حمد بن جاسم يدعم الاقتصاد التركي ويواصل تحدي العرب.. وخليجيون: «وفر نصايحك»
الإثنين، 13 أغسطس 2018 05:00 م
يواصل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم تغريداته التي تحمل في باطنها رسائل تهديدة لدول المنطقة، ولاسيما دول مجلس التعاون الخليجي.
«بن جاسم» وبعد توقفه عن التغريد منذ ما يقرب من شهر، عاد ليُطل علينا بتغريدات داعمة لأزمة تركيا الاقتصادية إثر إنخفاض سعر عملتها أمام الدولار إلى مستوى غير مسبوق. وتحت غطاء تقديم النصيحة، يُهدد أحد «الحمدين» العرب بأن، قائلًا: «حقيقة نحن في عالم عربي غريب، يذكرني بحكام الأندلس عندما كانوا يستعينون بالأسبان ضد بعضهم وتعلمون ماذا كانت النهاية.. تذكروا أن تركيا عضو مهم لحلف الناتو وشريك مهم لأمريكا وأوروبا وسيجدون طريقة لحل هذه الأزمة، ولكن بشكل مشرف لتركيا، ومن راهن على سقوطها سوف يخسر الرهان».
وأضاف «على الشامتين بالوضع الإقتصادي في تركيا أن يتذكروا أن وضع دولهم أسوء، وأعني عالمنا العربي.. للأسف أننا نعلق على الأحداث ولسنا طرفًا في خلقها.. أنظروا إلى المعارضة التركية التي انضمت تحت لواء الحكومة المنتخبة رغم الخلافات للمساعدة في تجاوز الوضع الحالي، وأنا متأكد أن تركيا ستخرج من هذا الوضع بقوة، قد يأخذ وقت ولكن هناك إرادة وعمل.. قد لا أتفق مع بعض سياسات تركيا ولكن تركيا المسلمة القريبة لنا لا تستحق منا هذا العداء الغير مبرر ولمصلحة من، لم أرى بعض دولنا تشمت في من ناصبهم العداء واغتصب حقوقوهم وأراضيهم».
ان تغريدات الوزير القطري السابق تحمل في طياتها إلى جانب التهديد المُبطن، أيضًا عدد من التناقضات؛ ففي الوقت الذي يمارس فيه تنظيم الحمدين سياساته التي تنتهك أمن واستقرار المنطقة العربية، من خلال دعم التنظيمات والجماعات الإرهابية وإيران، يظهر محدثًا العرب عن كون تركيا دولة مسلمة وقريبة جغرافيًا. كما أنه يحاول الصاق تهمة عداء العرب لتركيا دون أسباب زاعمًا أن هناك من يسئ للعرب دون أن يتخذوا موقفًا، على الرغم من إتخاذ دول الرباعي العربي لقرار مقاطعة الدوحة اقتصاديًا وتجاريًا منذ 5 يونيو الماضي، حفاظُا على أمن واستقرار المنطقة، إضافة إلى إتخاذ العرب موقف موحد تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، واستمرار قوات التحالف العربي في التصدي لممارسات إيران الإرهابية والتدخل في شؤون عدد من دول المنطقة؛ كل هذا وسط غياب قطر الحمدين، وحذوها الجانب التركي والإيراني، ودعمه إلى أبعد مدى دون النظر إلى الأشقاء وأمنهم.
وتصادف أن تغريدات حمد بن جاسم هذه جاءت بالتزامن مع ما نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية حول أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيلجأ إلى حليفه الرئيسي قطر للتدخل في أزمته مع الولايات المتحدة الأمريكية بسبب أزمة احتجاز تركيا للقس الأمريكي، أندرو برونسون، وأيضًا لدعم بلاده اقتصاديًا، ما يعكس إحتمالية أن تكون تغريدات «بن جاسم» بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لنظام الدوحة للإستجابة إلى مطالب «أردوغان» ومساندته في أزمته مهما كان الثمن.
رئيس تحرير جريدة «السياسة» الكويتية، أحمد الجارالله يرى أن التغريدات التي أدلى بها حمد بن جاسم مساء الأحد ما هي إلا تشجيع لما أسماه بـ«نفخ الذات التركي»، قائلًا في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «حمد بن جاسم لا ينتج إلا غازات مؤذية للشؤون الداخلية للأوطان، وأرى أنه ن الأفضل أن ينصح ترركيا بأن لا يتكرر فيها سيناريو الحرب العالمية الأولى التي تسب فيها إغتيال ولي عهد النمسا، لأن في النهاية تركيا عزيزة علينا ليس من باب عاطفي ولكن من باب مصلحي حيث ما لنا من استثمارات».
من جانبه قال الداعية السعودي، نايف العساكر ردًا على تغريدات «بن جاسم» عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر: «صايع جزيرة شرق سلوى يدافع عن تركيا الحليف القوي له، ومأوى جماعة الإسلام السياسي المتطرفة.. ثم ألا يعلم خطابة قطر بأن الدول في عالمنا العربي رغم ظروف بعضها الاقتصادية هي أفضل حالًا من أردوغان ودولته».
وقال الكاتب السعودي، صالح الفهيد: «لماذا لم تقل هذا الكلام لنفسك عندما سلطتم كل قواكم الإعلامية والاقتصادية ضد مصر ولا تزالون تفعلون ! تركيا مسلمة نعم.. ومصر مسلمة وعربية وأيضًا.. ليتكم توفرون نصائحكم لأنفسكم، ولا تنهون عن شئ أنتم تفعلونه».
ويستمر انهيار سعر الليرة التركية أمام الدولار، والذي وصل حتى الآن إلى 7.24 ليرة، وسط توقعات بمزيد من الإنهيار المسبوق بالنسبة لتركيا منذ عام 2001.