حتى إسبانيا لم تسلم من إرهاب قطر.. كيف نشرت الدوحة التطرف بإقليم كتالونيا؟
السبت، 25 أغسطس 2018 02:00 ص
تمكنت إمارة قطر من التسلل إلى إسبانيا من خلال تمويل مساجد ودور عبادة خاصة بمقاطعة كتالونيا، ما أدى إلى انتشار الإرهاب والفكر المتطرف، وبدأ الإقليم الإسبانى فى حصد ثمار دعم الدوحة للإرهاب والتطرف، ووفقا لعدة دراسات من معهد إلكانو الملكى، وتأكيدا لمصادر بوزارة الداخلية الإسبانية، أصبحت كتالونيا أكثر عرضة لخطر المعاناة من الهجمات الإرهابية.
وجاء فى تقرير لصحيفة «تيلى ثينكو» الإسبانية، أن نحو 25% من الإرهابيين المعتقالين والقتلى فى إسبانيا فى الفترة من 2013 إلى 2017 كانوا يعيشون فى إقليم كتالونيا، حتى الإرهابى الذى قتل أمس فى إسبانيا بعد الهجوم الإرهابى على مركز شرطة وهو يردد «الله أكبر» كان يعيش فى منطقة كورنيلا بإقليم كتالونيا، ما يثير القلق من تحول الإقليم إلى وكر للإرهاب القطرى بأوروبا.
اقرأ أيضا: وسائل إعلام ليبية تكذب واقعة أضاحي تميم «الإعلامية»: الحمدين يكذبون كما يتنفسون
ووفقا لتقرير «تيلى ثينكو» الإسبانية، فإن عدد من مسلمى كتالونيا ينضمون إلى مجموعات مختلفة من السلفيين، وهى الحركة التى تجمع أتباع تنظيم القاعدة وأنصار تنظيم داعش الإرهابى، موضحة أن المعتقلين والقتلى من الإرهابيين على أيدى الشرطة الإسبانية ممن ارتكبوا أعمالا إرهابية أو شاركوا فى أنشطة متطرفة بلغ عددهم فى الفترة من يناير 2013 حتى سبتمبر 2017 إلى نحو 230 شخصا.
كما أشار التقرير إلى أن الحركة التى تنمو ببطء فى كتالونيا هى «السلفية» التى تعد أكثر التيارات راديكالية فى الإسلام، حيث يتشدد معظم أتباعها إلى درجة تجعل منهم إرهابيون، موضحا أن هناك نحو 1260 مركز عبادة إسلامى بإسبانيا بينهم نحو 100 مرتبطين بـ«السلفية»، و80 آخرين يتبعون أفكارا متطرفة وإرهابية، مؤكدًا أن 6 من بين الـ10 أئمة الأكثر تشددا منذ عام 2010 فى كتالونيا، وأن 4 سلفيين من أصل 10 إرهابيين فى إسبانيا بكتالونيا فقط.
التقرير الذى نشرته صحيفة «تيلى ثينكو» الإسبانية، أكد أيضا أن ما يثير القلق فى كتالونيا هم المغاربة والباكستانيين إلى جانب عدد آخر من دول جامبيا والجزائر والسنغال، مشيرة إلى أن ذلك يساعد على خلق خلايا وشبكات ومجموعات من الأشخاص الذين يتعاطفون مع منظمات إسلامية متطرفة، بل ويدعموهم نحو التطرف والإرهاب. وقال التقرير إن هناك إرهابييون ظهروا جراء التحالف مع تنظيمى القاعدة وداعش، وهناك من نشأ بفضل الحرب الأهلية الجزائرية فى التسعينات، إلى جانب دور الصراعات المختلفة فى العراق وإيران وسوريا واليمن.
