13 عاما من الكفاح الإلكتروني.. كيف نجحت (BDS) في قلب مضاجع إسرائيل؟
الجمعة، 07 سبتمبر 2018 01:00 مصابر عزت
قبل 13 عاما بدأ التجهيز لمنظمة، تعتبر اليوم الرادع الأول للكيان الصهيوني، وممارساته الاحتلالية، وتوجيه ضربات قاسمة له بين الحين والأخر، عن طريق نشر أكاذيب وتدليس الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، بالإضافة إلى تحجيم ممارساته أكاديميا وثقافيا وسياسيا، وإلى درجة ما اقتصاديا. إنها الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل (BDS).
قبل أنت تظهر حملة المقاطعة الإسرائيلية (BDS)، كانت هناك العديد من المنظمات التي ترى إسرائيل، أنها خطر على الكيان الصهيوني، خاصة وأنها تنسف الروايات الكاذبة لهم، مثل: «اليونسكو، والأونروا»، إلا أن الفترة الأخيرة، شهدت احتلال (BDS)، حيزا كبيرا من مدارك الكيان الصهيوني والذي أصبح يحاول التصدي لها بشتى الطرق.
حربا ضارية خاضتها الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل (BDS)، حتى احتلت مكانة كبيرة، أكسبتها المصداقية على المستويين الأوروبي والأميركي، وهو ما بات يقلق الكيان الصهيوني، حتى أنها اعتبر الحركة «كيان مهدد»، يسبب الكوابيس للكيان الصهيوني، ويؤرق عليهم أحلام اليقظة في السيطرة على فلسطين، وإستراتيجية إسرائيل في السيطرة على المنطقة العربية، ومستقبلها داخلها.
على مدار 13 عاما، عملت الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل (BDS)، على عزل الكيان الصهيوني، وفضح ممارساته العنصرية، بهدف إجباره في نهاية الأمر على: «إنهاء احتلال فلسطين، وسياسات التمييز العنصري ضد الفلسطينيين، والالتزام بالقرارات الدولية وفي مقدمها: (حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة)».
وخلال فترة الحرب التي تجري بين الكيان الصهيوني، و(BDS)، نجت الحملة في تسجيل العديد من نقاط الفوز على حساب إسرائيل، منها: «الأكاديمية، والثقافية، والاقتصادية، والقانونية، والأخلاقية»، وخاصة نجاحها في الكشف عن وجه إسرائيل الحقيقي وصورتها كنظام استعماري استيطاني واحتلال عسكري وفصل عنصري.
وبعد 6 أعوام من انطلاق الحملة- وبالتحديد في عام 2011- بدأت الحرب من قبل الجانب الصهيوني، على (BDS)، تتخذ منحى آخر، فقد استنفرت الحكومة الصهيونية، موظّفة إمكاناتها وأدواتها على كل المستويات المحلية والدولية.
وأعلنت الحرب على الحملة الدولية للمقاطعة، وكانت بداياتها حربا دعائية لتسويق إسرائيل، حينما صادق الكنيست على «قانون منع المسّ بدولة إسرائيل بواسطة المقاطعة»، ومنذ ذلك التاريخ وإسرائيل تبذل جهودا كبيرة لمواجهة حركة المقاطعة، وتحسين صورتها الدولية، فهي أيضا حرب على الصورة.
وخصص الكيان الصهيوني، نحو 8 جهات، مابين حكومية ووزارات ومتحدثين رسميين، للرد على الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل (BDS)، هذا بالإضافة إلى دور المخابرات الإسرائيلية- الموساد- في التجسّس على نشطاء المقاطعة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ومن جهة أخرى، وفي إطار الحرب الإسرائيلية على الحركة، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدوره من «يهود العالم» المساهمة في «محاربة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل». حيث وقال «نتنياهو»: «ساعدونا ضد حركة المقاطعة، وانزعوا الشرعية عمن يحاولون نزع الشرعية عنا»، وأضاف - بحسب تصريح مكتوب صدر عن الكنيست الإسرائيلي: «أريد أن أجنّدكم من أجل الحقيقة، والتأثير لصالح إسرائيل في بلدانكم».
وقال المحلّل الإسرائيلي المعروف أري شافيت كان ذهب في هآرتس: «أما التهديد غير الأمني الأساسي فهو تهديد نزع الشرعية عن إسرائيل، وفي الآونة الأخيرة كان الهجوم شاملا، والتحالفات الواسعة للقوى الراديكالية استغلت الاحتلال كي تنزع الشرعية حتى عن إسرائيل السيادية، وهكذا حشرت إسرائيل في الزاوية وجعلتها دولة شبه منبوذة».
ولكن الجنرال احتياط شلومو غازيت كشف خطورة الحملة الدولية بقوله: « إسرائيل تواجه تهديدين استراتيجيين، الأول هو عملية نزع الشرعية عن إسرائيل، وهي عملية مشابهة لتلك التي اجتازها النظام الأبيض في جنوب إفريقيا، وأدت إلى انهياره، والثاني هو الخطر الديمجرافي، وهذا هو الخطر الأكثر قرباً وملموسية على مجرّد وجودنا، خطر لا يقلّ عن تطوير النووي الإيراني وبالتأكيد يفوقه كعملية محتمة».
وأعرب شابتاي شافيت، رئيس الموساد السابق، عن قلقه البالغ من الحملة في مقال بعنوان: «لأول مرة، أخشى على مستقبل الصهيونية»، موضحاً فشل إسرائيل مقابل تنامي حركة المقاطعة، خاصة في الأوساط الأكاديمية.
وأكّد نتنياهو بدوره على المضامين أعلاه وعلى المواجهة الإسرائيلية ضد الحملة الدولية قائلاً: «حركة المقاطعة أصبحت تشكّل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل».
وعلى الرغم من تصاعد وتيرة الصراع، بين الكيان الصهيوني، والحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل (BDS)، إلا أن الحملة لا تزال مستمرة في هجومه بين الحين والأخر، على الكيان الصهيوني، وفضح ممارساته، رغم الضغط الدولي الذي تحاول إسرائيل توليده ضدها.
وقد لخصت الحملة هدفها في عدة نقاط- حسبما نشرت على موقعه الرسمي- وهي: حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها هي حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد تسعى لمقاومة الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
تتناول مطالب حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) طموح وحقوق كافة مكونات الشعب الفلسطيني التاريخية من فلسطينيي أراضي العام (1948) إلى قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، إلى المخيمات والشتات، والذي شرذمة الاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي على مراحل.
وأكدت الحملة عبر منصتها على الإنترنت، أن حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) نجحت في بداية عزل النظام الإسرائيلي أكاديميا وثقافيا وسياسيا، وإلى درجة ما اقتصادياً كذلك، حتى بات هذا النظام يعتبر الحركة اليوم من أكبر «الأخطار الإستراتيجية» المحدقة بها.