روادها بمصر أكثر من 34,1 مليون مستخدم.. فتنة السوشيال ميديا فى يد الحمقى
الخميس، 06 سبتمبر 2018 06:00 ص
لاجدال فى أن السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الاجتماعى، قد أحدثت ثورة فى المجتمعات وخدمة الأشخاص والمؤسسات العلمية والخدمية والحكومية والأهلية، وعلى وجه الخصوص الصحافة الورقية والمواقع الإخبارية، وكذلك الإعلام بفضائياته المحلية والعربية والعالمية، وبعد سنوات طويلة من الانتظار، لإرسال واستقبال الرسائل بالبريد ثم البريد السريع، ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى استخدام أجهزة "التيكرز" ثم "الفاكس" و"التلكس" وقبلهما الشريط الكاسيت وبعدها "الفلاشة"، وغيرها وغيرها،أصبح الأمر الآن لا يتعدى أن تمرر أو تلامس شاشة تليفون فتحصل على الصور والمستندات والوثائق،وبنفس تمرير اليد على الشاشة مرة أخرى،تُرسل ما تريد إرساله إلى من تريد فى أى مكان على ظهر المعمورة،بل إنك ــ ومن خلال جهاز تليفونك ــ تستطيع نقل الحدث قبل أن تنقله الفضائيات،وتبث على الهواء مباشرة مثل أى فضائية محلية أو عربية أو عالمية.
نعم وفرت السوشيل ميديا ذلك وأكثر،غير أنها وقعت ووقع أصحابها ــ من بعض الحمقى ــ فى أخطاء تُعد كارثية،عندما حادت عن سبيلها،نتيجة الاستسهال والاستهانة بدور وخطورة هذه الوسائل،فى البناء وليس الهدم،والإصلاح وليس التخريب،والتعليم وليس إشاعة الجهل،بل الكارثة عندما تتحول هذه الوسائل "الخطيرة" إلى حَكَمٍ وقاضٍ،بين الجانى والمجنى عليه فى وقت وآحد،على الرغم من عدم استجوابه للطرفين المتخاصمين ومعرفة تفاصيل الوقائع،وكذلك عدم المعرفة بدفوع ومستندات وحجج كلٌ منهما،وتتزايد خطورة هذه الوسائل عندما نعلم بانتشارها وتمددها وتوغلها الواسع فى المجتمعات وبين الأُسر،بنسب كبيرة فى مصر والوطن العربى.
48 مليون مستخدم للإنترنت فى مصر
ففى عام 2017،كشف موقع We Are Social،و الخاص بمراقبة وضع الإنترنت فى العالم ،عن رصده لمجموعة من الأرقام ،التى توضح وضع مصر فى استخدام الإنترنت والسوشيال ميديا،ومنها أن هناك حوالى 48 مليون مستخدم للإنترنت فى مصر،وأشار التقرير إلى أن عدد سكان مصر يصل إلى 92.45 مليون نسمة وقتها،منهم 48 مليون مستخدم نشط على الإنترنت،وهو ما يعنى نسبة 52% من إجمالى عدد السكان فى المحروسة،التقرير رصد أيضا أن هناك 30% من المصريين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي،بما فى ذلك فيس بوك وتويتر وإنستجرام ،وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى الشهيرة، و يبلغ عدد مستخدمى فيس بوك فى مصر حوالى 27 مليون مستخدم فى عام 2017، منهم حوالى 23 مليون شخص يستخدمون الهواتف المحمولة للدخول إلى شبكات الإنترنت.
