لا غفران للأمة الشريرة إسرائيل.. لماذا سب مؤرخ يهودي دولة الاحتلال؟
الأحد، 16 سبتمبر 2018 12:00 ص
"لا غفران لإسرائيل في هذه الأثناء".. كان هذا عنوان مقال مؤرخ يهودي سب فيه دولة الاحتلال وفق صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الجمعة.
المؤرخ الإسرائيلي "دانييل بالطمان" قال في مقاله إن "إله العدل والرحمة سيشيح بوجهه عن أمة منافقة، شريرة وعنيفة ترفض مواجهة الظلم الفظيع الذي تسببه لملايين البشر، مشيرا إلى أن الغالبية المطلقة من الجمهور اليهودي في إسرائيل، "تلك التي عرفت نفسها في قانون أساس، مؤخرا، كدولة قومية أحادية الاثنية"، تعيش منذ سنوات طويلة "في حالة إنكار تسمح لها بالتعايش مع عدم الاطمئنان النابع من كون دولتها تمارس منذ عشرات السنين جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وفق بالطمان فإن حالة الإنكار التي تعيشها الغالبية المطلقة من اليهود في "إسرائيل"، ليست حالة فريدة في التاريخ الإنساني، ويقتبس في هذا السياق المؤرخ الألماني دتلاف فويكرت في كتابه "من داخل المانيا النازية"، الذي صدر عام 1982، ويتحدث عن "حالة شبيهة سادت المجتمع الألماني، الذي واصل، في حينه، نمط حياته المعتاد في وقت كانت تعيش على مقربة منه مجموعة كاملة من المواطنين، يتم ملاحقتها بوحشية ومصادرة حقوقها وحتى طردها واخفائها كليا من الحيز العام".
ويكشف بالطمان أن "العداء تجاه أقلية، خاصة إذا كان الانطباع أنها خطيرة، قوية وشيطانية، مثلما صور العداء للسامية الحديثة اليهود، هو تفسير صحيح لهذا السلوك، ولكنه غير كاف فغالبية الألمان، كما أثبت الباحثون في العقود الأخيرة، لم يحبوا اليهود وكانوا يفضلون رؤيتهم يرحلون إلى مكان بعيد، ولكنهم أيضا لم يكونوا ’أكلة يهود’ مستعدون لفعل كل شيء لإخفائهم عن وجه الأرض، كما هو حال غالبية اليهود الذين يعيشون في إسرائيل بالنسبة للفلسطينيين أصحاب المواطنة الإسرائيلية والذين يعيشون تحت الاحتلال والأبارتهايد".
وتابع بالطمان أنه "كان هناك مجموعات ألمانية قليلة شبيهة بالبلطجيين اليهود النازيين الجدد في المناطق "المحتلة"، ومثل حاخامات نظرية العرق اليهودية في المدارس الدينية مثل "بني دافيد" في مستوطنة عيلي وأتباعهم في حزب البيت اليهودي وحزب الليكود، ولكن غالبية الجمهور الألماني واصلوا التنزه في الأيام المشمسة من صيف وخريف 1941 في منتجعات ألمانيا أو فرنسا، في وقت تم في ليتوانيا ولافوف الدفع بعشرات آلاف اليهود إلى حتفهم وبدأت القطارات تتجه شرقا بصورة منظمة من برلين، فرانكفورت وهامبورج دون أن يثير ذلك أي عنف في الشوارع".