الكوميديا في مواجهة الإرهاب.. كيف تحدى شارلي شابلن الدواعش في أفغانستان (صور)
الجمعة، 14 سبتمبر 2018 07:00 م
لم يجد أفضل من الكوميديا لمجابهة الهلع الذي ينتاب مواطنو بلاده، جراء التفجيرات والهجمات الانتحارية وتتناثر الجثث على جنبات الطريق.. فبلاده تعاني ويلات الحروب منذ سنوات، لذا ، فجعل سعادتهم هدفا أساسيا له، فأصبح شعاره «مجابهة العنف بالضحك».
كريم آسر.. شاب أفغاني، وجد من الابتسامة طريقاً لمواجهة العنف المسلح في بلاده، كوميدي قرر تكريس وقته للوقوف على مسارح العاصمة الأفغانية كابول، ليعلن التحدي لجماعات الموت المتشددة.
آسر، الذى يبلغ من العمر 25 عاما، يرتدي ملابس ضيقة وقبعات سوداء، مستلهما شخصية النجم العالمي شارلي شابلن، الذي طالما كان سببا في سعادة الملايين من البشر في كل أنحاء العالم.
ولد آسر في أفغانستان، إلا أنه عائلته هربت في سنواته المبكرة إلى إيران، في أعقاب سيطرة حركة طالبان على الحكم في كابول في عام 1996، ولعل حياته غير المستقرة تلك ساهمت بصورة كبيرة في تكوين شخصيته.
ولعبت سنوات آسر الأولى فب طهران دورا رئيسيا في تشكيل شخصيته وميوله إلى العمل الكوميدي، حيث كان يتابع بحرص حلقات شارلي شابلن التي كان يبثها التلفزيون الإيراني، وهو ما دفعه إلى استلهام شخصيته، ومن ثم محاولة تقليده سواء في أداءه أو حتى من خلال الماكياج حتى يمكنه أن يكون قريب منه في كل شيء سواء الشكل أو الأداء.
«انتحالي لشخصية شارلي شابلن ليست سابقة، هناك العديد من الفنانين الكوميديين حول العالم سعوا إلى اتخاذ النهج نفسه في مناطق أخرى من العالم من أجل مساعدة الناس على تجاوز أحزانهم ومحاربتها بالابتسامة».. يقول آسر لـ رويترز في نسختها الإنجليزية
يقدم آسر عروضه المباشرة على مسارح أفغانستان في نفس المناطق التى تشهد العمليات الإرهابية التي تشنها التنظيمات المتطرفة، سواء المنتمين إلى تنظيم داعش أو طالبان، وهو الأمر الذي يضعه تحت التهديد المباشر، من قبل المتطرفين، إلا أنه لا يبالى كثيرا بالأمر، معطيا الأولوية القصوى لإسعاد المواطنين.
تعرض شارلى شابلن الأفغاني، للكثير من التهديدات من قبل المنتمين إلى الجماعات المتشددة، التي ترى أن ما يقدمه آسر يخالف طبيعة البلاد الإسلامية. يقول آسر: «لقد تعرضت إلى الكثير من التهديدات من قبل المنتمين إلى الجماعات المتشددة، والذين يرون أن العروض التي أقدمها تتنافى مع الطبيعة الإسلامية للبلاد».
ويضيف: «إلا أنني بالرغم من ذلك أؤدي الكثير من العروض في الحدائق العامة ودور الأيتام، بالإضافة إلى بعض الجمعيات الخيرية، التي تحظى برعاية بعض المنظمات الدولية».
واعترف آسر أنه ما يشعر بالقلق جراء احتمال استهدافه عن طريق هجوم انتحاري، ولكنه أكد أن هذه المخاوف لن تثنيه عن مواصلة رسالة «الابتسامة»، التي يقدمها للمواطن الأفغاني، الذي يريد أن يمنحه فرصة لنسيان الحرب والصراعات وانعدام الأمن فى أفغانستان.