أبطال تركيا أصبحوا خونة.. لماذا اعتقلت أنقرة الطيار الذي أنقذ أردوغان ليلة الانقلاب؟
السبت، 25 أغسطس 2018 03:00 م
تناقض كبير تتبعه الإدارة التركية في الوقت الراهن في التعامل مع قضية اعتقالات الجيش، فمن لقبته السلطات التركية بالبطل في السابق وأعطته أوسمة تخليدًا لدوره الوطني، اعتقلته الآن في مشهد يوضح مدى التخبط الذي تنتهجه تركيا.. ويطرح سؤالًا مهمًا حول هل هؤلاء أبطال أم خونة؟.
وفي تقرير رصد ظاهرة إقصاء عدد كبير من الضباط والجنرالات عن الجيش في تركيا والذين كانت تقلبهم السلطات التركية أبطالًا في الماضي ساهموًا في التصدي لمحاولة الانقلاب، نقلت سكاي نيوز اتهام السلطات التركية لبعض من شاركوا بوضوح في إنقاذ الرئيس رجب طيب أردوغان، والذي كان آخرهم الطيار الذي قاد طائرة أردوغان من مرمريس إلى إسطنبول، والذي كانت صحف موالية للحكومة قد وصفته بـ «البطل الشجاع».
وكانت الصحفية مويسر يلديز قد رصدت في تقريرًا لها كتبته لموقع Odat، أمثلة عديدة عن عسكريين ساهموا في إفشال الانقلاب وفقا للسلطات التركية، لكنهم بعد ذلك تعرضوا للاعتقال، حث أكدت أن من بين هؤلاء براق أكين، أحد حراس قائد القوات البرية، الذي أصيب في تبادل لإطلاق النار أثناء دفاعه عن قائد القوات البرية الذي حاول المناهضون لأردوغان خطفه أو قتله.
ورغم ما يثار حول هذه القضية من جدل واسع لاسيما وأن السلطات التركية كانت قد أعطت أوسمة لبعض من هؤلاء العسكريون على خلفية مساهمتهم في إفشال التحرك العسكري لم تصدر الحكومة التركية أي تعليقًا عن أسباب اعتقال هؤلاء الضباط في الوقت الراهن ما أثار الغموض حول هذه القضية بصورة واسعة.
وما زاد القلق لدي كثيرون هو تعدد هذه الحالات فيما أشبه بالانقلاب الأردوغاني على حلفاءه السابقين، فقضية براق أكين هي الأخرى كانت مثيرة للاستغراب، حيث زار عدد من الوزراء الضابط أكين في منزله بعد تماثله للشفاء، وقلده أردوغان وسام الشجاعة عن بطولاته لإفشاله محاولة الانقلاب، لكن براق فوجئ بطرده من الجيش في آخر قرار صدر عن الحكومة السابقة، قبل أيام من إعلان رفع حال الطوارئ، دون إبداء أية أسباب.
ضابط آخر عرف باسم حركي هو «عبد الله»، كان من ضمن الضباط الذين وقعوا تحت الاعتقال مؤخرًا، فعلى الرغم من الحكايات التي اعقبت الانقلاب بأنه كان شاهد سري في عدة قضايا، قدم خلالها شهادات ضد متهمين بالانتماء إلى حركة الخدمة الذي تتهمه الحكومة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، فوجئ مؤخرًا بطرده هو أيضا من الجيش في قرارات الشورى العسكرية الأخيرة.
وعلق حساب نبض تركيا على موقع تويتر على هذه الاعتقالات المثيرة للتساؤلات وقال :«نظام أردوغان يفصل جنرالات عن الجيش بتهمة الانتماء إلى حركة الخدمة بعد أن أعلنهم أبطالا منعوا الانقلاب الفاشل.. إنهم يسخرون بعقول الناس»، على حد تعبيره.
ولكن بعض الخبراء توقعوا أن يكون هؤلاء الضباط لديهم معلومات وأسرار قيمة عن محاولة الانقلاب قد تدين حزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس التركي أردوغان، ما أدى في النهاية إلى اعتقالهم قبل أن يفشوا بهذه الأسرار.