قطر وإسرائيل إيد واحدة.. تفاصيل مخطط تدمير سوريا باستخدام المعارضة المزعومة
الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018 04:00 ص
"إسرائيل قدمت لنا التمويل والأسلحة منذ عام 2013، ولكنها وقفت الدعم عند استعادت قوات الجيش السورى السيطرة على منطقة الحدود بالجولان".. هذا ما أكده مسلحون منشقون عن جماعات المعارضة المسلحة السورية التخريبية بعد أن أكد الجيش السورى عام 2013 إنه عثر على أسلحة إسرائيلية بحوزة المعارضة المسلحة المدعومة من إسرائيل وقطر.
ما أكده عناصر الجماعات المسلحة السورية يكشف الدور التخريبى لدولة الاحتلال فى المنطقة ووقوفها وراء تدمير الدولة السورية فى محاولة منها للخلاص من أحد أهم أعدائه وهو الجيش العربى السورى.
صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلت عن المسلحين قولهم لصحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن إسرائيل وفرت بشكل سرى أسلحة وأموال لـ 12 مجموعة معارضة سورية على الاقل من أجل منع القوات المدعومة من إيران من الانتشار عند حدودها.
وكشف التقرير الأمريكى، أن الدعم الإسرائيلى شمل دفع أجر 75 دولار شهريا لمقاتلى المعارضة وتزويد المجموعات بالأسلحة ومواد أخرى، فيما امتنعت تل أبيب عن التعليق على التقرير.
وأكد التقرير الأمريكى أن دعم اسرائيل لمجموعات المعارضة بدأ عام 2013، بتمويل مجموعات فى أماكن مثل القنيطرة ودرعا، وقد انتهى ذلك قبل شهرين عند تقدم قوات الجيش السورى، وسيطرتها على مناطق جنوب سوريا من المعارضة، واستعادة نظام الرئيس السورى بشار الأسد، السيطرة على المناطق الحدودية فى شهر يوليو الماضى.
وأوضح التقرير أن إسرائيل أرسلت أسلحة شملت بنادق هجومية، رشاشات، قاذفات هاون ومدرعات، كما أرسلت فى بداية الأمر بنادق (ام-16) أمريكية الصنع للمعارضين، كى لا تكشف ان مصدرها تل أبيب، ولاحقا بدأت تزويد الأسلحة والذخائر من شحنة إيرانية الى تنظيم حزبا لله اللبنانى التى سيطرت عليها إسرائيل عام 2009.
وكان قد أكد الجيش السورى عام 2013 انه وجد أسلحة إسرائيلية بحوزة المعارضة المسلحة المدعومة من إسرائيل وقطر .
وفق التقرير فإن دعم إسرائيل العام كان صغيرا مقارنة بالتمويل والدعم الذى حصلت عليه المجموعات من أطراف معنية أخرى، تشمل قطر، وتركيا والولايات المتحدة.
يذكر أن إسرائيل فى العام الماضى كانت قد عززت دعمها بشكل كبير، وتحولت من دعم مجموعات مؤلفة من مئات المقاتلين الى مساعدة مجموعات لديها الآلاف، ضمن سياسة أكثر شدة لإبعاد إيران والقوات التى تدعمها من المنطقة.
وفى تصريحات سابقة قال مقاتل من جماعة "فرسان الجولان" إن إسرائيل هى الوحيدة التى لديها مصالح فى المنطقة.. لقد تعلمنا درس لن ننساه بخصوص إسرائيل، إنها لا تهتم بالناس. انها لا تهتم بالإنسانية، كلما يهمهما هو مصالحها".
وكشف التقرير أن دعم إسرائيل أدى الى توقع لدى مجموعات المعارضة بأن إسرائيل سوف تتدخل لمساعدتهم ضد قوات الأسد فى جنوب سوريا، وهذا أدى الى خيبة أمل قاسية عندما بقت إسرائيل مكتوفة الأيدى بينما سيطرت القوات السورية على مناطق مرتفعات الجولان خلال الصيف.
وعند وصول قوات الجيش السورى إلى المنطقة، وتوصل إسرائيل على ما يبدو الى تفاهم مع روسيا لإبعاد القوات الإيرانية عن الحدود، ورد ان تل أبيب أوقفت تمويلها ورفضت توفير المساعدات الى قوات المعارضة الذى حاولوا الفرار من قوات النظام.
وقال التقرير الأمريكى، انه تم منح عدد قليل من القادة وعائلاتهم مأوى، ولكن تم رفض معظم المعارضين الذين طلبوا المساعدة.
ولفت التقرير إلى أن العديد من المعارضين الذين توقعوا تدخل إسرائيل لحمايتهم ندموا على اعتمادهم على دولة الاحتلال.
فيما كشفت إسرائيل فى العام الماضى مساعداتها للمعارضين فى سوريا، التى شملت معالجة عائلات المسلحين وبناء العيادات على حدود سوريا، وتوفير مئات الأطنان من الطعام، والأدوية، والملابس للقرى التى دمرتها الحرب فى الطرف الأخر من الحدود.
وأعلنت تل ابيب فى بداية الأمر أنها وفرت العلاج الطبى لسوريين أصيبوا خلال الحرب، وعالجت أكثر من 3000 شخص فى مستشفيات ميدانية عند الحدود وفى مستشفيات عامة، معظمها فى شمال إسرائيل، منذ عام 2013.
جيش الاحتلال الإسرائيلى كشف انه منذ يونيو 2016، عمل بصمت على "عملية حسن الجيار" وهى عملية مساعدات ضخمة ومتعددة الأوجه من اجل إنقاذ آلاف المعارضين السوريين عند الحدود من مجاعة وتوفير علاج طبى أساسى لهم.