هشام عبدالله وأردوغان وسلة تفاح ديكارت!
السبت، 18 أغسطس 2018 11:48 ص
كشف القبض على الفنان الإخوانى الهارب فى تركيا هشام عبدالله عن متناقضات عديدة فى فكر الجماعة الإرهابية، والتى التزمت «أدب القرود» تجاه السلطة التركية، وكانت كل كتاباتهم عبر وسائل التواصل الإجتماعى مجرد استجداء للرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
بعض عناصر الأخوان زعموا أن «أردوغان» لم يكن على علم بعملية القبض على هشام عبدالله ،فيما ذهب آخرون إلى أن عناصر حركة فتح الله كولن هم من يقفوا وراء عملية الإعتقال بهدف إحراج الرئيس التركى وفق قولهم.
قارن بين ما يحدث عند القبض على أحد عناصرهم الإجرامية فى مصر، وما يتبعه من تطاول على الدولة المصرية، ورموزها ستكتشف أن الجماعة الإرهابية «تخاف ومتختشيش».
عوامل عديدة ساهمت فى التزام الجماعة الإرهابية الأدب بعد القبض على هشام عبدالله، لعل أبرزها وأهمها الحفاظ على «السبوبة» لانهم يدركون جيدا أن انتقاد الرئيس التركى أو السلطات هناك معناه الاعتقال الفورى، وهو ما يحدث يوميا بالقبض على المئات بزعم كونهم أعضاء فى حركة خدمة المعارضة.
الجماعة الإرهابية بالنسبة لأردوغان ليست إلا «كارت» سيحرقه قريبا ، فهم ليسوا إلا فصيل فى جماعات إرهابية يرعها الرئيس التركى اشد عنفا وتدميرا وسفكا للدماء من قبيل تنظيم داعش الإرهابى ومن على شاكلته.
الإخوان لن ينتقدوا «أردوغان» إلا إذا رفع يديه عنهم ، وطردهم من تركيا ، ساعتها لن تكتفى الجماعة الإرهابية بانتقاده ، لكنه سيسبونه ، ويتطاولون عليه، ويتجرون بمظلومية، أنهم ظلوا يعيشون فى تركيا مجبرين، ومرغمين، ورفضوا وقتها الحديث فلم يكن أمامهم خيار آخر.
يضحك الإخوان على انفسهم بزعم أن الرئيس التركى لم يكن يدرى عما وقع لهشام عبدالله ، فالمنطق يقول أن عناصر الجماعة الإرهابية يخضعون لرقابة من الأجهزة الأمنية التركية ، والتى لن يفوتها شىء كهذا ، فهذه الجماعة مجرد «مخدمتية» على مشروع السلطان العثمانى المزعوم .
ما تردد أن عملية القبض على هشام عبدالله يقف خلفها الهارب أيمن نور صاحب قناة الشرق ، فالمعروف أن الأول مفروض على الأخير من ممول قطرى كبير للقناة الإرهابية ، خاصة بعد أن ظهر خلافهم على العلن عقب أزمة العاملين الأخيرة فى القناة.
متى تفيق الجماعة الإرهابية من وهم كونها جماعة ملائكية ترفع المظلومية من أجل الوصول إلى غايتهم فى تدمير الدول وسفك الدماء بها بحجة إنهم تطبيق الشرع والذى هو مطبق بالفعل ولا يحتاج إلى أوصياء عليه من البشر .
متى تصارح الجماعة نفسها بكونها مجموعة من الإرهابيين تستخدمهم دول فى تنفيذ أجندتها ، وهم منساقون خلف هذه الدول دون تفكير ، أو مراجعات على حساب الأوطان العربية التى دمروها عقب أحداث 25 يناير.
هل سأل إخوانيا نفسه ، متى سنتوقف عن تحريض الشعوب لتحرف وتدمر ثرواتها ومقدارتها ؟ ، حتى لو اقتنع هذا الإخوانى فالأمر ليس بيده ، فكل الأسرار ومفاتيح اللعبة فى أيدى القادة الكبار بالتنظيم الدولى فهم الذين على صلة مباشرة بمن يديرونهم فى أجهزة المخابرات الدولية خاصة البريطانية.
لن يفوق اتباع الإرهابية ويقفوا على الحقيقة إلا إذا اتبعوا نظرية «ديكارت وسلة التفاح» والقيام بإخراج كل التفاح - المعلومات المسبقة من أدمغتهم- من السلة ،وفحصها معلومة معلومة، بشرط هام وهو ألا يعيدوا التفاحة- المعلومة- إلى أدمغتهم مرة أخرى إلا إذا تأكدوا وتيقنوا من مدى سلامتها.