تسييس جريمة ميت سلسيل.. الإخوان يرقصون على جثث الأطفال
الأربعاء، 29 أغسطس 2018 11:55 ص
عديدة هى الجرائم المفجعة والكارثية والمثيرة للعجب والغثيان وربما الخوف، ولن تكون آخرها جريمة مقتل طفلى ميت سلسيل بالدقهلية، فالخير والشر من سمات البشر، والصراع محتدم على الأرض حتى قيام الساعة!
بالتزامن مع حادثة ميت سلسيل وقعت عدة جرائم مشابهة لمقتل أطفال، من قبيل إلقاء أم لطفليها في ترعة بحر الشيخ يوسف فى المنيا لخلافات مع زوجها، واغتصاب طفلة تُدعى "حبيبة" بمركز أجا بمحافظة الدقهلية لتكتشف الأجهزة الأمنية أن زوج أختها هو من اغتصبها وقتلها.
لا يستطيع أحد أن يهوّن من جريمة مقتل طفلي ميت سلسيل، لكن أيضا تهويل القضية والنفخ فيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستغلال جماعة الإخوان الإرهابية لها، يدعو للتفكير في طريقة تسييس الجريمة واتخاذها ذريعة لمحاولة ضرب استقرار الوطن.
استبق المئات التحقيقات واختلقوا عشرات السيناريوهات، وكلها ترجع من وجهة نظرهم إلى نظرية المؤامرة ووجود لهو خفي يحارب محمود نظمي والد الطفلين هو من قتلهما أو أُمِر بقتلهما، ثم الاعتراف على نفسه، والاستسلام تماما أمام قدرات هذا الكائن الخفي الخارقة!
وجود عناصر مندسة فى تظاهرات ميت سلسبيل أمر حتمي لجماعة إرهابية احترفت تسييس كل ما يحدث من أزمات بسيطة توجد في أي مجتمع، من قبيل جرائم القتل، والمتاجرة بدماء ضحايا ما زالت التحقيقات جارية بشأنهم ولم تكشف عن الجناة.
النفخ في نار قضية طفلي ميت سلسبيل منهج يسير وفق خطة أعتقد أنها ليست عشوائية، وخروج البعض لنشر الفوضى فيما يسمونه تظاهرات احتجاجية، يقف خلفها من يخطط ليدفع بالبعض إلى الشارع من جديد.
لم تركز قنوات جماعة الإخوان الإرهابية التي تبث من تركيا برعاية المخابرات التركية والقطرية على جريمة مقتل واغتصاب الطفلة حبيبة، لكنهم وجدوا في قضية ميت سلسبيل مادة ثرية لإشعال نيران جديدة، سرعان ما ستخبو بفشل خططهم مثل سابقيها.
نصب الجميع من أنفسهم أطباء نفسيين، وحللوا شخصية محمود نظمي "والد الطفلين" زاعمين أنه شخصية متزنة ولا يمكن أن يُقدم على ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة. دعونا نتفق معهم في طرحهم - وهو بالمناسبة وراد جدا - لكن ليس من المفترض أن نحكم نحن على والد الطفلين بالمرض النفسي من عدمه، فهناك جهات تحقيق وأطباء نفسيون وشرعيون وقضاء وتحريات أمنية، وغيرها من طرق عادية وتقليدية ومنطقية للوصول إلى مرتكب هذه الجريمة البشعة التي انخلعت لها قلوب المصريين، فالطفلان البريئان راحا ضحية انعدام الإحساس وموت الضمير.
الإعلامي الإخوان الهارب في تركيا معتز مطر، دأب على تسييس كل القضايا، ومنها جريمة مقتل طفلي ميت سلسيل، ومثل أفعى سامة راح يتلوّى في برنامجه على قناة الشرق، وهو يعرض مشاهد من تظاهرات الفوضى التي خرجت أمس في القرية بتحريض إخواني، ما يؤكد أنها محاولة جديدة لاستنساخ قضية وتحويلها إلى أيقونة جديدة على طريقة خالد سعيد، لكن فات هؤلاء أن وعى الشعب بمؤامرات سابقة سيجهض محاولات مؤامرات مقبلة، رغما أنف الجماعة الإرهابية.