هل تنجح موسكو في تكرار هدنة الغوطة؟.. روسيا تنظر لـ «إدلب» عبر ورقة التسوية
الخميس، 30 أغسطس 2018 04:00 ص
تسعى موسكو إلى تكرار ما فعلته في مدينة الغوطة الشرقية قبل أشهر، ولكن هذه المرة في مدينة إدلب السورية، في ظل استعدادات مكثفة يجريها الجيش السوري تمهيدا لتحرير تلك المدينة السورية من أيدي المجموعات الإرهابية.
ويعد أسلوب التسوية مع المسلحين، هي الطريقة التي تتبعها روسيا من أجل إقناع فصائل المعارضة بالخروج من المدن السورية تمهيدا لسيطرة الجيش السوري عليها، وهو ما حدث في الغوطة واليرموك، في ظل وجود تحذيرات من تدبير المجموعات الإرهابية في إدلب بمعاونة الغرب، لهجوم كيماوى جديدة في تلك المدينة.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن رئيس مركز المصالحة الروسي، أليكسي سيجانكوف، تأكيده أن أفرادا من الخوذ البيضاء نقلوا حمولة كبيرة من المواد السامة إلى مخزن في مدينة سراقب السورية يديره عناصر جبهة النصرة، متابعا: وفقا للمعلومات التي تلقاها المركز الروسي للمصالحة من عدة مصادر مستقلة في محافظة إدلب، تم نقل حمولة كبيرة من المواد السامة إلى مدينة سراقب من قرية أفس على شاحنتين كبيرتي الحجم، كما تم نقل جزء من الحمولة في براميل بلاستيكية بدون وضع علامات إلى نقطة أخرى في الجزء الجنوبي من محافظة إدلب لتنظيم استخدام الأسلحة الكيميائية واتهام القوات الحكومية في استخدام المواد السامة ضد المدنيين.
وذكرت الوكالة الروسية، أن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيجور كوناشينكوف، أشار إلى أنه من المتوقع أن يتم ضرب منطقة كفر زيتة في إدلب السورية، بقنابل سامة خلال اليومين المقبلين.
وفي ذات السياق، ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية، أن وزارة الدفاع الروسية تجري مفاوضات مع فصائل من المعارضة السورية وبعض الشيوخ في محافظة إدلب للتوصل إلى تسوية شبيهة بتلك التي أبرمتها في جنوب سوريا وقبلها في الغوطة الشرقية، موضحة أن هذه المحادثات تهدف إلى تحقيق تسوية سلمية في هذه المنطقة على غرار تسوية الأزمة في درعا والغوطة الشرقية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الإعلان عن مفاوضات مع فصائل في إدلب قد يكون في إطار الحرب النفسية التي تشنها روسيا وهدفها توجيه ضربات ضد تلك الفصائل المتواجدة في إدلب على غرار ما حصل في الغوطة الشرقية موضحة أن تواصل روسيا مع الفصائل في إدلب أمر متوقع باعتباره الخيار الأقل كلفة من شن عملية عسكرية واسعة، في ظل وجود ما بين 80 ألفا و100 ألف مقاتل في المحافظة التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى حاضنة للفصائل بجميع تلويناتها، بعد تهجير العشرات منهم من مناطق أخرى، كما أن تركيا لن تكون بعيدة عن هذه المحادثات باعتبارها الراعي للفصائل المقاتلة في المحافظة الحدودية معها.