لهذا كانت مبادرة معصوم مرزوق إخوانية.. كيف تتعامل الجماعة مع أنصارها؟
الإثنين، 27 أغسطس 2018 04:00 م
واصل عماد أبو هاشم أحد حلفاء الإخوان في الخارج، الذين انشقوا عن الجماعة فضح مبادرة السفير معصوم مرزوق وعلاقتها بالتنظيم، وكيف صاغت الجماعة تلك المبادرة ودفعت بمعصوم مرزوق للإعلان عنها.
قال أحد حلفاء الإخوان في الخارج، في تصريحات له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" إن المجتمع الإخواني ذو طبيعة عشائرية محكمة الإغلاق شديدة الصرامة، يتقوقع على ذاته داخل شرنقة صلبة من التقاليد والأعراف والمسلمات والأفكار المتوارثة عن حسن البنا مؤسس كهنوت العشيرة، و سواء أكانت هذه التقاليد والأعراف والأفكار والمسلمات قد صِيغت في شكل نصوصٍ مكتوبةٍ في رسائل البنا و سِيَرِ خلفائه من بعده أم كانت ضمن التعاليم السرية التي لقَّنها إلى دراويشه و مريديه فإنها ـ جميعًا ـ تشكل التلمود المقدس للأخوية العشائرية الذى يتسم بطابع الإلزام القسرىِّ المتساند إلى الحق المطلق للزعامة العشائرية المستمد من قداسة الحضرة الإلهية بموجب يمين الولاء و الطاعة الذى يحلفه الدرويش أو المريد على السمع و الطاعة ، بحيث يكون المارق عن هذا الكهنوت الإجبارىِّ حانثًا بيمينه منبوذًا عن الجماعة مطرودًا من رحمة الله .
وأضاف أحد حلفاء الإخوان في الخارج، أن العقلية الإخوانية ـ في إطار اللاوعى الجمعىِّ المُحكم للعشيرة ـ تدور في أنماطٍ و نماذج فكريةٍ محددة جامدةٍ لا تحيد عنها البتةَ قيد أنملة، كل الكائنات الإخوانية المتكيفة على الأجواء العشائرية المتطرفة و المُبرمَجَة عصبيًّا على مبدأ السمع و الطاعة ما هي إلا ذواتٌ مستنسخةٌ من الكائن الأول المؤسس أو ظلالٌ متطابقةٌ له، فالذوات الفردية للإخوان ذائبةٌ في الذات الكلية العشائرية للمجتمع الإخوانىِّ بشكلٍ غير متمايزٍ على نحوٍ يفقدها الهوية والتميز داخل الكتلة العشائرية، وهذا الذوبان و الانصهار الكامل في بوتقة الأيدولوجية الكهنوتية للإخوان يصنع لهم المفردات اللغوية التي يجترها الجميع و يرددونها ـ بلا وعىٍ ـ كالببغاوات و يحدد لهم المسارات الفكرية التي تسلكها عقولهم المُغيبَة ، و يؤطر النماذج و القنوات التي تَنصبُّ فيها مُخيلتهم الشاردة في شكل تصرفاتٍ و أفعال .
وتابع أحد حلفاء الإخوان في الخارج: «كنتاجٍ لمعايشتى ما يربو على الخمسة أعوامٍ ـ عن قربٍ و كَثَبٍ ـ تلك الأجواء العشائرية المغلقة للإخوان و كمحصلةٍ لمشاهداتى الخاصة و تجاذبى أطراف الحديث و النقاش و الجدال مع الطغمة المتزعمة حراكهم و استشارتى واضطلاعى بالصياغة القانونية لجل مشاريعهم الأفلاطونية الحالمة بالإضافة إلى ما كشفوه هم عن أنفسهم إما نتيجةً لخلافاتهم الداخلية المحتدمة و إما بسبب رعونتهم وغبائهم و عدم تبصرهم ـ فقد تسنى لى الإلمام بمفردات لغتهم الخاصة التي أصبحتُ بالتكرار أحفظها عن ظهر قلبٍ و انكشفتْ أمام ناظرىَّ أنماط و مسالك تفكيرهم العقيم و ألاعيبهم الصبيانية الساذجة و حيلهم الماكرة الخبيثة و أكاذيبهم و ضلالاتهم و منهاج صنع قراراتهم في حدود ما يسمح به أربابهم و ممولوهم».
واستطرد عماد أبو هاشم: «لذلك كان من اليسير على مثلى أن يُميِّز نتاج قرائحهم الشاذة عن غيره حتى و لو حاولوا ـ جهدهم ـ إخفاء بصمتهم أو طمس أثرهم أو تمويه هويتهم أو تغيير رائحتهم ، لقد صرتُ أحفظهم تمامًا ـ هم و مديروهم و ممولوهم ـ كأننى أقرأ في كتابٍ مفتوحٍ فأكسبنى ذلك تمرسًا و خبرةً فى تمييز مفردات لغتهم الخاصة و شم الرائحة المنبعثة من قطيع عشيرتهم و سماع أصوات همسهم ونجواهم و إدراك مقاصدهم و مراميهم و توقع أشكال حراكهم و ردود أفعالهم ، و ما إن قرأتُ مبادرة السفير معصوم مرزوق التي طرحها مؤخرًا حتى شممتُ رائحتهم فيها و أدركتُ للوهلة الأولى القرائن و البراهين و الظروف و الملابسات التي تجعل من هذه المبادرة مؤامرةً إخوانيةً خالصةً» .
يأتي هذا بعد أن كشف نور ندا، نائب رئيس الحزب الناصري، فضائح تلك المبادرة المشبوهة التي أطلقها السفير معصوم مرزوق، قائلا في تصريحات له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك":أن تسافر الخارج وتجرى اجتماعات مشبوهة وغير معروفة وتعود منفردا ومطلقا مواقف سياسية غير متفق عليها وطنيا ومحاولا توريط الجماعة السياسية المصرية معك فهذا مرفوض.