من عروس النيل إلى الجعد بن درهم.. حقيقة تقديم قرابين من البشر في الأعياد

بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك دائما ما تثير جمعيات حقوق الإنسان فى الغرب اعتراضات تطالب بمنع ذبح الحيوانات، ويساندهم في ذلك بعض الفنانين المحسوبين على اليمين من قبيل بريجيت باردو ممثلة الاغراء الفرنسية السابقة.

تجاهل المعترضون على ذبح الحيوانات فى عيد الأضحى أنها تذبح طوال العام وهم أنفسهم يأكلونها طوال السنة وأن تعاليم الدين الإسلامى لم تشذ عما جبل عليه الناس.

وفق كتابات دينية فإن الحكمة من فداء الله لسيدنا إسماعيل عليه السلام بالكبش العظيم هي: «اعطاؤنا درساً في ضرورة التسليم المطلق لأوامر الله عندما يبتلينا بلا جدال ولا تردد ولا تحرج مهما كان الأمر علينا ثقيلاً» وهو ما تجلى في موقف سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ» الصافات102 «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ»الصافات103.

هناك أساطير يزعم بعضها تقديم قرابين إلى السماء من البنى آدمين من قبيل القاء أجدادنا الفراعنة كل عام لعروس جميلة السن جميلة القوام فى النيل تقربا إلى الإله حابى رمز الخصوبة فى موعد الفيضان كل عام، وهى المزاعم التى نفاها الكثير من المتخصصين فى علم المصريات فالمصرى القديم بلغ من الحضارة أن النساء احتلت مكانة مميزة فى مصر القديمة ووصلت بعضهن إلى سدة الحكم من قبيل الملكة نفرتيتى زوجة الملك أمنحوتپ الرابع.

أما قصة  ذبح الجعد بن درهم على يد خالد القسرى وهو أحد أمراء بنى أمية فقد روى عن عبد الصمد بن محمد بن حبيب بن أبي حبيب عن أبيه عن جده قال شهدت خالد بن عبد الله القسري يخطب يوم النحر فقال من كان منكم يريد أن يضحي فلينطلق فليضح فبارك الله في أضحيته فإن مضح بالجعد بن درهم زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا سبحانه عما يقول الجعد علوّاً كبيراً ثم نزل فذبحه .

كتب التراث الإسلامى تذهب إلى تضعيف القصة وإخراج الحديث وإن كانت تعرف الجعد بإنه هو الجعد بن درهم ، مبتدع ضال ، قال بخلق القرآن ، ونفى صفات الله تعالى ، بل هو أول من نفى الصفات ، وعنه انتشرت مقالة الجهمية إذ ممن حذا حذوه في ذلك : الجهم بن صفوان عاملهما الله تعالى بعدله ، وزعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلِّم موسى تكليماً ، هلك سنة 118 هـ. وفق قولها.

قال الشيخ بدر البدر في هامش «خلق أفعال العباد» إسناده ضعيف ، فإن أبا عبد الرحمن وهو محمد بن حبيب مجهول كما في « الميزان » للذهبي ( 3 / 508 ، 509 ) ، والتقريب لابن حجر، وعبد الرحمن بن محمد قال عنه ابن حجر : مقبول ، يعني حيث يتابع وإلا فليِّن ، وجدُّه حبيب قال عنه : صدوق يخطئ.