بعد انشقاقه عن «الإرهابية».. نص شهادة عضو قضاة من أجل مصر «التائب» عن فض رابعة
السبت، 18 أغسطس 2018 10:00 م
« إن هؤلاء الناس أبعد ما يكونوا عن الدين وهم خونة متآمرون يستخدمون الدين لتمرير ما يريدون».. هكذا برر عماد أبو هاشم رئيس محكمة المنصورة الإبتدائية السابق وعضوًا بالمكتب التنفيذي لحركة ما يسمي بـ«قضاة من أجل مصر» والذى كان قد صدر قرار من مجلس التأديب والصلاحية بإحالته للمعاش انقلابه على جماعة الإخوان الإرهابية.
غسل «أبوهاشم» المتواجد حاليا فى تركيا يديه من جماعة الإخوان عبر سلسلة مقالات نشرها مؤخرا عبر صفحته فيس بوك على الرغم من أنه كان وجها إعلاميا يعتمد عليه التنظيم فى الهجوم على الدولة المصرية من الخارج.
تحت عنوان «الإخوان يتحملون ـ وحدهم ـ مسئولية الدماء» كتب المستشار عماد أبوهاشم شهادته عن فض اعتصام رابعة فى ذكراها الخامسة قائلا نصا:« إيماءً إلى شهادة الحق التي أدلى بها الشيخ عصام تليمه حين حمَّل قيادات جماعة الإخوان المسلمين مسئولية ما أريق من دماءٍ في ميادين رابعة و النهضة و رمسيس و التي بسبب إدلائه بها انهال عليه كالعادة الكثيرون من أعضاء جماعة الرب أو شعب الله المختار ـ حسبما يطلق عليهم الدكتور أشرف عبد الغفار القيادى البارز في الجماعة ـ بوابلٍ من الاتهامات و الافتراءات و السباب .
ورغم كون هؤلاء يعلمون ـ عين اليقين ـ أن الرجل أصاب كبد الحقيقة إلا أنهم يناقضون الحق و يحاولون ـ عبثًا ـ أن يلبسوه بالباطل و يكتمون الشهادة بما يسوِّقون له من الزور و الكذب و التضليل ، و لا يجدون فى سبيل ذلك من وسيلةٍ سوى النيل من رجلٍ قال ربىَ الله .
إن ما قاله الشيخ عصام تليمه ليس بالكلام المرسل العارى عن الدليل و إن كان لا يحتاج إلى دليلٍ لإثباته بحسبان أن قائله شاهد عيانٍ نظن أنه عدلٌ و لا نزكى على الله أحدًا ، و مع ذلك فإن كلامه يتساند إلى شهاداتٍ أخرى أدلى بها غيره من قيادات الإخوان منهم :
1 ـ الدكتور أشرف عبد الغفار : لقد كشف الدكتور أشرف عبد الغفار فى مقالٍ نشره على صفحته بموقع التواصل الإجتماعى " فيس بوك " أن المسئولين بالدولة أحاطوا قيادات الإخوان المسلمين علمًا بميعاد فض الاعتصام أملًا منهم في إنهائه سلميًّا إلا أن القائمين على الأمر في الجماعة أخفوا ذلك عن المعتصمين و تركوهم ليواجهوا مصيرهم ، ليس هذا فحسب ، بل إنهم فى اليوم التالى دفعوا بهم دفعًا إلى ميدان رمسيس وهم على يقينٍ تام بأن الموت سيحصد أرواحهم حصدًا ، و قد أشار في مقاله هذا ـ أيضًا ـ إلى علاقة الجماعة بالمخابرات البريطانية و انصياعهم التام لأوامرها بل و التهديد بالعقاب لمن يخالف هذه الأوامر من أعضاء الجماعة .
2 ـ الدكتور عمرو دراج : أشار الدكتور عمرو دراج في لقاءٍ تليفزيونىٍّ بإحدى القنوات التي تبث إرسالها من مدينة إسطنبول التركية إلى أن وزير الدفاع ـ وقتئذ ـ عبد الفتاح السيسى كان يصر على رفض استخدام القوة في فض الاعتصام ، بل كان يسعى إلى كبح جماح باقى أعضاء المجلس العسكرى الذين كانوا يرون ضرورة فض الاعتصام بالقوة ، و الحقيقة أن قيادات الإخوان ـ وحدهم ـ كانوا يتبنون نموذج غاندى في الهند و يروجون له فى خطبهم الرنانة مؤكدين اعتزامهم تقديم قرابين بشرية عن طريق دفع النظام إلى استخدام القوة لتتمكن الجماعة من أداء دور الضحية و تستدر بذلك عطف العالم أسوةً بغاتدى فى الهند .
إن هناك الكثير من الأدلة و القرائن التي تؤيد ما أدلى به الشيخ عصام تليمه لا يتسع المقام لسردها كلها تثبت ـ بما لا يدع محالًا للشك ـ تورط قيادات جماعة الإخوان المسلمين في الدفع بآلاف الضحايا كقرابين من أجل تحقيق مشروعهم السياسيى و هو الأمر الذى يشكل جريمةً من الجرائم ضد الإنسانية تستوجوب عقابهم سواءٌ بموجب القوانين الدولية أو المحلية.
وكان أبوهاشم قد كتب مقالا آخر جاء بعنوان «هكذا يَفتِن الإخوانُ الناس» جاء فيه مايلى:« ينشرون فى الأرض الفساد ، و يستبيحون الدماء و الأموال و الأعراض ، و يبغونها عوجًا ليأكلوا بآيات الله ثمنًا قليلًا ، فإذا أسخطوا الناس و استفزوهم خلعوا عن أنفسهم كل وصمةٍ و اتهامٍ و تدثَّروا - رياء ًو مُداهنةً - بلباس التقوى و تصنعوا التَّضرُّع لله و التَّمثُّل برسوله إلى حينٍ حتى ينشغل الناس عنهم فيستعيدون سيرتهم الأولى .
ومما يَأفِكون الناس به أنهم يضربون المثل لأنفسهم بالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم و أصحابه الغُرِّ المََيامين حين كانوا مُستضعفين قبل الهجرة فى مكة و يَتَمَثَّلون أعداءهم بكفار قريشٍ الذين كانوا يَسومون أوائل المسلمين سوء العذاب و يُشَبِّهون هجرتهم إلى تركيا و قطر بالهجرة إلى يثرب و الحبشة .
يفعلون ذلك فى مشهدٍ تمثيلىٍّ مُفبرَكٍ يستعير من التاريخ صورًا من حياة النبى صلى الله عليه وسلم و صحبه الكرام لِيُرَسِّخوا - بالباطل - فى أذهان أشياعهم أنهم على دربه و نهج أصحابه سائرون و لِيُوْهِموا الناس أنهم إلى الله يَدْعون و أن أعداءهم بالله كافرون فيَستَحِلُّون دماءهم و أموالهم و أعراضهم ، ثم لِيَدْرءوا ـ بعد ذلك ـ عن أنفسهم جريرة دماء أشياعهم التى تسبَّبوا فى إراقتها بأنها كدماء شهداء المسلمين الأوائل كانت فى سبيل الله جاعلين الموت فى سبيل الدعوة إلى الله كالموت فى سبيل إعادة مرسى إلى كرسىِّ الحكم ، ألا ساء ما يحكمون .
لن نَمَلَّ الردَّ على تَسفيهِهم النبىَ و صَحْبَهُ أنْ يُشَبِّهُوا بهم أنفسهم ، فشَتَّانَ ما بين النور الذى تَنَزَّلَ من السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم و بين أساطير الإخوان التى تَقَوَّلَتْها الشياطين على لسان حسن البنا ، و شَتَّانَ ما بين الصحابة الأعلام و فيهم أبو بكرٍ و عمر و عثمان و علىٌّ و المُبَشَّرون بالجنة و بين أولئك النَّكِرات من جماعة البنا الضالين المُضلِّين و فيهم القتلة السَفَّاحون و آكلو السُّحْتِ تَكسُّبًا واتجارًا بالدين .
لم تكن الدعوة إلى الله فى صدْر الإسلام مُمَوَّلةً من قوى الشيطان كحال دعوتهم ، ولم تكن المخابرات البريطانية لتُِملىَ على النبىِّ و من معه آوامراها كما تفعل بهم ، و ما كان لِعمر أن يقول فى الصبح كلامًا ثم يأتى فى المساء علىٌّ ليقول للناس إن عمر لا يمثل جماعة المسلمين و إنما يعبر - فقط - عن رأيه الشخصىِّ كما يختانون الناس و على أنفسهم يكذبون .
لم يمارس المسلمون الأوائل أقذر و أردأ و أحط درجات الميكيافيلية السياسية كما يفعلون ، و لم يحرض النبىُّ المؤمنين لقتال بعضهم بعضًا كما يُحرِّضون ، ولم يأمر المسلمين بالبذاءة و الفُحْش كما هم لأشياعهم يأمرون ، أستميحُكم عُذرًا فإن المقارنة بين أولئك و بين المسلمين تطولُ و لا يحُصيها مقالٌ بل كتاب».