الخيانة أسلوب حياة.. قطر الحمدين تتجه للأعداء برًا وجوًا وتتحدى دول المنطقة
الأحد، 26 أغسطس 2018 01:00 م
سياسات غادرة تنعكس جليًا من إختيارات النظام القطري لحلفاءه، فبدلًا من السعي إلى حل أزمته مع محيطه العربي ودول مجلس التعاون الخليجي، يستمر في التعنت تجاه قائمة المطالب العربية التي من شأنها حل الموقف إنهاء الأزمة، متجهًا إلى دول طالما كانت سببًا في عدم استقرار المنطقة وتهدف إلى تهديد أمنها القومي.
ويبدو أن تنظيم الحمدين - حكومة قطر - وصلّ إلى النقطة التي يجب فيها إعلان موقفه بوضوح، مدركًا أن سياسة اللعب على جميع الأوتار لن تُجدي نفعًا في الوقت الحالي، وخاصة مع إشتعال الأوضاع بالنسبه لحلفاءه حيث تركيا وما تعانيه من إنهيار في عملتها الوطنية (الليرة)، وأزمتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب إستمرار إعتقالها للقس الأمريكي، آندرو برونسون، وأيضًا إيران وما تُعانيه جراء إعادة العقوبات الأمريكية الاقتصادية وإلغاء الاتفاق النووي الإيراني، إضافة إلى احتجاجات داخلية شبه مستمرة منذ نهاية العام الماضي (2017).
اقرأ أيضًا: «انت مع مين فيهم».. قطر الحائرة بين إرضاء «أردوغان» وواشنطن
24 ساعة كشفت خلالها وسائل الإعلام المختلفة عن خطوات قطرية تعلن بموجبها التوجه الرسمي إلى أعداء المنطقة التاريخيين لمواجهة الأشقاء، بشكل يحمل ضمنيًا استمرار دعمها لكل ما يضُر أمن واستقرار المنطقة، ويعكس بوضوح سياساتها المغايرة عن باقي دول المنطقة، وهو ما يؤكد وجهة نظر الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) عندما إتخذت قرارها بمقاطعة الدوحة دبلوماسيًا وتجاريًا في 5 يونيو من العام الماضي (2017)، إثر ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب وضرب إستقرار وأمن المنطقة.
وأعلن مساعد رئيس مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، هادي حق شناس مساء السبت، عن طلب قطري بتفعيل الملاحة بين طهران والدوحة، من خلال تنشيطها بين مينائي بوشهر الإيرانية وحمد الدولي في الدوحة. ويأتي ذلك الطلب بعد ما يقرب من ساعات من فضح الصحافة الإسرائيلية بحسب عدد من وسائل الإعلام العربية والخليجية عن عرض الدوحة بإنشاء مطار بالقرب من إيلات الإسرائيلية، بشرط إقامة رحلات جوية بينه ومطار حمد الدولي في الدوحة.
اقرأ أيضًا: استمرار انهيار مشاريع تنظيم الحمدين.. قطر تلجأ لإيران بعد فشل ميناء حمد الدولي
ويرى المحلل السياسي السعودي والكاتب حسن مشهور أن تلك الأخبار المتدولة حول سياسات قطر الحمدين وإرتماءها شبه الكلي في أحضان إيران وإسرائيل، لم يكن مفاجأة بالنسبة له وغيره من الخبراء السياسيين، على حد تعبيره، موضحًا في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «المتابع الجيد لسير الأحداث في قطر وتحديدًا منذ انقلاب حمد الأمير السابق لقطر في عام 1995، على والده خليفة الذي كان يعتبر حينذاك الحاكم الشرعي لقطر، يرى أن هذا النظام اعتاد السير باتجاه متباين مع التوجه العروبي لباقي دول المنظومة العربية؛ بل ويتبنى أجندات معادية وداعمه للإرهاب والتطرف الديني وتحديدًا لجماعات الإسلام السياسي التي تسعى للإضرار بأمن واستقرار وبمصالح الدولة العربية، وعلى الرغم من تنازل الحاكم السابق لهذا النظام وأعني به حمد بن خليفة لولده تميم، إلا أننا قد أصابتنا جميعًا كعرب الدهشة حين وجدنا هذا الأخير يسير على نفس المنوال التآمري لوالده، فهو وعلى سبيل المثال بعد توليه السلطة في قطر استمر في تقديم الدعم لجماعة الإخوان الإرهابية بمصر حتى أوصلها لسدة السلطة لتتسلط لاحقًا على الشعب المصري وتأخذ مصر نحو نفق مظلم لا يعلم منتهاه سوى الله.. بالإضافة لتمويله العديد من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة للإضرار بالمصالح العربية في السعودية والبحرين ومصر وغيرهم».
وقال «مشهور»: «هاهو النظام القطري المنسلخ عن عروبته وانتماءه ، تتردد أخبار عن نيته مد جسور التعاون بين أشهر موانيه وموانئ نظام طهران الذي يسعى كذلك على الدوام لمد يديه في الشأن الخليجي في محاولة منه لزعزعة الأمن في هذه المنطقة الحيوية من العالم؛ بل أكثر من ذلك، تتردد أنباء شبه مؤكده عن نية نظام تميم في تشييد ميناء جوي بإيلات تمهيدًا لبدء خط رحلات طيران بين قطر واسرائيل، في حين أن نظام قطر يعي جيدًا بأن اندفاعه باتجاه مغاير للاتجاه العربي العام ومد يده لأعداء العرب التاريخيين لن يأتي عليه مستقبلًا بخير، فمثلًا نظام طهران ما أن ستتاح له فرصة تاريخية فيما بعد؛ سيُسارع لابتلاع قطر في يوم وليلة».
وتابع المحلل السياسي السعودي بأن «مكان قطر الحقيقي في تخليها عن تعنتها السياسي وعودتها معتذرة ومكفرة عن أخطائها التاريخية بحق جيرانها العرب.. هذا إن كانت تنشد صالحها الوطني وصالح مواطنيها والحفاظ على مقدراتها الوطنية».