الزيارات المدرسية
الخميس، 30 أغسطس 2018 03:17 م
اتذكر وانا تلميذ في الابتدائي في سبعينيات القرن الماضي، ان اول رحلة مدرسية كانت لزيارة بيت ابن لقمان في المنصورة، واتذكر مدرس التاريخ وهو يقول ان ابناء المنصورة تصدوا للغزاة خلال الحروب الصليبية وهزموا جيش لويس التاسع وأسروه في بيت القاضي ابن لقمان.
واتذكر انني زرت الاهرامات في الجيزة، احد معجزات الدنيا السبع، وبعدها زرنا المتحف المصري في التحرير وروعة التاريخ الفرعوني ، ووقفت انظر بانبهار الي مقتنيات مقبرة توت عنخ امون الذهبية .
وفي زيارتنا المدرسية الي مصر القديمة والكنيسة ورحلة الاسرة المقدسة واثار مصر القبطية، وزيارة مسجد عمرو ابن العاص، ورؤية المساجد والكنائس جنبا لجنب ، والمتحف الاسلامي في باب الخلق والاثار الاسلاميه والازهر الشريف ومساجد سيدنا الحسين والسيدة زينب ، وزيارة قلعة صلاح الدين وتاريخ مصر من القرن الحادي عشر الي القرن التاسع عشر.
وزيارة الي الاسكندرية، وزيارة المتحف اليوناني الروماني وحقبة من تاريخ مصر بين العصر الفرعوني والعصر الاسلامي، وبعدها زيارة الي قصر الجوهرة ومقتنيات اسرة محمد علي وربط تاريخ مصر الحديث بالقديم في سلسلة متصلة لمدة سبعة الاف سنة.
اما زيارتي الاولي الي الاقصر واسوان فقد قمت بها وانا طالب في جامعة المنصورة في ثمانينيات القرن الماضي، ولا اجد مااصف به احساسي بالعظمة والفخر والانتماء لهذا البلد العظيم عندما دخلت معابد الكرنك و الاقصر و ادفو وحتشبسوت ومقابر الاسرات في الدير الغربي. ومعابد فيلا وابو سنمبل والسد العالي وبحيرة السد ومعبد النوبة.
اما زيارتي الاولي لسيناء فكانت بعد التخرج ووقفت اتصور علي بقايا خط بارليف بعزة وافتخار وانا احمل علم مصر وكأنني جندي في الجيش المصري، وعرفت قيمة سيناء عندما زرت شرم الشيخ ودهب ونويبع وسانت كاترين في الجنوب والعريش ورفح في الشمال.
هذه الزيارات المدرسية علي مدار عقدين من الزمان كان لها اكبر الاثر في تكوين شخصيتي وفي عشقي للتاريخ والجغرافيا معا وايماني ليس فقط بعبقرية المكان ولكن ايضا بعبقرية الانسان المصري، صانع الحضارة علي مر التاريخ.
هذه الزيارات المدرسية كانت الحصن المنيع الذي حماني وزملائي من الانتماء الي اي جماعة او حزب او اي افكار شارده تخالف قناعاتي بعظمة هذا البلد وعظمة الانسان المصري ومقدرته علي النهوض وتحدي الصعاب وتحقيق المعجزات.
تذكرت تأثير هذه الزيارات المدرسية، وانا اري بعض الشباب من الاجيال الجديدة، غير مدرك لعظمة مصر وروعة تاريخها وتنوع ثقافاتها وموروثاتها واهميتها للتاريخ الانساني.
وفي نفس الوقت، أتمني ان تخصص وزرات التعليم والتعليم العالي والثقافة جزء من ميزانيتها لاعداد جدول متكامل لزيارة معالم مصر ، وخاصة مشروعات مصر العملاقة في كل ارجاء مصر، من الطرق والمدن الجديدة والجامعات ومحطات توليد الطاقة وتحلية المياة وغيرها والا تترك الشباب لاصحاب الافكار الهدامه ودعاة الإحباط.