تكالب أعداء سوريا.. الدب الروسي فى مواجهة الكيميائي الأمريكي المفبرك

لن يمر دخول الجيش السوري لمحافظة أدلب  للقضاء على «كوكتيل» الإرهابيين والمعارضة المسلحة، فالدعم المطلق الإيراني السوري لبشار الأسد، يقابله تحفظ تركيا التى تسعى جاهدة لوقف إطلاق النار فقط، إضافة لتهديدات أمريكية أوروبية بشن ضربة عسكرية حال استخدام الأسد أسلحة كيماوية، فى الوقت الذى كشفت فيه موسكو حقيقة «الخوذ البيضاء»، التى أعلنت رسميا أنها تساعد المدنيين، إلا أنها فى الحقيقة ضمن المعارضة والتى قامت بتمثيل مشاهد للضرب بالأسلحة الكيمائية لإلصاقها بالنظام السوري.

تكمن الصعوبة فى أدلب هو اختلاط كل من الجماعات الإرهابية والمعارضة المسلحة وما يطلق عليه المعارضة المعتدلة، لذا رمت روسيا كرة «الفصل»، بينهم قبيل اقتحادم أدلب في ملعب تركيا، وهو ما جاء على لسان  المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، حيث قال، إن موسكو تأمل بالتوصل لحل سلمي للوضع في إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة، مشيرا إلى أن تركيا منوط بها فصل المتطرفين عن المعارضة المعتدلة، وأن منطقة أدلب تقع ضمن مسؤولية تركيا، ومسؤوليتها فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين، مشيرا إلى أن روسيا وإيران وتركيا ستتفق على برنامج وآلية العملية العسكرية في إدلب.

متى تضرب أمريكا وحلفائها سوريا؟

الخط الفاصل بين دخول أمريكا وحلافئها لضرب سوريا يكمن فى حقيقة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمائية، إلا أن الوقائع السابقة تكشف أن واشنطن تستخدم تلك الذريعة لتأديب الأسد دون الاستناد على حقائق بعينها.

رسميا أعلنت سفيرة الولايات المتحدة، نيكي هايلي، أمام مجلس الأمن الدولي، إن العواقب ستكون وخيمة في حال تم شن الهجوم في إدلب ووقع عدد كبير من الضحايا، فسوف تتحمل سوريا المسؤولية كاملة، والقوات السورية التي تدعمها روسيا وإيران شنت بالفعل 100 غارة جوية على إدلب هذا الشهر، وهدفها الوحيد هو القيام بغزو عسكري دام لإدلب.

الولايات المتحدة وحلفائها البريطانيين والفرنسيين اتفقوا على أن أي استخدام لأسلحة كيماوية أخرى من جانب دمشق سيؤدي إلى تصعيد كبير، مقارنة بالضربة السابقة بعد استخدام أسلحة كيماوية في خان شيخون بإدلب، بهذه الكلمات وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون موقف بلاده وما سيتم تنفيذه.

فرنسا

أما فرنسا أعلنت فى عدة مناسبات على لسان رئيسها ومسؤليها تدخلها العسكري حال شن الجيش السوري هجوما بأسلحة كيمائية، وقد  اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن الخط الأحمر بالنسبة لفرنسا هو استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي، مشيرا إلى مخاوف بلاده من تفرق آلاف المتطرفين المنتشرين في هذه المنطقة، وانتقالهم إلى اوروبا، و أن الخطر الأمني قائم ما دام هناك الكثير من المقاتلين المنتمين إلى القاعدة يتمركزون في هذه المنطقة، ويتراوح عددهم بين 10 آلاف و15 ألفا، وقد يشكلون خطرا على أمننا في المستقبل.

ألمانيا

أما ألمانيا فلازالت تدرس الدخول فى الضربة العسكرية المحتملة ضد النظام السوري، حيث تجري الحكومة الألمانية محادثات مع حلفائها بشأن إمكانية نشر قوات عسكرية في سوريا، مما أثار انتقادا حادا من الحزب الديمقراطي الاشتراكي وفجر صراعا جديدا داخل حكومة المستشارة أنغيلا ميركل الائتلافية، ويأتى ذلك فى الوقت الذي تقدم فيه القوات الجوية الألمانية بالفعل دعما بإعادة تزويد الطائرات بالوقود وتنفذ مهاما استطلاعية مستخدمة أربع مقاتلات من طراز تورنيدو انطلاقا من قاعدة في الأردن.

الدعم الأمريكي لـ«الخوذ البيضاء»

كشفت موسكو حقيقية الدور الذى تقوم به منظمة الخوذ البيضاء وقيامها بتمثيل ومحاكاة هجوم كيميائى مفبرك لإلصاقه بالنظام السوري، فكان رد الفعل الطبيعي الأمريكي هو تبرئة ساحة تلك المنظمة من اتهامات روسيا، فخرجت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناويرت، للدفاع عنها قائلة، إن اتهامات روسيا والسلطات السورية لمنظمة «الخوذ البيضاء»، لا أساس لها من الصحة، مضيفه أن الأسد وروسيا يواصلان توجيه اتهامات كاذبة ضد منظمة الخوذ البيضاء، مشيرة إلى أن حملة التضليل تعرض متطوعيهما لمخاطر جسيمة، وأن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تواصل تقديم الدعم لهم، فى الوقت الذى  حذرت فيه وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق، من أنه يتم الإعداد لاستفزاز بالأسلحة الكيميائية في سوريا، ليكون ذريعة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لمهاجمة منشآت حكومية سورية.