حمدين صباحي يبدأ الرقص.. الناصري المتلون يستغل فضائح معصوم للترويج لدعوات الإخوان
الإثنين، 27 أغسطس 2018 09:00 م
«اعتقالات العيد» هاشتاج أطلقه مجموعة من شباب التيار الناصري، بعد القبض على السفير معصوم مرزوق و6 أشخاص آخرين، سموا إعلاميا «مجموعة مرزوق»، على خلفية بلاغات تتهمه بالتواصل مع جماعة الإخوان الإرهابية لزعزعة استقرار الدولة، والدعوة إلى دستور جديد، وإهانة القضاء، والتحريض على العنف والفوضى، وتشويه صورة مصر.
نيابة أمن الدولة العليا قررت حبس معصوم مرزوق، وستة آخرين (رائد سلامة ويحيى القزاز وعبدالفتاح سعيد ونرمين حسين وسامح سعودي وعمرو محمد) 15 يوما على ذمة التحقيقات، ينتمى أغلبهم إلى التيار الناصري.
حمدين صباحي، بعد 3 أيام من القبض على رفيقه ورجال من التيار الناصري، ظهر متحدثا بمؤتمر الحركة المدنية الديمقراطية وسط حضور لم يتجاوز العشرات، بعد «ضبابية» تسببت في اختفاء صباحي وعدم تعليق خلال تلك المدة، حتى أن صفحات التواصل الاجتماعي قالت إن حمدين باع رجاله.
دون المرشح الخاسر في رئاسة الجمهورية 2014، اليوم الإثنين، على هاشتاج «اعتقالات العيد»، مرفقا فيه كلمته أمس، والتي عارض فيها القيادة السياسية، معلنا دعمه صراحة لمبادرة «معصوم» الداعية لتظاهرات 31 أغسطس.
مبادرة إخوانية برعاية ناصرية
القيادي الناصري ليس وحده، بل جماعة الإخوان الإرهابية سخرت كافة قياداتها ولجانها الإلكترونية للحشد لتلك الدعوات والدعم لـ«مرزوق»، ما يؤكد وجود اتصال مباشر برجال تلك المبادرة.
عماد أبو هاشم، أحد حلفاء الإخوان في الخارج، والذين انشقوا عنها مؤخرا، قال إن مبادرة معصوم مرزوق إخوانية من الطراز الأول، وقال في مضمن منشوره على «الفيسبوك»، إن من واقع معاشرته لجماعة الإخوان الإرهابية عن قرب، تأكد له أن مبادرة «مرزوق» خارجة بأمر الجماعة.
وقال نصًا: «ما إن قرأتُ مبادرة السفير معصوم مرزوق التي طرحها مؤخرًا حتى شممتُ رائحتهم فيها و أدركتُ للوهلة الأولى القرائن و البراهين و الظروف و الملابسات التي تجعل من هذه المبادرة مؤامرةً إخوانيةً خالصةً».
ليس رجال الإخوان وحدهم، رجال التيار الناصري قالوا ذلك أيضًا، ولعل تصريحات نائب رئيس الحزب الناصري نور ندا، الأبرز، قال مخاطبا مرزوق: «أن تسافر للخارج وتجرى اجتماعات مشبوهة وغير معروفة وتعود منفردا ومطلقا مواقف سياسية غير متفق عليها وطنيا ومحاولا توريط الجماعة السياسية المصرية معك فهذا مرفوض».
تصريحات ندا، كشفت عن صراعات داخل التيار الناصري، بسبب علاقة حمدين صباحي ومعصوم مرزوق بسبب صلتهما بجماعة الإخوان الإرهابية، الأمر الذي أكدته مصادر ناصرية، قريبة من حمدين.
المصادر قالت أيضًا إن خروج مؤسس التيار الشعبي للحديث بعد أيام من القبض على رفيقه والرجل الثاني في التيار مسبقًا هي محاولة لغسل السمعة، التي طالته حول خذلانه لصديقه. وأكد ذلك قوله: «تحية احترام وتقدير وإكبار لمعصوم والقزاز وسلامة ومن سبقهم ومن سيلحقهم..هؤلاء جميعا أدوا عنا واجب الجهر بكلمة الحق، معصوم والقزاز ورائد رفاقي وشركائي في الحلم والسعي لتحقيقه، وأشهد أن كرامتهم واستقلالهم ونزاهتهم فوق كل الاتهامات المنحطة التي يكيلها لهم النظام وأبواقه في الإعلام».
علاقة الناصريين بالإخوان
العلاقة بين التيار الناصري والإخوان كانت أكثر قوة في الأيام الماضية، خاصة مع إعلان مرزوق عن مبادرته للنزول ضد القيادة السياسية في 31 أغسطس الجاري، وظهوره على قناة «مكلمين» مع المذيع الإخواني محمد ناصر للحديث عن مبادرته.
مصادر قالت إن هناك محاولات عدة لإيجاد تقارب بين الناصريين والإخوان ضد الدولة، وكانت المحاولة الأشهر الاجتماع الذي استضافه «منزل» أحد أشهر الصحفيين المصريين، بحضور أستاذ في العلوم السياسية وأعضاء مما كان يسمى بـ«ائتلاف شباب الثورة» وعضوين بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، وعدد من الشخصيات العامة الراعية للتقارب مع الجماعة الإرهابية.
اتفق المجتمعون بحسب المصادر على إيجاد سبل لتعميق التقارب والتواصل مع جماعة الإخوان الإرهابية، للاستفادة من قواعدها الجماهيرية، للحشد ضد النظام الحالي نظير عودة الجماعة الإرهابية للساحة مرة أخرى.
حمدين صباحي تحدث صراحة في كلمته أمس الأحد بما تدعو له الإخوان، وقال: «إن تغيير السلطة القائمة فرض على كل من يقدر عليه والوقوف ضدها واجب على كل مصري، فهذه سلطة المنكر، استبدادا وقمعا وتبعية ويجب على كل مصري الوقوف ضدها بقلبه ولسانه وبيده بما استطاع».
كلام حمدين اشتمل على تحريض صريح ضد الدولة، وقال إن المعارضة ستكون باليد في محاولة لإحلال الفوضى في البلاد -إن استطاع أنصاره لها- مضيفًا: «نحن لا حول ولا قوة لنا إلا بالله والشعب ونحن واثقون في الشعب، فالسلطة تضر بمصالح الشعب والدولة».
مدرسة واحدة في التحريض
الطريقة التي ظهرت بها مبادرة معصوم مرزوق الإخوانية والدعوة للنزول في 31 أغسطس، شبيهة الصلة بالمبادرات الإخوانية لزعزعة استقرار الدولة، آخرها (اتحاد الجرابيع) أو ما سمي «ثورة الجرابيع» والتي دعت للخروج ضد الدولة في 31 نوفمبر الماضي.
بالتتبع الإعلامي لتلك الدعوات، يتضح ظهورها فجأة قبل الأيام المقررة لها، وتحظى بحشد إلكتروني هائل من قبل لجان إلكترونية، وقنوات تلفزيونية تبث من الخارج.
مبادرة مرزوق، دشن لها الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج «أنا نازل 31 أغسطس»، ودون عليه رجال التيار الناصري بكثرة، بعدها استضافت قناة «مكملين» القيادي الناصري صاحب المبادرة، ليزداد الحشد كلما اقتربت عقارب الساعة من 31 أغسطس.
خروج حمدين صباحي الآن، خاصة بعد أشهر من اختفاءه، له احتمالات عدة، منها إحياء الدعوة للنزول 31 أغسطس المقبل، وهو ما ظهر صراحة في حديثه، كذلك غسل السمعة من «خذلان» رفيقه وهوا ما اتضح في قوله: «هذه سلطة فساد و استبداد وقمع وغلاء وتجويع ومن يريد أن يقف مع الشعب والدولة من واجبه أخلاقيا أن يقف ضدها».