هل يحاول حمد بن جاسم إنقاذ ثروته على حساب الشعب القطري؟
الخميس، 30 أغسطس 2018 11:00 صشيريهان المنيري
في الوقت الذي يحاول فيه النظام القطري إقناع شعبه بأن البلاد تسير على ما يرام، وأن اقتصادها لازال قويًا، مع ترويج عبارة «نحن بألف خير بدونهم» من قبل عدد من المسؤولين القطريين وأتباع تنظيم الحمدين؛ إلا أن تحليل المعلومات والبيانات المتداولة في هذا الشأن يعكس غير ذلك.
ومن خلال ما تم تداوله خلال الأيام الماضية عن لجوء قطر الحمدين إلى حلفاءها ولاسيما إيران لتعزيز التبادل التجاري بين مينائي بوشهر في إيران وحمد الدولي في الدوحة، كشفت الصحف الإسرائيلية عن رغبة النظام القطري في إنشاء مطار بمنطقة إيلات على أن يكون هناك رحلات بينه ومطار حمد الدولي بقطر، إضافة إلى العلاقات القطرية التركية التي تزداد متانة يوم بعد يوم، إلى حد تفضيل تنظيم الحمدين التعاون مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان عن حليفة الدوحة الإستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية؛ يتضح جليًا أن قطر بدأت في خطوات جادة بالاتجاه إلى بدائل سريعة للتبادل التجاري ومنافذ للإستيراد وتفعيل عدد من الاتفاقيات على حساب أشقاءها من دول مجلس التعاون الخليجي، في محاولة احتواء النزيف الاقتصادي المستمر على مدار ما يقرب من عام، جراء تعنتها تجاه قائمة المطالب العربية التي من شأنها احتواء أزمتها مع دول الرباعي العربي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) والتي قررت قطع علاقاتها تجاريًا ودبلوماسيًا مع الدوحة، إثر ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب، في 5 يونيو من العام الماضي.
هذا وكشفت وكالة «بلومبرج» نقلًا عن مصادر فضلت عدم الإفصاح عن هويتها عن قرب انتهاء محادثات سرية تبحث دمج 2 من أشهر البنوك القطرية، حيث بنكي «بروة» و«قطر الدولي»، وذلك بعد أن تعطلت تلك المحادثات لشهور عدة بعد عدم نجاحها حول عملية دمج ثلاثية بين البنكين السابق ذكرهما إلى جانب مصرف الريان.
والجدير بالذكر أن من بين أبرز المساهمين في بنك «قطر الدولي»، هو أحد الحمدين، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر، والذي يشغل أيضًا منصب رئيس مجلس إدارته. كما أن ابنه محمد حمد بن جاسم، يشغل منصب الرئيس والمدير الإداري لبنك «بروة»، وكان من أسباب توقف المحادثات لعملية الدمج الثلاثية هو عدم موافقتهما على السعر، بحسب «سبوتنيك» الروسية.
فضل البوعينين
سيطرة حمد بن جاسم
ويقول المستشار المالي والمصرفي السعودي، فضل البوعينين في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «برغم عقلانية خيار الإندماج إلا أن البنوك القطرية تعاني من تخبط يؤثر على خياراتها المتاحة، كما أن النفوذ الداخلي لبعض أركان الحكم السابق ممن يسيطرون على أسهم بعض البنوك من شأنه عرقلة عملية الإندماج لبحثهم عن مصالحهم الخاصة، ورغبتهم في تعظيم مكاسبهم على حساب القطاع المصرفي وودائع المودعين التي ربما تكون مهددة مع الاستنزاف المستدام للسيولة وتضخم المشكلات، وبالطبع من بين هؤلاء حمد بن جاسم».
تداعيات القطاع المصرفي
وأوضح أن القطاع المصرفي القطري يعاني من تداعيات مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، والتي أثرت بشكل مباشر في حجم الودائع والسيولة المتاحة، والتزام المصارف بمعايير بازل 3، وانكشافها بشكل يهدد استقرارها مالم تحصل على دعم حكومي، ومن ثم فإن الإندماج فيما بينها يهدف إلى معالجة خسائرها وأزمة السيولة، ولتقوية مراكزها المالية وتحقيقها للمتطلبات الدولية.
الأزمة مستمرة رغم الإندماج
وأشار «البوعينين» إلى أن فشل اندماج 3 بنوك قطرية (الريان وبروة وقطر الدولي) تم الإعلان عنه في يونيو الماضي؛ إلا أن مباحثات الاندماج عادت من جديد بين بنكي بروة وقطر الدولي، وأن المحادثات قد تنتهي بالاندماج فيما أنها لن تعالج مشكلاتها الحالية، وقال: «إن مشكلات القطاع المصرفي كمنظومة تزداد تعقيدًا وسوءًا لأن ما يحدث للقطاع المصرفي القطري ما هو إلا انعكاس لتدهور الاقتصاد كنتيجة مباشرة للمقاطعة، لذا أعتقد أن أي عملية إنقاذ سواء حدثت بالاندماج أو بالدعم الحكومي لن تحقق الهدف طالما بقيت المقاطعة واستمرت الحكومة القطرية في دعمها للاٍرهاب وتمويله، وتعنتها تجاه المطالب العربية».