كل المؤشرات تتجه صوب مزيد من التصعيد في أجواء الصراع والحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، فالتنين الآسيوي الذي يواجه رسوما أمريكية جديدة، يُكشر عن أنيابه الآن ويستعد للرد بالمثل.
التصعيد بين الجانبين وصل إلى حد إصدار سفارة الصين تحذيرًا أمنيًا لمواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة، والذي وصف بأنه أشد لهجة من قبل التنين الآسيوي من التحذيرات السابقة والأحدث من نوعه وسط تصاعد خلاف تجاري بين البلدين.
ويبدو أن الصين تتخوف من سلوكيات الإدارة الامريكية اتجاه مواطنيها لاسيما بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من مرة بزيادة الجمارك على بكين، ما استدعى السفارة الصينية إلى إطلاق بيان عبر موقعها الإلكتروني، محذرة فيه السياح الصينيين بولايات المتحدة من أمور مثل ارتفاع تكلفة العلاج وتهديدات مثل إطلاق النار فى أماكن عامة والسرقة وقيام مسؤولى الجوازات بمصادرة أشياء وحدوث احتيال فى قطاع الاتصالات ووقوع كوارث طبيعية.
كانت منظمة التجارة العالمية، نشرت وثائق، كشف من خلالها، الصين طلبت تفويض المنظمة لفرض عقوبة تجارية سنوية بقيمة 7 مليارات دولار على سلع أمريكية نتيجة إخفاق الولايات المتحدة في الالتزام بحكم للمنظمة.
وذكرت وثيقة وزعت على أعضاء المنظمة وفقا لوسائل إعلام صينية (الأربعاء)، أن الصين تطلب تفويض جهاز تسوية النزاعات التابع للمنظمة «لتعليق التنازلات أو غيرها من الالتزامات» فيما يتعلق بالولايات المتحدة «عند مستوى معادل لمستوى الإلغاء أو التعطيل»، بسبب فشل الولايات المتحدة في الالتزام بتوصيات وأحكام الجهاز.
وأضافت الوثيقة أن مستوى الإلغاء أو التعطيل يصل إجماليه إلى نحو 7.043 مليار دولار أمريكي سنويا. وكانت الصين حصلت على حكم من منظمة التجارة العالمية عام (2016) في نزاع بشأن طرق معينة تطبقها الولايات المتحدة خلال إجراءات مكافحة الإغراق. وتأكد الحكم بعد استئناف العام الماضي، غير أن الصين تقول إن الولايات المتحدة لم تبذل جهدا حقيقيا للوفاء بالتزام تطبيق الحكم.
يذكر أن وزارة الخارجية الصينية، أكدت (الاثنين)، أن بكين ستتخد إجراءات ضرورية مضادة بناء على الإجراءات الأمريكية بشأن الرسوم الجمركية الإضافية.
جاء ذلك فى تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينج شوانج خلال المؤتمر الصحفى اليومى بمقر الوزارة، ردا على سؤال بشأن الإجراءات التى تعتزم بكين اتخاذها حال فرض واشنطن رسوما جمركية إضافية على ما تصل قيمته إلى 200 مليار دولار من البضائع الصينية المستوردة.
وقال جينج شوانج: «إذا مضت الولايات المتحدة قدما فى فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الصينية، فبكل تأكيد ستتخذ الصين إجراءات ضرورية مضادة بما يحفظ حقوق شعبها».
يذكر أنه بعد إعلان الولايات المتحدة عن خطة لفرض رسوم إضافية على واردات صينية قيمتها 200 مليار دولار أمريكى، أعلنت الصين عن تدابير مضادة فى 3 أغسطس الماضى بفرض تعريفات إضافية على واردات أمريكية قيمتها 60 مليار دولار أمريكى، وتم بالفعل نشر قائمة بالمنتجات الأمريكية ذات الصلة.
كانت الصين استغلت عمليات القتل الجماعي التي تصدرت المشهد الأمريكي في الأيام الماضي، وقالت السفارة الصينية، إن الأمن العام فى الولايات المتحدة ليس جيدا، من خلال مشاهد إطلاق النار والسطو والسرقة المتكررة، مضيفا أن المسافرون إلى الولايات المتحدة يجب أن ينتبهوا لما يحيط بهم وينتبهوا للأفراد المثيرين للريبة ويتجنبوا الخروج بمفردهم ليلا، بالإضافة إلى تنبيه إضافى إلى خطر الكوارث الطبيعية.
وكان دونالد ترامب الرئيس الأمريكى بدأ في إثارة غضب التنين الصيني، ذلك بعد فرض لضرائب على بعض المنتاجات الصينية، والتهديد الذي برز مؤخرا بفرض رسوم جمركية على البضائع الصينية يوميا، وهو ما دفع الصين للقيام بإجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة، في إطار الحرب التجارية التي أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فتيلها عبر التعريفات الجمركية التي فرضها على البضائع الصينية.
وهاجم الرئيس الصين عدة مرات بسبب العجز التجارى الهائل للولايات المتحدة، والذى بلغ 375.2 مليار دولار فى 2017، وطالب بتخفيضه إلى 100 مليار دولار، وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الرسوم الأمريكية الجديدة ترفع الستار عن المواجهة الأكثر عدوانية على مدى عقود لممارسات بكين التجارية.
وتوعدت الصين برد مماثل، حيث نددت وزارة التجارة الصينية فى بيان سابق لها ب ـ«فرض ضغوط قصوى وابتزاز»، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تتعارض مع الاتفاق الذى توصل إليه الجانبان مرات عدة خلال مشاوراتهما" فى الأسابيع الماضية، وحذرت الوزارة من أنه وإذا ابتعدت الولايات المتحدة عن المنطق ونشرت قائمة (بالسلع المستهدفة) فإن الصين ستجد نفسها مضطرة لاتخاذ مجموعة من التدابير الشاملة المتناسبة كما ونوعا، واتخاذ إجراءات مضادة قوية.