جودة خدمات الاتصالات في مصر!!.. أحسن ما نبقى زي "كوبا"

الأحد، 22 يوليو 2018 02:51 م
جودة خدمات الاتصالات في مصر!!.. أحسن ما نبقى زي "كوبا"
تامر إمام يكتب:

 
 
أعلم جيدا أن هناك حالة من عدم الرضا تنتاب غالبية مستخدمي الاتصالات في مصر، البعض يمتعض من تراجع مستوى جودة الخدمة، والبعض الآخر يشعر بالإحباط بسبب عدم صدق شركات الاتصالات في وعودها السابقة بأن الخدمة ستصل لمستوى متميز بعد إطلاق تكنولوجيا الجيل الرابع 4G.
 
دعوني هنا أن أذكر واقعتين قد نصل من خلالهما لردود على استفسارات العملاء بشأن جودة الخدمة:
الموقف الأول، كنت أتناقش مع أحد الخبراء بقطاع الاتصالات، وسألته عن سبب ضعف خدمات الاتصالات في مصر، فضرب لي مثالا بسيطا وقال "لو أسرتك مكونة من 4 أفراد، وقاعدين عشان تاكلوا وفجأة جالكم ضيوف عددهم 4 أفراد آخرين، طبعا هيقعدوا ياكلوا معاكم، وقتها هتكون مضطر إنك تقسم الأكل على 8 أفراد بدلا من 4، وبالتالي نصيب كل فرد سينخفض إلى النصف، والحل المناسب هنا هو أن تقوم بجلب طعام إضافي حتى لا يشعر الجميع بنقص الطعام، وإذا قمنا بتطبيق هذا المثال على قطاع الاتصالات، فالضيوف هم المستخدمين الجدد الذين ظهروا في السنوات الأخيرة، أما الطعام فهو الترددات التي تعتمد عليها الشركات لعمل التغطية اللازمة بمختلف أنحاء الجمهورية".
المثال السابق يوضح لنا مدى أهمية الترددات، فلكي تقوم الشركات بتحسين الخدمة يجب أن تحصل أولا على ترددات كافية لاحتضان هذا الكم الهائل من المستخدمين الجدد، هل من المعقول أن تقوم الشركة بتقديم الخدمة بكفاءة لـ 20 مليون مشترك، ثم نطلب منها تقديم الخدمة بنفس الكفاءة لـ 40 مليون مشترك بالرغم من ثبات حجم الترددات المتاحة لها ؟!
الترددات في مصر يتم إتاحتها من جانب الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، بالتنسيق مع عدة جهات سيادية، وأعلم جيدا أن هناك جهودا كبيرة لإتاحة المزيد من الترددات لشركات الاتصالات، خاصة وأن تلك الترددات يتم بيعها بمبالغ كبيرة تصب في مصلحة الخزانة العامة للبلاد، لذلك أشعر بالتفاؤل أن الفترة المقبلة ستشهد تحسنا ملحوظا في الخدمة بمجرد توفير ترددات جديدة.
 
أما الموقف الثاني، فيتعلق بخبر قرأته منذ أيام قليلة، يتحدث عن سماح القيادة السياسية في جمهورية "كوبا" باستخدام الإنترنت عبر الموبايل، أخيرا وبعد سنوات طويلة من المنع !!
بالفعل ظلت كوبا بدون إنترنت، إلى أن تم السماح باستخدامه داخل بعض الجهات والمؤسسات، ثم تقرر السماح باستخدام الإنترنت في المنازل، ومؤخرا تم السماح باستخدام "الموبايل داتا" ولكن لفئة محددة أيضا، وقد يتم إتاحته لمختلف المواطنين بنهاية العام، حيث نقوم حاليا الشركة الوطنية للاتصالات في كوبا بتدشين شبكة للاتصالات بتقنية الجيل الثالث، وترى الحكومة في كوبا أن إتاحة الإنترنت عبر الموبايل للجميع قد ينتج عنه اضطرابات سياسية ونشر للبلبلة !!
إيه رأيكم بقى يا مصريين؟ أنا بقول نرضى بجودة الخدمة المتاحة حاليا في مصر، وأهو أحسن ما نبقى زي "كوبا".
 
رسائل قصيرة
 
# أول قرار مؤثر للوزير الدكتور عمرو طلعت هو إعادة عصام الصغير لرئاسة هيئة البريد، أراه قرارا موفقا للغاية، واستنادا إلى الأرقام سنجد أن "الصغير" نجح في ميكنة العديد من الخدمات البريدية، بجانب تحويل الهيئة من الخسارة للربح، ولكن الرهان خلال الفترة المقبلة هو دخول مجال المنافسة مع الشركات العالمية في مجال النقل اللوجيستي، بجانب استكمال منظومة تدريب وتأهيل موظفي البريد وتمكينهم من التعامل مع المواطن بشكل احترافي، كذلك ضرورة التنافس مع البنوك وإثبات أن البريد قادر على العودة مجددا ليكون "البيت الأمين" الذي يلجأ إليه المصريون لتخزين مدخراتهم.
 
# الصراع الدائر حاليا بين الاتحاد الأوروبي وشركة جوجل الأمريكية، قد يغيّر شكل سوق الهواتف الذكية خلال الفترة المقبلة، فالتصريح الذي خرج به ساندر بيتشاي الرئيس التنفيذي لجوجل يلمح إلى احتمالية فرض رسوم على مستخدمي نظام أندرويد، وهو ما قد يدفع الشركات المصنعة للهواتف الذكية إلى تطوير أنظمة تشغيل خاصة بهم، أعتقد أن هذا الأمر سيأخذ وقتا طويلا ولكنها خطة قادمة لا محالة.
 
# بمناسبة الحديث عن سوق الهواتف الذكية، فقد لاحظت إحدى الدراسات السوقية الخاصة بمصر والتي تشير لاستمرار سامسونج على صدارة العلامات التجارية للهواتف الذكية من حيث المبيعات، ولكن الملاحظة الهامة هي استمرار الزحف الصيني، حيث تواجدت 3 شركات صينية ضمن أكبر 5 علامات تجارية داخل مصر، وهذا دليل على أن المستهلك المصري بات يبحث عن مميزات جيدة وسعر مناسب، بدلا من الخوف من كلمة "صنع في الصين".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق