لجنة حماية حقوق مستخدمي الاتصالات .. و"الحلم الضائع"
الأحد، 26 أغسطس 2018 03:54 م
إذا كانت لديك مشكلة مع إحدى شركات الاتصالات فليس لديك سوى اختيارات محدودة، أبرزها اللجوء للشركة نفسسها ومحاولة شرح المشكلة والوصول لحل يرضيك، في الغالب ستفشل مجهوداتك وستبدأ في البحث عن حل آخر، وقتها سيكون لديك خيار اللجوء للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وهو الجهة المعنية بتنظيم العلاقة بين المستخدم ومقدم الخدمة، وفي الغالب أيضا ستفشل مجهوداتك في الوصول لحل يرضيك.
ماذا تفعل في تلك الحالة ؟
غالبية المستخدمين الذين يواجهون مشاكل مع شركات الاتصالات يلجئون الآن إلى صفحات التواصل الاجتماعي والضغط على الشركات بواسطة المنشورات التي يشرحون فيها المشكلة، وهي الطريقة الأكثر فعالية وفي الغالب تهتم الشركات بها وتقوم بحل المشكلة.
جهاز تنظيم الاتصالات يضم بداخله لجنة تسمى "لجنة حماية حقوق المستخدمين"، وتلك اللجنة تضم في تشكيلها كوكبة من الأسماء المرموقة، منهم وزراء سابقين مثل أسامة هيكل وأحمد زكي بدر، وكتاب وإعلاميين مشهود لهم بالكفاءة مثل أسامة كمال وياسر رزق وعبد اللطيف المناوي وصلاح منتصر وكمال ريان، بجانب الخبراء التقنيين وعلى رأسهم الدكتور خالد شريف مساعد وزير الاتصالات السابق.
تلك اللجنة تم إنشائها بالأساس من أجل المستخدم، ومن أجل الحفاظ على حقوقه الضائعة، ومراقبة أداء شركات الاتصالات وتقييمها بشكل دوري للوقوف على أوجه القصور ومطالبتهم بتحسين الخدمة.
اللجنة بتشكيلها الجديد الذي صدر عام 2017 لم تجتمع سوى مرة واحدة فقط !!
هل هذا أمر يعقل؟
هل يوجد ما يعرقل عمل اللجنة ؟
هل تقوم اللجنة بدورها على الورق فقط دون أن يكون لها دور حقيقي على أرض الواقع؟
جميعها أسئلة لا أجد لها إجابات وأتمنى أن يخرج علينا مسؤولي الجهاز بالرد على تلك الاستفسارات حتى لا يذهب عقلي إلى تفسير الأمور بشكل سلبي.
أطالب الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإعادة اللجنة للانعقاد، باعتباره رئيسا لمجلس إدارة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وأطالبه بمنح اللجنة كافة الصلاحيات التي تحتاجها من أجل تحقيق "الحلم الضائع" وهو وجود جهة قوية قادرة على بحث مشاكل مستخدمي الاتصالات ومساعدتهم على الوصول لحلول مرضية.
كما أطالب أعضاء اللجنة المحترمين بالتمسك بحقهم في ممارسة مهامهم بالشكل الذي نص عليه قانون تأسيس اللجنة، وإلا فأرجو منهم التقدم بالاستقالة فورا حتى لا يفقدوا احترام المستخدمين لهم.
رسائل قصيرة
# لا أعرف طريقة تفكير المسؤولين عن خدمة الفيديو عند الطلب الشهيرة "نتفليكس"، ولا أستطيع تفسير قراراتهم الأخيرة المتعلقة باختبار ظهور المحتوى الإعلاني للمستخدم، لك أن تتخيل قرار شركة "نتفليكس" التي تعد أشهر منصة لعرض المحتوى الترفيهي بنظام الاشتراك الشهري باللجوء للإعلانات على منصتها من أجل زيادة الأرباح !! ، هل يتخيل مسؤولو الشركة أن فكرة عرض الإعلانات ستجني لهم أرباحا؟ أعتقد أنهم سيخسروا عددا كبيرا من المستخدمين الذين يبحثون عن محتوى خال من الإعلانات، إنه فن البحث عن الفشل يا سادة.
# زيارة الوزير عمرو طلعت للمنطقة التكنولوجية ببرج العرب تؤكد لي أن فكرة "المناطق التكنولوجية" تلقى دعما سياسيا وحكوميا كبيرا، ولا مجال للحديث عن فشل الفكرة، ولكن الأمر يحتاج لإدارة جيدة تستطيع العبور بهذا الملف لبر الأمان، وفي نفس السياق جاءت قرارات الوزير باختيار دماء جديدة وإجراء تعديلات إدارية على شركة "واحات السليكون" المسؤولة عن إنشاء المناطق التكنولوجية، بجانب اختيار السيدة شيرين الجندي بمنصب مستشار الوزير لشؤون المناطق التكنولوجية، الخير قادم بإذن الله.
# منذ أيام قليلة أعلنت المملكة السعودية عن نجاحها في تقديم خدمات الاتصالات بشكل ممتاز لحجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج 2018 ، أدعو الله في تلك الأيام المفترجة أن يكون لدينا خدمات اتصالات قوية نفتخر بها امام العالم بأكمله مثلما فعلت المملكة.