صور من الواقع.. حمى التنقيب عن الآثار تضرب قرى القليوبية وسعر المنزل غرفتين 200 ألف
الخميس، 23 أغسطس 2018 03:00 م
يقولون إن طريق الثروة الحرام سهل إلى حد ما، لكن هذا مغايير تماما لواقع سرقة الآثار في مصر عن طريق التنقيب، الوضع في قرى محافظة القليوبية أصبح كارثيا باقتدار، البيوت صارت دربا من الماضي وأطلال مهدمة تعول عليها الثعابين والعقارب للاختباء بها.
وفقا لآخر إحصائية للجهات المعنية فإن "كوتين والسيفا وكوم الأطرون والعمار وكفر العمار وكوم الأطرون والدير" بمركز طوخ، "طنان وبلقس ونوى وسنديون" بقليوب، وقرية بقها، لتنضم إليهم القرية الـ 13 وهى ميت حلفا بقليوب، من أكثر القرى تنقيبا عن الآثار في محافظة الدقهلية، والتي تشهد إزالة كاملة وتصدعات لمبانيها، ناهيك عن بورصة أسعار المباني التي أصبحت في متناول تجار المخدرات والآثار.
في وقت سابق قبل تفجير الإحصائية، شهدت قرية الدير بطوح مأساة بعد بحث أكثر من 48 ساعة وهدم 6 منازل وجدت السلطات جثة أحد المواطنين في حفرة على عمق 10 أمتار ممتدة أسفل عشرات المباني في القرية، وقع داخلها في أثناء تنقيبه عن الآثار.
هذه قصة واحدة من آلاف القصص التي يمكن أن يرويها لك شهود عيان من أبناء قرى القليوبية، الوضع كارثي للغاية وحمى التنقيب عن الآثار تتوغل للمحافظات المجاورة.
منطقة العلوة بقليوب تعيش داخل كارثة كبرى، حيث اكتشف الجميع أن تلك المنطقة تعيش منذ سنوات فوق سراديب يحفرونها يوميا أملا فى الحصول على الآثار، فمنازل المنطقة بالكامل تقريبًا بها سراديب وأنفاق أسفل المنازل، منهم 122 منزلا يحتاجون إلى هدم وإعادة بناء مرة أخرى.
غياب الخدمات الصحية وميا الشرب بقرى العلوة لم يجعل منها منفرا لقاطنيها بل جعلها أكثر جذبا للسكان، وارتفاع اسعار المنازل بها بشكل مبالغ فيه، فالمنزل المكون من غرفة واحدة فقط يباع بـ200 ألف جنيه، ومن يشترى ومن يبيع يعرف أن المنزل ستار للتنقيب عن الآثار ولا أحد يستطيع الحديث فى هذا الأمر خوفا من الشرطة.
وأوضح محمد خيري، رئيس مدينة طوخ، أن أهالى القرى التى تم ضبط أعمال حفر بها للتنقيب عن الآثار يتعاملون مع دجالين لإرشادهم عن المنازل التى يحتمل أن يوجد بها آثار، مؤكدا أنه منذ أسابيع ألقت الأجهزة الأمنية القبض على أحدهم، أثناء التنقيب عن الآثار وهو مواطن أخذ قرضا من البنك وباع أرضه ليعطى أموالا للدجال ليرشده عن مكان "الكنز".
واستطر زايد محمد، رئيس الوحدة المحلية بميت حلفا، أنه تم تشكيل لجنة من مجلس مدينة قليوب وتم معاينة المنزل والمنازل المجاورة، وصدر قرار من النيابة بغلق المنزل، مشيرا إلى أن صاحب المنزل هرب منذ علمه بإنفضاح أمره ولم يظهر حتى الآن، بالرغم من صدور قرار ضبط وإحضار له من قبل النيابة العامة.