حلايب المصرية تبتسم لبيت الله الحرام.. قصة "عيذاب" مرسل الضيوف للأراضي المقدسة

الخميس، 16 أغسطس 2018 06:00 م
حلايب المصرية تبتسم لبيت الله الحرام.. قصة "عيذاب" مرسل الضيوف للأراضي المقدسة
ميناء عيذاب في جنوب شرقي مصر

لقرون طويلة كانت الرحلة إلى بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج رحلة شاقة، الآن يصل الحجاج في دقائق ويغادرون في دقائق، لكن التاريخ يحمل قصصا مهمة وملهمة عن هذه الرحلة، أبرزها تبدأ من "عيذاب".

كثيرون من المصريون لا يعرفون الجغرافيا المصرية بشكل جيد، ولا ما تتضمنه من أماكن مهمة ومحطات تاريخية تشكّل جانبا مهما من التراث الثقافي والاجتماعي والديني، وبينما يسمع ملايين المصريين عن حلايب المصرية، ويعرف موقعها على الخريطة عدد أقل، ربما لا يعرف كثيرون منهم أن هذه البقعة المهمة كانت قبل قرون الباب الذي ينطلق منه الضيوف إلى رحاب الله.

ومع انطلاق الحجاج نحو الأراضي المقدسة لإتمام الركن الخامس والأخير من أركان الإسلام الخمسة عبر الجو والبحر والبر، يتذكر البعض أنه كان في القدم يوجد ميناء بحري جنوب البحر الأحمر يغادر من خلاله الحجاج إلى بيت ويعتبر من أقدم الموانئ المصرية، وهو ميناء عيذاب التاريخى والذي أطلق عليه نقطة انطلاق الدعوة الإسلامية منذ الخلفاء الراشدين.

1_ ما تبقى من ميناء عيذاب

موظف من أهالي مدينة الشلاتين، ويدعى آدم سعد الله  ورئيس مجلس أدارة إحدى الجمعيات الأهلية لحماية التراث، أكد إن ميناء عيذاب التاريخي يعتبر من أقدم الموانئ البحرية على ساحل البحر الأحمر، حيث يقع بحسب ما ذكره وقصه  الأجداد والمؤرخون على ساحل البحر الأحمر في مثلث حلايب و شلاتين بالقرب من منطقة أبو رماد، متابعًا: « ميناء عيذاب بحسب المؤرخين الذين كتبوا عنه كان نقطة انطلاق الدعوة الإسلامية منذ خلافة أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب».

البعض ومنهم المؤرخ المقريزي أشار إليه أنه أهم ميناء مزدهر يربط طريق عيذاب الدولى بموانئ اليمن مع الهند والبحر الأبيض المتوسط، فبحسب محمد أبو الوفا مدير آثار البحر الأحمر فأن الميناء ظل أهم موانئ الحجاج إلى مكة لمدة أربعة قرون من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر الميلادى، وخاصة بعد أن أغلق الصليبيون الحج عن طريق الشام.

2-مكان تخزين المياة بالميناء قديما

وشيدت قبائل البحة ميناء عيذاب -بحسب المتحدث - بعد دخول الرومانيين لصحرائهم الذين ضيقوا علي القبائل  الرزق من المراعى وبيع وشراء الدواب واستخراج الذهب، لينشئ لبيع لتوابل والأعشاب والعبيد للبلدان الأخرى، كما يطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى صحراء عيذاب ونزل الرومان إلى الصحراء لإحكام السيطرة على القبائل من أجل السيطرة على مناجـم الذهب المنتشرة بالصحراء واستغلالها .

 وبعد انحسار مصدر الدخل  حاولت أن تجـد مصدرا جديد للدخل فأنشأت عيذاب أو "أيديهاب"، كمحاولة لتعويض ما فقدته من أعمال التجارة، لطلق اسم عيذاب عليه نسبة للصحراء، من جانبه قال أبو عبيدة عيسي المهتم بقراءة تاريخ القبائل من شباب حلايب وشلاتين إن القبائل أنشئوا هذا الميناء وصنعوا مراكب بدائية، عبارة عن جذوع نخيل الدوم المربوطة بحبال التيل لكي يصبح الميناء جسراً بين المنطقة، ليذاع بعد ذلك صيت الميناء في الجانب الآخر من البحر الأحمر "اليمن" الجزيرة العربية والهند.

3-نقوش وكتابات على الجبال تدل على وجود الميناء

وأوضح أبو عبيدة، أن المصريين المسافرين لتأدية فريضة الحج كانوا يتخذون هذا الميناء حيث يركبون مراكب النيل حتى منطقة قفط بمحافظة قنا من ثم  تقلهم الأبل إلى صحراء عيذاب ثم مينائها، مؤكدًا أن هذا الطريق ظل طريق الحجاج ذهاباً وإياباً، بعدما قطعت حروب الصليبيين طريق الحج البرى من الشام.

أحد أبناء القصير ومن المهتمين بتاريخها  المؤرخ وصفى تمير تحدث عن الميناء مؤكدًا انه فى عهد الفاطميين وتحديدا فى توقيت الحروب الصليبية وعقبها كانت تمر كسوة الكعبة من خلال مراكب من القاهرة فى نهر النيل جنوبا وصولاً إلى مدينة قوص جنوب قنا، مضيفًا أنه كسوة الكعبة كانت تحمل على هوادج الجمال وبعد وصول المراكب لمدينة قوص جنوب محافظة قنا، تسلك طريقها في الصحراء متوجهة لميناء عيذاب جنوب الصحراء الشرقية.

4_مقابر قديمة بالقرب من موقع ميناء عيذاب

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة