ما تخفش على محفظتك.. السر وراء اختفاء «النشالون» من الشوارع

الأحد، 26 أغسطس 2018 02:00 ص
ما تخفش على محفظتك.. السر وراء اختفاء «النشالون» من الشوارع
صورة أرشيفية - عملية سرقة

 

ربما لم يلاحظ أحد أنه خلال السنوات القليلة الماضية، اختفى النشالون بشكل كبير من مناطق الزحام والمواصلات العامة، بعدما سببوا صداعا كبيرا في رأس الأجهزة الأمنية، حتى أن وزير الداخلية الأسبق اللواء النبوى إسماعيل شكل إدارة خاصة لمكافحة جرائم النشل.

 

لكن ترى ما السر وراء اختفاء «النشالون»؟ خبراء أمنيون يكشفون لـ صوت الأمة سر اختفاء النشالين من الشوارع والمواصلات العامة:

 

اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق، قال إن نشاط النشالين ظهر بشكل كبير خلال نهاية سبعينيات القرن الماضي وحتى أوائل الثمانينيات، وكانوا يحملون معهم أسلحة بيضاء سواء «موس» أو «مطواة»؛ لتسهل عملية هروبهم في حالة اكتشاف جريمتهم، قبل اختفائهم من مسرح الأحداث، وكانوا يعتمدون على نشل محافظ الرجال وسرقة شنط السيدات بنظام المغافلة، وكانوا يعتدون على الضحايا في حالة محاولة الإمساك بهم حتى يتمكنوا من الهرب.

 

وأضاف نور، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم السبت، أنه في عهد وزير الداخلية الأسبق اللواء النبوى إسماعيل، الذي ترأس وزارة الداخلية في الفترة ما بين عام 1977 وحتى 1982، ارتفع معدلات النشل بشكل كبير، ما دفعه إلى تشكيل شرطة لمكافحة جرائم النشل في المواصلات العامة، وخلال تلك الفترة اعتدى بعض النشالين على رجال الشرطة وأصابوهم بإصابات بالغة قبل القبض عليهم.

 

وتابع: «تلك الواقعة دفعت اللواء إسماعيل إلى عقد اجتماع مع القيادات ورجال الشرطة، وطلب منهم ضرورة التصدي بما يمليه عليهم القانون في حالة التعرض لأذى من جانب هؤلاء النشالين، وبعدها بدأت معركة حامية الوطيس بين النشالين ورجال الشرطة، حتى تمكن الجهاز من القبض على عدد كبير منهم وصدرت أحكام قضائية رادعة ضدهم».

 

وأضاف نور، أن النشالين لم يختفوا ولكنهم غيروا نشاطهم، فقديمًا كان النشال يسرق 10 جنيهات من داخل محفظة أو شنطة يد، وربما يسرق محفظة ويتبين له فيما بعض خلوها من أي مبالغ مالية، وذلك رغم ارتفاع معدل الخطورة الذي يتعرض له خلال عملية النشل، التي قد تلقى به في يد المواطنين الذين يفتكون به ضربًا قبل أن يسلموه لأجهزة الشرطة، ويتنقل بين ساحات القضاء ويصدر عليه حكمًا بالسجن يصل لـ 3 سنوات، وكل ذلك من أجل حفنة جنيهات.

 

وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن هناك عوامل أخرى ساهمت في الحد من جرائم النشل، من بينها الجهود الأمنية المكثفة للقبض على المتورطين في تلك القضايا وملاحقتهم أمنيًا، فضلًا عن تطور وسائل النصب والنشل والاحتيال، التي لم تعد تقتصر على عمليات السرقة والنشل داخل المواصلات ووسائل النقل، وتخطتها لتشمل وسائل أخرى ذات معدل منخفض من الخطورة، كالنصب الإلكتروني والاحتيال وغيره من الجرائم.

 

بدوره، قال اللواء عبد الرحيم سيد الخبير الأمني، إن النشال هو شخص يقوم باختلاس المال من صاحبه خفية، لذلك هو شخص صاحب موهبة وقدرة فائقة على السرقة والنشل وخفة اليد وهو أشبه بالساحر، أما مناطق عمله فهى المواصلات المزدحمة ومناطق التجمعات، وفى الفترة الحالية فإن معظم ركاب المواصلات العامة التى تتسم بالازدحام من الطبقات الفقيرة والمعدمة التي لا تملك شيئا يستحق السرقة، والمجرم لن يعرض نفسه للخطر من أجل حفنة جنيهات.

 

وأضاف عبد الرحيم، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم السبت، أن هناك وسائل أخرى لجأ إليها النشالون تزامنت مع التطور الذي شهده العالم وتأثرت به مصر خلال العقدين الماضيين، فظهر قطاع الطرق والنشالين الذين يستخدمون منطق القوة في الحصول على ما في يد الغير، وهو ما يعرف حاليًا بالـ «سرقات بالإكراه».

 

وتابع: «بعض النشالين اتجهوا إلى أنشطة أخرى أكثر ربحية من عملية النشل، كالنصب والاحتيال وسرقة السيارات وغيرها من العمليات غير المشروعة التي تدر عليهم مبالغ مالية كبيرة، لا يمكن مقارنتها بالمبالغ الزهيدة التى يحصلون عليها جراء عمليات النشل».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق