«البلغة» تكشف ارتباط الفلاح المصري ببيئته الزراعية.. «المركوب» من أين أتى؟
الجمعة، 14 سبتمبر 2018 09:00 م
ملامح عديدة ميزت الثقافية المصرية خاصة الأزياء التراثية، ولعل ما ظهر به الفلاح المصري من مكونات لأزيائه لمن أبرز التفاصيل التي ما زال الكثيرون يحتفظون بها كجزء أصيل من نشأتهم وارتباطهم بالأرض الزراعية.
و«المركوب» هو المسمى الذي أطلقه الفلاح المصري القديم عل حذائه الذي صنعه بيده من بعض الخامات الطبيعية كالجلود، أو جريد النخل في بدايات محاولاته، ليمر بك الوقت وتدرك أن الفلاح المصري كان مرتبطًا ببيئته بشكل كبير.
هذا الارتباط ظهر جليا حين تعرف أنه استنبط تصميم المركوب أو «البلغة» من أبرز الطيور التي يتعامل معها في الأرض الزراعية، وهو طائر «أبو مركوب» المتواجد داخل المتحف الحيواني بحديقة الحيوان بالجيزة.
يقول مصطفى عبد الله، المسئول عن المتحف، وهو يشيح بيده ناحية الأرفف الزجاجية التي تحمل طائر «أبو مركوب»، إن هذا الطائر كان صديق الفلاح المصري القديم، وهو ما أخذ من شكل منقاره المميز التصميم الأول لحذائه المركوب أو البلغة.
ولعل هذا، يشير إلى أن الفلاح المصري، نجح بامتياز في الاستعانة من البيئة المحيطة به في شتى مناحي حياته، وابتكر الأدوات التي تسهل عليه حياته البدائية، فكانت البلغة الجلدية التي سهلت عليه التحرك بين المكان والآخر، التي ما زالت تتواجد في الأحياء الشعبية، أحد أهم ملامح الأزياء التراثية المصرية.
ومع هذا، فإن حظ «المركوب» لم يكن أفضل من الطائر الأم، فبينما انحسرت الأضواء عن البلغة، نتيجة الموضة وابتعاد العامة عن اختياره، يعاني «طائر أبو مركوب» من خطر الانقراض.
وبات «أبو مركوب»، من أندر الطيور التي قاربت على الانقراض وذلك لعدم توفر البيئة الصالحة لتواجده ومعيشته، حيث كان يعيش على ضفاف النيل ويتغذى بشكل طبيعي من الأرض الزراعية أو من النباتات التي تنبت طبيعيًا في البيئة المعتدلة، ليصبح الآن يتواجد بقلة، ويحظى بعناية كبيرة لحمايته من الانقراض.
ومع هذا، فإن «المركوب» لا يزال يحيا في المملكة المغربية، حيث ترديه النساء بشكل كبير خاصة في المناسبات القومية، أو عند ارتدائهن للقفطان المغربي في الأعياد، ولكنه يختلف عن البلغة المصرية حيث إنها تميزت بالألوان «الأبيض، والبني، والأسود»، وكانت مقتصرة على الرجال، بينما فى المغرب تتواجد بألوان زاهية ومتعددة ويرتديها الرجال والنساء.