برلمان كتالونيا يلتئم لاختيار خلف لكارليس بودجيمونت
السبت، 12 مايو 2018 12:51 م
يبت البرلمان الكاتالونى السبت مسألة اختيار يواكيم تورا، الانفصالى الذى اختاره كارليس بوتشيمون رئيسا للحكومة الاقليمية، ما يشكل استمرارا للمواجهة مع مدريد.
وبوتشيمون الذى منعه القضاء من تولى حكم كاتالونيا مجددا، لم يتخل عن نفوذه السياسى بعدما تحدى الحكومة الاسبانية من خلال اعلان الاستقلال الذى ولد ميتا فى 27 تشرين الأول/اكتوبر.
من هنا اختياره تورا (55 عاما)، المبتدىء فى السياسة والذى لم يبد ولاء لحزب لكنه عازم مثله على مواصلة المواجهة مع مدريد.
وقال اوريول بارتومس، استاذ العلوم السياسية فى جامعة برشلونة المستقلة: "هذا تموضع واضح للخط المتشدد، للجناح الذى يطالب بالاستقلال ولا يميل الى التطبيع السياسي".
وأورد المحلل انطونيو باروسو من مركز تينيو للابحاث "انه شخص شديد الولاء لبوتشيمون وللجناح الاكثر تطرفا على صعيد المطالبة بالاستقلال...".
ومن المقرر ان يبدأ البرلمان الكاتالونى جلسته ظهرا على ان تنتهى الاثنين بانتخاب تورا بأكثرية ضئيلة.
ويستطيع تورا أن يعتمد على 66 صوتا مؤيدا -65 سيصوتون ضده-، لكن عليه التأكد من امتناع النواب الاربعة للحزب اليسارى المتطرف، عن التصويت، وخصوصا انهم لا يؤيدون سوى بوتشيمون، علما بانه اثار غضب المعارضة المناهضة للانفصال.
وقالت إيناس اريماداس، المسؤولة فى حزب كيودادانوس الوسطى اليمينى الذى حصل على اكبر عدد من الاصوات فى الانتخابات الاقليمية الأخيرة، "انه المرشح الاكثر تطرفا الذى يمكن بوتشيمون ان يجده، وهو الوحيد الذى وافق بملء ارادته على ان يكون ألعوبة فى يده.
وإذا تم اختياره رئيسا، ستستعيد كاتالونيا حكمها الذاتى بعد اشهر من التعثر السياسي. وقد وضعت مدريد المنطقة تحت وصايتها اواخر تشرين الأول/اكتوبر، بعدما اقالت بوتشيمون وحكومته منذ اعلان الاستقلال من جانب واحد، ودعت الى انتخابات جديدة.
قبل عشرة ايام من انتهاء مهلة تشكيل الحكومة الاقليمية، في 22 مايو، وافق بوتشيمون على اقصاء نفسه لتجنب عودة جديدة الى صناديق الاقتراع.
وفى مقابلة تلفزيونية الجمعة، وعد يواكيم تورا باستعادة التوجهات السياسية واحياء الهيئات التى ألغتها الحكومة الاسبانية عندما فرضت وصايتها على المنطقة، والبدء بكتابة دستور الجمهورية الكاتالونية المقبلة.
وقد تعهد كما طلب منه بوتشيمون، احترام التفويض الذى نتج من استفتاء تقرير المصير غير القانونى فى الاول من تشرين الاول/اكتوبر، وصوت خلاله حوالى مليونى كاتالونى (من اجمالى 5،5 ملايين ناخب)، لصالح الاستقلال.
وفيما سيكلف تورا تولى "الحكم الداخلي"، سيكون كارليس بوتشيمون "الرئيس فى المنفى" على رأس "مجلس للجمهورية".
ورد المرشح عندما سئل هل سيعصى اوامر مدريد، بالقول ان "الامكانية الوحيدة التى افكر فيها هى الامتثال للبرلمان الكاتالوني".
وسرعان ما واجهت مدريد تحذيرها، وذكر رئيس الحكومة ماريانو راخوى بأن المادة 155 من الدستور التى استند اليها فى تشرين الاول/اكتوبر لوضع كاتالونيا تحت الوصاية، "يمكن استخدامها عند الحاجة" اذا لم تحترم الهيئة التنفيذية الكاتالونية المقبلة، القانون.