناتج المحلي الإجمالي- وهو ما يعادل 31.8 ٪ من الديون السيادية في العالم اسميًا.

وتأسس بنك ليمان براذرز في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1850، ومقره الرئيسي في نيويورك، وكان رابع أكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة بعد "غولدمان ساكس، ومورغان ستانلي، وميريل لينش"، وأعلن البنك عن إفلاسه في 14 سبتمبر 2008 بسبب الخسارة التي حدثت في سوق الرهن العقاري، وترتب علي إفلاس البنك تأثيرات سلبية على الكثير من أسواق العالم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق