مصر في قلوب المصريين
الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018 02:30 م
اليوم يحتفل المسلمون بالسنة الهجرية ١٤٤٠. ويحتفل الاقباط بالسنة القبطية ١٧٣٥، وبهذه المناسبة فقد عادت الي ذاكرتي عدة مواقف تثبت ان مصر في قلب الضمير العالمي وتسكن قلوب وعقول الملايين في كل بقاع الارض.
مصر في قلوب اليهود
لم يكن لي اي لقاء بأي يهودي قبل سفري الي انجلترا، وهناك تعاملت مع عدة افراد من المصريين اليهود الذي هاجروا الي انجلترا وكانت المفاجأة، انهم مصريون خفاف الظل ويتابعون احداث مصر يوم بيوم، وان البعض منهم يقضي اجازته كل عام في مصر وبعضهم اشتري سكن دائم في مصر. كانت المفاجاة الثانية ان لهم قناعة ان مصر هي ام الدنيا وان لهم شراكة في التاريخ العالمي كونهم نشأوا في مصر، وفي حديث مع احدهم، اكد ان لهم اقارب يعيشون في اسرائيل وانهم ايضا يعتزون بمصريتهم بل ويتفاخرون علي غيرهم من يهود العالم بانهم مصريون ابناء حضارة وتاريخ وأصل.
مصر في عيون الاقباط
اما الاخوة الاقباط، فقد اثبتت معاملاتي اليومية معهم داخل وخارج مصر انهم شركاء الوطن العاشقون لترابه والساهرون علي خدمته. لم اقابل اي زميل مسيحي وانتابني شعور انه يختلف عني في اي شئ، بالعكس، كلهم وطنيون ويفاخرون بمصريتهم ولنا في استاذنا الدكتور مجدي يعقوب خير المثال، فقد رفض التخلي عن جنسيته المصرية مقابل الحصول علي لقب سير من ملكة انجلترا حسب القانون الانحليزي، فماكان من البرلمان الانجليزي الا ان قام بتعديل القانون ليسمح للسير مجدي يعقوب الحفاظ علي جنسيته المصرية.
الغريب انني اثناء عملي لمدة عام في اسكتلندا، ان منهم من يؤكد ان الاسكتلنديين ينحدرون من أصول مصرية ، وانهم يفتخرون بذلك بل ويتعالون علي الانجليز انهم اكثر منهم رقي واكرم اصلا.
والملفت للنظر ان رجال الدين المسيحي اكثر ثقافة وانفتاحا وتقبلا للاخر عن غيرهم، ولا انسي لقاءا للبابا شنودة رحمه الله في مانشيستر عندما سأله الصحفيون عن مشاكل الاقباط في مصر، وكان رده عظيما كعظمة مصر حيث قال" نحن مصريون ونناقش مشاكلنا في بلدنا مصر وليس خارجها".
ولا أنسى مقولة شهيرة لقداسة البابا شنودة يقول فيها " أن مصر وطن يسكن فينا لا نسكن فيه"
مصر في عيون المسلمين
اما المسلمين من المصريين وغيرهم الذين يعيشون خارج مصر، ولهم مشاكل سياسية مع الحكام في جميع الدول العربية والاسلامية، فتظل مصر بالنسبة لهم هي الامل والحلم، الكثير منهم يري ان مصر هي قلب العالم النابض وان السيطرة علي مصر تعني تحقيق الحلم الاكبر وهو عودة الدولة الاسلامية، ولذا تري لمصر عندهم جاذبية خاصة وبريق خاص وحلم الدولة الاسلامية الذي يجب العمل علي تحقيقة.
ويبقي الازهر الشريف رمز الاسلام والوسطية، ولاانسي الاستقبال الاسطوري لشيخ الازهر في الشيشان وتعليق الصحافة العالمية، ان هذا الاستقبال لايحظي به اي شخصية في العالم الا
شيخ الازهر الشريف.
مصر في عيون العالم
ولمصر ايضا بريقها وجاذبيتها للغالبية العظمي من جميع الجنسيات العالمية، زرت متاحف تعرض اثار مصرية في كل بقاع الارض، وشاهدت بعيني مدي الاحترام والتبجيل بل والذهول من مدي اناقة وجمال وروعة الاثار المصرية وتاريخ مصر وعطمة المصريين علي مر العصور.
ويبقي السؤال المحير الذي سأله لي صديق في زيارة للمتحف المصري، ومقارنة الحاضر بالماضي، هل انقرضت جينات المصريين القدماء؟