انتشار الكوارث
ترتيب الدول العربية فى استخدام فيس بوك
وفى عام 2018،كشف أحد المسئولين الكبار بإحدى شركات الإنترنت،خلال منتدى التسويق والتجارة الإلكترونية الثالث،عن أرقام أخرى ،و أن عدد المستخدمين للإنترنت بلغ 50 مليون مستخدم،وهناك 38 مليون شخص يستخدمون"فيسبوك"،منهم 14 مليون أنثي، و24 مليون ذكر، إلى جانب 11 مليون شخص يستخدمون "إنستجرام"، و3 ملايين يستخدمون "لينكد إن"،وأوضح المسئول الكبير:أن التعامل مع الكوارث على السوشيال ميديا، يبدأ من تحديد ما إذا كانت كارثة ،يليها تتبع المشكلة ثم إنشاء مجموعات للتعرف علي المشكلة،وتوصيل المشكلة لفرق العمل داخل الشركة،وإصدار أول تقرير عن المشكلة خلال 30 دقيقة كحد أقصي،كما أن هناك نسبة 83% من المستخدمين يتخلون عن علامات تجارية نتيجة التعامل السئ من خدمة العملاء،ونوه المسئول الكبير إلى أنه في حالة انتشار أخبار سيئة بين مليون عميل ستصل إلى 30 مليون شخص.
استخدام موقع التغريدات
ترتيب الدول العربية فى استخدام تويتر
وإذا كانت هذه نبذة بسيطة عن انتشار وخطورة استخدام موقع فيس بوك، وخاصة فى الفتن،فإنّ موقع التغريدات أيضا فى مصر والوطن العربى،لديه سلطة وسطوة على الرأى العام والتأثير فيه ،من خلال انتشاره الواسع فى وسط المثقفين والمتعلمين وغيرهم،وهو ما رصدته الإحصائيات في العالم العربي لعام 2017،والتى تشير فى نهاية الربع الثالث من عام 2016، إلى وجود 317 مليون مستخدم حول العالم،( فعال ومتفاعل شهرياً )،بينما سُجل تويتر فى شهر مارس 2017 حوالى 11،1 مليون مستخدم ( فعال ومتفاعل ) في البلاد العربية، وهو ما يشكل زيادة تقدر بـ 3 أضعاف عن عام 2014،فى حين يقدر إجمالي عدد الحسابات على تويتر في الدول العربية بـ 16،3 مليون حساب، مع مطلع العام الماضى 2017 ،كما بلغت عدد التغريدات، من البلاد العربية خلال شهر مارس 2016 حوالى 849،1 مليون تغريدة، بارتفاع نسبته 59% عن العام 2014،وتُنشر يومياً بمعدلات 27،4 مليون تغريدة، في البلاد العربية، بزيادة على هذا المعدل مقدارها 10 مليون تغريدة، عن عام 2014 والذي شهد تغريدات بمعدل 17،2 مليون تغريدة يوميا ،مع العلم أن 72% من تغريدات العرب على تويتر هي باللغة العربية.
تويتر وفيس بوك أيد واحدة
فى الأفراح ينصب رواد فيسبوك ــ بمصر وعددهم 27 مليون مستخدم،وتويتر وعددهم 1،7 مليون مستخدم بنسبة 1،8% من السكان ــ سيرك السعادة والسرور،وفى النوائب والشدائد يتحول الاثنان إلى سرادق عزاء ومناحة ولطم للخدود وشق للجيوب،لا لشىء إلاّ أن أحد الأعضاء الموقرين والمُؤثرين ،على مواقع التواصل قد تعرّض لما يراه مكروهاً ومُحرّماً،وهنا يتحول فيس بوك وتويتر إلى جيوش مجيشة تتجه لهدف واحد ،وهو الاغتيال المعنوى لمن تمت الإشارة والتصوب عليه،ويظل الموقعان يقذفان بالحمم ،فى هذا الاتجاه أو إلى هذا الشخص،حتى يتوارى الحدث ويظهر حدث جديد،وتزداد سخونة ولهيب الموقعين ،عندما يتعلق الأمر بالحوادث والقتل والاغتصاب والنساء والفضائح،وهو ما تعانى منه مصر والمصريين كثيراً،نتيجة لانتشار هذين الموقعين،اللّذين شرّع مجلس النواب لهما ولغيرهما قانون،يأمل الكثيرون أن يُحد من شططهما.