الليرة لا تسمن ولا تغني من جوع.. كيف وضع أردوغان تركيا في مرمى نيران الألمان؟
الثلاثاء، 21 أغسطس 2018 12:00 ص
تنعكس الأزمة الاقتصادية التركية على حجم التجارة الخارجية لأنقرة، خاصة في ظل مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاستبدال تعامله بالدولار بالليرة التركية من أجل الخروج من الأزمة التركية التي حلت بالعملة التركية، إلا أنه حتى الآن فشل في تحقيق هذا الأمر. وهو ما يؤكد فشل المنظومة الاقتصادية التركية، والتي تتجه إلى الهاوية.
كانت الفترة الأخيرة شهدت تناقضات كثيرة، تظهر على تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ظل دعوته لشعبه بأن يحول مدخراته إلى عملة الليرة التركية بسبب التهاوي الكبير الذي تتعرض له تلك العملة التركية، بينما يظل يتعامل هو بالعملات الأجنبية. وهو ما يعد حل خداع لنجدة اقتصاده، والذي يعد إجراء لن يسمن ولا يغني من جوع.
في هذا السياق قال رئيس البنك المركزي الألماني ينس فايدمان، إن تركيا تواجه وضعا اقتصاديا خطيرا للغاية، إلا أنها لا تشكل سوى (1%) من الأداء الاقتصادى العالمي.
وأشار ينس فايدمان- فى مقابلة مع صحيفة (فرانكفورتر الجماينه زونتاج سايتونج الألمانية، (الأحد)ـ إلى أنه يمكن أن تظهر المشكلات بالتأكيد، موضحا أنه يندرج ضمن ذلك حدوث آثار غير مباشرة عن طريق علاقات ائتمانية مثلا أو من خلال التجارة الخارجية.
وأضاف أن الخطر بالنسبة لقطاع البنوك الألمانى يمكن تجنبه وتداركه، فضلا عن ذلك، أصبحت أنظمة التمويل أكثر قدرة على المقاومة بشكل عام. وقال فايدمان إن الآثار غير المباشرة يصعب التحسب لها بشكل أساسي، مثل حالة فقدان عام للثقة التى تطال دولا ناشئة أخرى. وأشار إلى أن تركيا تحتل المركز السادس عشر فحسب فى ترتيب الشركاء التجاريين لألمانيا فى قطاع الصادرات.
كانت صحيفة «زمان» التابعة للمعارضة التركية، نقلت عن رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، كمال كليجدار أوغلو، توجيهه اتهامًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتعامل بالعملات الأجنبية في حين يدعو الشعب إلى تحويل مدخراتهم من العملات الأجنبية والذهب إلى الليرة لدعم الاقتصاد، حيث قدم رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض ، 13 مقترحًا بتخفيض نفقات الحكومة لمواجهة الأزمة الاقتصادية، حيث أشار المقترح إلى التبذير الذي تمارسه الحكومة، موضحا أن مقترحاته لإخراج تركيا من الأزمة وتدعيمها ضد الصدمات الخارجية.
وذكرت الصحيفة التركية المعارضة، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رد على تصريحات كليجدار أوغلو بزعمه أن الكرسي تخلى عنك، والآن والآن تتعامل مع بارونات العملات الأجنبية في إشارة إلى خسارة مرشح الحزب محرم إينجه انتخابات الرئاسة أمام أردوغان.
في المقابل رد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، على تصريحات الرئيس الترمي قائلا: الديكتاتور انزعج من هذا وقال إنني أتعامل مع بارونات العملات الأجنبية، نفهم من هذا أن مرض كليجدار أوغلو الذي يعاني منه أردوغان انتكس مجددا، فالتجار والمزارع وغيرهم يحوّلون الدولارات التي يمتلكونها إلى الليرة متسائلا: إن كان هناك رجل أعمال مقرب لأردوغان قام بتغيير العملات الأجنبية التي يمتلكها، موجها رسالة إلى رجب طيب أردوغان قائلا: عزيزي الديكتاتور أردوغان، أخبرني الآن كي نعلم. من يتعامل مع بارونات العملات الأجنبية؟.
وذكرت الصحيفة التركية، أن رجب طيب أردوغان دعا المواطنين الأتراك إلى التوجه لمكاتب الصرافة والبنوك وتغيير العملات الأجنبية التي يحتفظون بها أسفل وسائدهم وذلك عقب بلوغ الدولار 7 ليرات وفقدان الليرة 40% من قيمتها.
وكانت صحيفة «أحوال تركيا» التركية، قالت إن وضع الاقتصاد التركي انقلب بزاوية 180 درجة بعد أقل من شهرين من إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان رئيسا لتركيا، إذ اصطدمت تركيا مؤخرا بسلسلة جديدة من الأزمات المالية والدبلوماسية، وبنهاية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في 24 يونيو، خرجت إلى النور تركيا جديدة تقوم على أنقاض الجمهورية الكمالية بعد أن تم تحديث النظام من برلماني إلى رئاسي تنفيذي.