بارتفاع 13 مترا.. اعرف تاريخ أقدم مسلة فى الكون تحتضنها الفيوم (صور وفيديو)
الأحد، 09 سبتمبر 2018 10:00 م
تعتبر «المسلات» من أشهر الرموز الأثرية فى مصر، وتعبر «مسلة» الفيوم عن عظمة وقدرة المصريين القدماء بارتفاعها الشاهق، وما تحتويه من نقوش نادرة، كما توضح مدى وطنية الفلاحين المصريين بقرية أبجيج بمحافظة الفيوم، والذين عثروا على المسلة بأراضيهم الزراعية وأبلغوا هيئة الآثار لنقلها إلى أحد أهم ميادين المحافظة، لتظل شاهدة على التاريخ المصرى العظيم.
وحول «مسلة» الفيوم، يقول أحمد عبد العال، الباحث الأثرى، ومدير آثار الفيوم سابقا، إنها أقدم مسلة فى التاريخ، حيث بناها «سنوسرت الأول» فى معبد بقرية أبجيج، احتفالا بتجفيف أرض الفيوم من المياه، مؤكدا أنها أول مسلة فى الكون حيث يبلغ عمرها نحو 4500 سنة، مشيرا إلى أنها تختلف عن باقى المسلات حيث تنتهى بما يشبه الشكل الدائرى، بخلاف باقى المسلات التى تنتهى بهرم، موضحا أن المسلات فى الدولة القديمة كانت رمزا لتحقيق الإنجازات.
مدير آثار الفيوم السابق، طالب بضرورة الاهتمام بتلك المسلة التى تعتبر عنوانا للفيوم، وضرورة نقلها بعيدا عن الكتلة السكنية، مشيرا إلى أنه عندما تم نقلها من قرية أبجيج إلى الميدان المتواجدة به حاليا، لم تكن هناك مبانى سكنية، أما الآن فقد امتلأ المكان بالعمارات السكنية المرتفعة، موضحا أن الحفاظ عليها يعتبر تخليد لرمز أثرى فريد.
فيما أكد سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم، أن تلك المسلة تختلف عن غيرها، حيث يرجع تاريخها لعصر الدولة الوسطى الفرعونية، أقامها الملك سنوسرت الأول تخليدًا لذكرى تحويل الفيوم إلى أرض زراعية، مؤكدا أنها نادرة فى تصميمها، حيث تستدير قمتها التى يتوسطها ثقب يرجح أنه كان يثبت به تمثال، وهى من حجر الجرانيت الوردى، موضحا أنها تتضمن بعض النقوش التى تصور الملك فى عدة مناظر مختلفة.
مدير عام آثار الفيوم، أكد أيضا أن تلك المسلة يبلغ ارتفاعها نحو 13 مترا تقريبا، وأنها تتضمن نقوشا للآلهة «سوبك، ورع، وأوزوريس»، مشيرا إلى أنها كانت ضمن الآثار التى رسمها علماء الحملة الفرنسية خلال وجودهم بمصر، موضحا أن المسلة تعرضت للعديد من عمليات التشويه فى أعقاب ثورتى يناير و30 يونيو، وتم ترميمها من جانب وزارة الآثار، وإعادتها إلى طبيعتها مرة أخرى، مطالبا بضرورة نقل المسلة إلى مدخل المحافظة بسبب تزايد العمران وارتفاع العمارات، ما يمنع ظهورها.
وفى نفس السياق، أشار الدكتور هانى يونس رشدى، المدرس بقسم الإرشاد بكلية السياحة جامعة الفيوم، إلى أن لديه اقتراحا لتطوير ميدان المسلة وباقى ميادين المحافظة، موضحا أن الزائرين لا يعرفون سوى ميدان السواقى رغم احتواء المدينة على العديد من الميادين الهامة والحيوية، لافتا إلى أنه من بين الميادين المهمة بالفيوم «ميدان المسلة، وميدان الحواتم، والشيخ حسن، والسلخانة، وميدان باب الوداع، وميدان الصوفى، وميدان الدكتور صوفى أبو طالب، وميدان الفنية، وميدان رفعت عزمى، وميدان المستشفى، وميدان المبيضة».
الدكتور هانى يونس رشدى، أكد أيضا أن الفيوم لديها العديد من المقومات التاريخية والآثرية والسياحية، لتكون محافظة سياحية، ولكنها تحتاج لتطوير العديد من الخدمات والبنية الأساسية، خاصة الاهتمام بالميادين، لأنها أول ما يلفت انتباه الزائرين، مطالبا بضرورة إزالة العشوائيات، وتزيين الميادين بأسماء الشخصية التاريخية أبناء المحافظة، فضلا عن عمل استراحات لانتظار سيارات الأجرة والتاكسى.