الأزهر يتهمهم بالتجرؤ على الله.. لماذا يقتل الآباء والأمهات أطفالهم بدم بارد؟

خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فوجئ المصريون بتواتر أنباء عن حالات قتل أطفال، كان الغريب فيها أن الآباء والأمهات هم القتلة. يبدو الأمر غريبا ومزعجا، لكنه يشير إلى أزمة ضخمة تحتاج للبحث.

في الدقهلية قتل أب طفليه بإلقائهما في إحدى الترع يوم عيد الأضحى، وفي المنيا ألقت أم ابنيها في ترعة على خلفية مشكلات وخلافات مع زوجها، فلقي أحدهما حتفه ونجح الأهالي في إنقاذ الآخر. تكرار هذه الوقائع الغريبة يشير إلى أزمات نفسية واجتماعية وأخلاقية، وربما يُعمق الشكوك في صلاحية بعض الناس للزواج والإنجاب،ويفتح الباب للتساؤل عن مصير هذه النوعيات من البشر أمام القانون والدين.

جريمة أب قتل طفليه بالدقهلية

حالة من الجدل أثارتها قضية مقتل طفلى الدقهلية محمد وريان على يد أبيهما محمود نظمى ، بمحافظة الدقهلية حيث تسببت فى غضب أهالى المحافظة نظرا لبشاعة الجريمة بعد أن ألقى بأطفاله داخل ترعة بناحية مدينة فارسكور.

انهار الأب المتهم أمام النيابة والتى استمعت إلى أقواله حيث واجهه رئيس النيابة بجميع دلائل إدانته وفيديوهات مسجلة له بمحطة البنزين، وتفاصيل مكالمته لزوجته الصادرة من تليفونه المحمول بمحافظة دمياط، ليعترف الأب بتفاصيل الجريمة،بل و قام بتمثيلها فى مسرح الجريمة.

تبين أمام مباحث مديرية أمن الدقهلية تورط الأب فى الجريمة بجود تناقضات فى أقوال الأب المتهم ،ليتضح كذب الرواية التى زعم خلالها قيام أحد الأشخاص بمقابلته داخل ملاهى ميت سلسيل، وقام هذا الشخص وفق رواية الأب بافتعال حجة معرفة سابقة له، ليجرى خطف الأطفال خلال اللعب من على الأرجوحة.

تبين أن الأب دخل أحد الفنادق بمحافظة دمياط، وذلك بعد أن اختفى من جنازة أولاده ما اثار الشكوك فيه أكثر،ليجرى ضبطه لينهار ويعترف بالواقعة انهار واعترف بارتكاب الواقعة عقب مواجهته ببعض الحقائق وتضييق الخناق عليه

أرجع الأب القاتل جريمته إلى مروره بظروف نفسية سيئة، وقد تم نقله إلى نيابة المنصورة الكلية فى حراسة مشددة للتحقيق معه، وسماع تفاصيل الواقعة.

أم تتجرد من مشاعر الأمومة و تلقى بطفليها فى بحر يوسف 

تجردت أم من مشاعر الأمومة لتلقى بطفليها فى ترعة بحر يوسف بالمنيا بعزبة الشيخ عيسى التابعة لقرية صفط الخمار، حيث نجا طفل رضيع فيما غرق شقيقه الأكبر وذلك بسبب خلافات مع زوجها بعد أن رفض أن تذهب لزيارة أسرتها.

تبين من تحريات المباحث أن هناك خلافات عائلية بين ربة منزل وزوجها ويدعى "رجب - ض" 33 عامًا، وأنها دائمة الشكوى من معاملته السيئة.

باشرت النيابىة التحقيقات بإشراف المستشار أحمد الفولى المحامى العام الأول لنيابات جنوب المحافظة وأمرت بيداع جثة المجنى عليه "محمد ضاحى" الطفل الكبير بمشرحة مستشفى المنيا العام.

ماذا قال الطب النفسى عن جرائم قتل الأطفال
 

 «هؤلاء الآباء الذين يقدمون على قتل أطفالهم يعانون من أمراض الأنانية والتوحد، لا يشعرون بالآخرين حتى وإن كانوا أقرب إليهم من أنفسهم، فلا ينظرون إلا فى راحة أنفسهم فقط، حتى فى الموت يروا أن موت أطفالهم سواء كان معهم أو بمفردهم سيريحه من هموم الدنيا».. هكذا تحدث الدكتور فتحى محمد، أخصائى الطب النفسى.

تابع الدكتور محمد فتحى :« بعض الآباء يحكم على أطفاله أن الموت سيريحه من الفقر وما شابه وكأنه آله على الأرض يعلم غيب ما ينتظر هؤلاء الأطفال».

ولفت الدكتور محمد، فى تصريحات  صحفية أن قتل الأب لأبنائه وزوجته ناتج عن أمراض عقلية شديدة، يتسم صاحبها بالشخصية النرجسية الأنانية التى لا تفكر إلا فى ذاتها فقط.

وحول الحل لمواجهة هذه الظاهرة شدد الدكتور محمد على:« ضرورة أن تتحرك جميع مؤسسات الدولة كالإعلام والأزهر والدراما والسينما، للتوعية بدور الأسرة وأهميتها، بالإضافة لأهمية أن يكون هناك تأهيل نفسى لكل الأسر».

جريمة قتل الأطفال فى القانون
 

 تنقسم عقوبة القتل فى القانون المصرى إلى 3 أنواع وفق الدكتور يوسف عمارة الخبير القانونى، والذى قال إنها تختلف كل واقعة منها عن الأخرى من حيث الأسباب والدوافع والعقوبة.

وتابع عمارة فى تصريحات صحفية أن القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ويكون فيه المتهم بيت النية وعقد العزم وإحضار أداة الجريمة ثم أرتكبها وتصل فيه العقوبة للإعدام شنقا، بينما فى جرائم القتل التى يقوم فيه المتهم بالقتل فى لحظتها بدون تحضير نية مسبقة تصل فيه العقوبة للمؤبد.

واضاف الخبير القانونى، أنه فى حالة القتل الخطأ دون قصد كما فى حوادث السيارات أو فى جرائم قتل الآخرى لم يكن يقصد فيه المتهم قتل المجنى عليه تصل العقوبة من شهر إلى سنة مع غرامة مالية.

الأزهر : الإعدام هو الحل 

فيما يكشف الدكتور عبد العزيز النجار، مدير إدارة الوعظ بالأزهر الشريف، عن سبب إبتعاد الآباء والأبناء عن السلوك السوى الذى يأمر به الدين والقرآن ويرجع ذلك إلى الغياب الشديد للوازع الدينى داخل الأسرة المصرية فى الآونة الأخيرة.

وتابع النجار:«حكم هؤلاء الآباء على أبنائهم بالموت لرحمهم من الفقر والضيق، ما هو إلا افتراء وتجرؤ على الله لا يؤيده أى دين كان فما بالك بالإسلام والرحمة التى يدعو بها خاصة للأطفال والنساء و يجب معاقبة هؤلاء القتلة بأقصى عقوبة، ويرى الجميع هذه العقوبة بشكل سريع ومباشر ».