فرض الرسوم الجمركية سلاح في يد ترامب.. كيف يضر الرئيس الأمريكي بالاقتصاد العالمي؟
الأربعاء، 12 سبتمبر 2018 09:00 ص
بدأت الحرب التجارية بين أقوى اقتصاديات في العالم منذ فترة، وحاول كل من الصين وأمريكا أكثر من مرة التفاوض للخروج من مأزق أثر على الاقتصاد العالمي كله بشكل كبير.
ويبدو أن المحاولات لم تنته بعد فيحاول الطرفان الآن الدخول في مباحثات جديدة، وتقول الصين إن المحادثات مع الولايات المتحدة من المقرر أن تتم وسط الحرب التجارية بين القوتين العظميين الاقتصاديتين. وهو ما يثير القلق، ويطرح السؤال الأهم، هل تتسبب الحرب التجارية في دق طبول الحرب، لتشمل الاقتصاديات العالمية كافة.
على الجانب الأخر يبدو أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، يستخدم الجمارك ليس فقط لمواجهة البضائع الصينية التى تغزو السوق فى الولايات المتحدة، ولكن أيضا لإجبار الشركات الأمريكية على العودة للتصنيع داخل البلاد بما يدر منافع واسعة على رأسها توفير الوظائف. وخلال أقل من يومين دعا ترامب كبرى الشركات للتوقف عن تصنيع منتاجاتها فى الصين والعودة إلى البلاد مقابل ما سيتمتعون به من حوافز ضريبية وتجنب فرض الجمارك على بضائعهم.
وجدد الرئيس الأمريكى دعوته لعملاق صناعة السيارات «فورد موتورز» لتصنيع سيارات صغيرة داخل البلاد، بدلا من استيرادها من الصين. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، (الإثنين)، فإن الشركة الأمريكية سارعت لإصدار بيان يرد على دعوة ترامب قائلة، إنها ليس لديها مثل هذه الخطط.
وفي أغسطس الماضي، كانت أعلنت فورد أنها أوقفت خطة لاستيراد سيارة «فوكاس أكتيف»، معتبرة أن التعريفات التى فرضها ترامب على السيارات التي تم تصنيعها في الصين من شأنها أن تزيد التكاليف أكثر مما يجب على الشركة، ما يضر أهداف الربح.
واستغل ترامب قرار «فورد» بشأن السيارة «فوكس أكتف» ليدعوها على تويتر، أمس الأحد، قائلا: «لقد أوقفت فورد خطة لبيع سيارة صغيرة صينية الصنع داخل الولايات المتحدة بسبب التعريفات الجمركية الأمريكية العالية، إنها فقط البداية، هذه السيارة يمكن تصنيعها الآن فى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم لن تدفع فورد أى تعريفات»
لكن ردت الشركة ببيان أوضحت فيه، أن «فوكاس أكتيف»، ليست مناسبة للإنتاج المحلى، وأضافت الشركة: «لن يكون من المربح تصنيع فوكاس أكتيف فى الولايات المتحدة نظرًا لحجم مبيعات سنوى متوقع أقل من 50 ألف وحدة، فضلا عن قطاعها التنافسي».
وفرض ترامب، فى يونيو الماضى، تعريفات جمركية على البضائع الصينية بقيمة 50 مليار دولار إحتجاجا على ما تقول إنه «سرقة للتكنولوجيا الأمريكية والملكية الفكرية»، وهو ما دفع الصين لإجراءات مماثلة على بضائع أمريكية. فضلا عن أن البيت الأبيض أقترح جمارك جديدة بقيمة 200 مليار دولار ضد الصين.
تغريدة ترامب بشأن «فوكس أكتيف» كانت الثانية خلال يومين التى تستهدف الشركات الأمريكية التى تواجه بضائعها التعريفات الجمركية نظرا لتصنيعها في الصين. ودعا الرئيس الأمريكي شركة أبل، مصنعة هواتف آى فون، إلى تصنيع منتاجاتها داخل الولايات المتحدة حيث كانت الشركة قد أعربت عن رفضها للتعريفات الجمركية بإعتبارها سوف تؤثر على النمو الأقتصادى فى البلاد.
وقالت الشركة فى بيان إن الجمارك سوف تزيد تكلفة منتجات «أبل» التى يعتمد عليها المستهلكين الأمريكيين فى حياتهم اليومية. مشيرة إلى أن الجمارك الجديدة المقترجة ستغطى طيف واسع من منتجات «أبل» بداية من الحواسب الصغيرة وحتى الشواحن والوصلات والإكسسوارات.