عبد المنعم إبراهيم.. شارلي تشابلن العرب

إذا فتشت عنه في أدوار الكوميديا، تجده في "فتافيت السكر" يرسم البهجة في روحك قبل ملامحك، وإذا بحثت عنه في أدوار الدراما،  تجده "بين القصرين"، أبكاك من قلبك قبل عينك، هو الفنان المصري عبد المنعم إبراهيم حامل "سر طاقية الإخفاء"، الذي عرف دائمًا بـ"الضاحك الباكي" لمقدرته الفائقة على أن يجعلك تعيش الشعورين في آن واحد.

تمر اليوم ذكري وفاة "شارلي تشابلن" العرب كما أطلقوا عليه قديمًا، والذي كان له صديق دائم في جميع مراحل حياته "الموت"، في عام 1945 نجح بالالتحاق بمعهد التمثيل، من بين 1500 شخص من المتقدمين، لا يقع الاختيار من بينهم سوي علي 20 شخص فقط، وقبل أن يصل الفرح إليه لهذا الحدث، توفت والدته وتبعتها شقيقته، ليخيم الحزن بين أضلعه.

 في عام 1961 حصل عبد المنعم إبراهيم، علي فرصة لتقديم عمل سينمائي جديد، اضطر على آثرها السفر إلى أثينا، ليتلقى  تلغراف يدعوه للعودة إلى مصر، لأن الحالة الصحية لزوجته قد تدهورت بشكل كبير، وما إن عاد حتى فارقت زوجته الحياة في اليوم الذي يليه، تاركه له أربعة أطفال في سن الطفولة، أصغرهم كان مازال رضيعًا.

توالت الأعمال السينمائية على "الضاحك الباكي" وفي عام 1963، ليقدم مجموعة من أبرز أعماله"عروس النيل"،"الحقيقة العارية"، "الجريمة الضاحكة"، ليرحل شقيقه في ذات العام، ويترك ستة أبناء ووالدتهم في أمانته، ويجد نفسه يرعى أسرة مكونة من 11 شخصًا.

بدأ عبد المنعم إبراهيم رحلة بحث عن امرأة تحمل معه المسئولية التي تركت على عاتقه وحده، فتزوج أخت زوجته الأولي ولكن سرعان ما انتهت هذه الزيجة بالفشل، فافترقوا بعدها بيومين فقط.

كما جمع فنان الكوميديا المصري بين زواجين في وقت واحد، فتزوج من "عايدة تلحوم"، التي كانت تعمل في مكتب طيران الشرق الأوسط في هذا الوقت، وتوفت في عام 1982 بسرطان الثدي، تاركة له ماساه وجرح عميق حسبما ذكر في أحدي اللقاءات الصحفية، والفنانة "كوثر العسال" الذي دام زواجهما لمدة "20"عامًا حتى رحل عن عالمنا هذا.

وكان مسقط رأس "تشارلي تشابلن العرب" في محافظة الغربية في عام ، ثم انتقل مع أسرته إلى محافظة القاهرة بحي الحسين، ليبدأ رحلته الفنية ويحصد العديد من الجوائز والأوسمة، فحصل على ميدالية ذهبية عن دوره في فيلم "طريق الدموع"، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وحصل على درع المسرح القومي الذهبي.