الديكتاتور يقف عاريا أمام العالم.. الصحافة الغربية تتبع جرائم أردوغان في حق تركيا
الثلاثاء، 21 أغسطس 2018 09:00 ص
سنوات طويلة راهن فيها أردوغان على الغرب، وتحديدا تعميق العلاقات مع الولايات المتحدة، والتزلف لأوروبا حتى يحظى بعضوية الاتحاد الأوروبي، والآن تأتي أغلب فضائحه من الوجهتين.
مؤخرا اصطدمت الولايات المتحدة بأردوغان بعدما اكتشفت حجم غطرسته وتسلطه الذي طال القس الأمريكي أندرو برونسون، وبدأت أوروبا تعيد تقييم موقفها بعد تهاوي سعر الليرة وبروز الأزمات الاقتصادية التي طالت عددا من البنوك الأوروبية، بشكل مثّل ضغطا على القطاع المصرفي في القارة، وفي المجمل فقد كشفت الأزمة الأخيرة التى تشهدها تركيا الشخصية الحقيقية لأردوغان، وبددت الأفكار الخيالية السابقة عنه كرئيس معتدل يربط الغرب بالشرق.
وكشف تقرير جديد لصحيفة نيويورك تايمز مدى انخداع الغرب في أردوغان، حيث يعلق آمال كبيرة على إحلال الديمقراطية في تركيا للدخول في الاتحاد الأوروبي وزيادة التعاون على كافة الجبهات، ولكن أكدت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لدية افكار متغايرة منزلقًا بالبلاد نحو الاستبداد، قائلة: «العواصم الغربية كانت تنظر لتركيا قبل 10 سنوات على إنها لديها قائد يمكن أن يكون منار للديمقراطية ولكن بدا واضحًا أنه عصف بكل هذه الآمال».
وأضافت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن رغم أن تركيا كانت حليفا قويا للناتو رابطة أوروبا بالشرق الأوسط المضطرب، ظن الغرب أن الرئيس التركي زعيم مسلم معتدل ومعاصر لمرحلة ما بعد 11 سبتمبر، مهتمًا بصورة أن تركيا تصبح مجتمعا يحكمه التسامح وحكم القانون، لكن اردوغان خالف كل ذلك وشن حملة وحشية على المعارضة في أعقاب محاولة الانقلاب.
وأكدت الصحيفة كل ذلك قبل أن تنزلق تركيا لأزمة مالية كبيرة وصلت فيها العملية المحلية إلى أسوء طريق، سببها إلى حد كبير سياساته الاستبدادية والإشراف غير التقليدي على الاقتصاد، موضحة إن ما تبقى من فكرة أن يكون أردوغان قوة تحريرية قد تم إخماده بالكامل.
وأكدت الصحيفة أن أردوغان الذي عمل كرئيس وزراء لبلاده لإحدى عشر عاما، قبل أن يصبح رئيسا عام 2014، شكلت مسيرته السياسية تحديات عديدة للدولة التركية المتوارثة منذ عقود من الزمن والتي فرضتها العلمانية، مؤكدة أن الإصلاحات الديمقراطية الأولية التى قام بها كانت تتعلق إلى حد كبير بحصول على ترحيب من الكتلة الأوروبية، مؤكدة الصحيفة ان أردوغان أعلن الديمقراطية كوسيلة لتحقيق غاية.
وتقول نيويورك تايمز إن أردوغان انشق في السنوات الأخيرة عن المسار الإصلاحي بينما قام بتشكيل تحالفات جديدة خاصة مع روسيا ورئيسا القوى فلاديمير بوتين، مؤكدًا أنه سجن صحفيين وصادر أصول المعارضين السياسيين وسحق المعارضة مع حشد السيطرة الكاملة على أذرع السلطة في تركيا.