اقرأ أيضا: قطر تواصل خيانتها وتتعهد لإسرائيل بضرب المصالحة الفلسطينية وإلغاء حق العودة
فيما أكدت صحيفة «لاراثون» الإسبانية، إن مصادر بمكافحة الإرهاب بإسبانيا أكدت أن رجال أعمال قطريين يدعمون أئمة المساجد ذات الطابع السلفى المتشدد فى كتالونيا، وهى عبارة عن 250 مسجدا منها 80 ببرشلونة، موضحة أن الشرطة الإسبانية أكدت أن قطر تمول تنظيم داعش الإرهابى أيضا، بالإضافة لتجنيدها عناصر منظمات فى كتالونيا منها «الإخوان»، من أجل ضمها لتنظيم داعش الإرهابى، ومن ثم السفر إلى الدول العربية مثل «سوريا والعراق».
كما أوضحت الصحيفة أن «الإخوان» يستهدفون تحقيق دور فعال ونشط بالمجتمعات الإسلامية فى إسبانيا، متخذة من رسالة نشر الثقافة الإسلامية غطاء لأعمالها المتطرفة، حيث تستهدف نشر العنف والتطرف فى إسبانيا بطريقة شبه سرية، ونقلت الصحيفة قول إمام يدعى «محمد عطولى» يسيطر على عدة مساجد بمنطقة «كوستا برافا فى سالت»، حيث أكد «أن المساجد بتلك المنطقة ساهمت بنصف مليون يورو» وأن هذا المبلغ جاء من تبرعات المؤمنين، وهو ما دعى الخبراء للتشكيك فيه، لأن المبلغ كبير جدا بالنسبة لعدد المسلمين بتلك .
وكانت صحيفة «الموندو» الإسبانية، أشارت فى تقرير لها، إلى أن تلك المنظمات المشبوهة تعيش فى مجتمع منفصل أو مواز للديمقراطية، كما يحدث بالأقاليم المستقلة بـ«سبتة» و«مليلة»، ما يجعل الوضع قابل للانفجار، حيث يأتى ذلك فى ظل رفع إسبانيا أعلى درجات الحذر خاصة بعد هجمات 11 مارس الإرهابية فى 2011، كما أن الأمر أصبح أكثر صعوبة بعد تكثيف داعش هجماتها فى العديد من البلدان العربية.
اقرأ أيضا: العايبة تلهيك وتجيب اللي فيها فيك.. كيف حاول قطر أن تنفي تطبيعها مع إسرائيل؟
«الموندو» الإسبانية، أكدت أيضا أن ذلك كله يحدث بسبب التمويل القطرى المباشر للإرهاب فى العالم، وخاصة فى كتالونيا، مشيرة إلى أن قوات الأمن حددوا تلك المنظمات الإرهابية التى تحصل على قواتها ودعمها وتمويلها من قطر تحت غطاء «تعاليم القرآن الكريم»، موضحة أن أحد أهم المراكز التى يتواجد بها عدد كبير من المتشددين هو مسجد «ريوس» فى تاراجونا، وفى مسجد ابن حازم بـ«لييدا»، حيث يوزع قادة هذه المساجد كتب حول أيديولوجية السلفية، وأن بينها كتبا تحمل أفكارا إرهابية.
التقرير نقل أيضا مخاوف إسبانيا من تصاعد نمو تلك التيارات المتطرفة والمتشددة، خاصة ما اعتبرتهم يحملون أفكارا إرهابية ويسعون لإعلان الحرب على إسبانيا بما يسمونها «الحرب المقدسة»، حيث أكد تقرير آخر لصحيفة «لاريوخا» الإسبانية، أن الداخلية تعجز عن السيطرة على مراكز العبادة والمساجد، خاصة بعد تمويل قطر لبعضها فى كتالونيا حتى أصبحت منبرا للتشدد ونشر الإرهاب.
اقرأ أيضا: تنظيم الحمدين VS قبائل الدوحة.. هل ينتصر القطريين على أمير الإرهاب؟
وأوضح تقرير «لاريوخا» الإسبانية، أن الداخلية الإسبانية لا تستطيع السيطرة إلا على 10 مراكز عبادة إسلامية، فى الوقت الذى يوجد فيه أكثر من 1.586 دار عبادة ومسجد بشكل رسمى، بينها نحو 100 ترتبط بـ«السلفية» و80 يحملون أفكارا إرهابية، خاصة بعد الهجمات الإرهابية التى استهدفت برشلونة.