في ذكرى فض «رابعة» .. دموع أسر الشهداء تروي قصص غدر الإخوان وخططهم لتركيع مصر
الثلاثاء، 14 أغسطس 2018 06:00 ص
خمس سنوات مرت على فض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، لم ينسى فيهم كافة جموع الشعب شهداء ومصابي الشرطة الذين راحوا أثناء الفض ضحية غدر جماعة الإخوان ، لم تجف فيهم دموع أسرهم التي انهالت بسبب فقدان فلذات أكبادهم الذين قدموا للوطن أرواحهم من أجل أن نعيش جميعاً في سلام وأمان.
مرت سنوات وبقيت دماء الشهداء الطاهرة ترفرف بعدما روت أراضي المحروسة، حيث يروي أسر الشهداء في الذكرى الخامسة لفض الاعتصام كيف حمى هؤلاء مصر من براثن الفوضى والتخريب والتفتيت التي كانت تنويها الجماعات الإرهابية، حيث تذكر جمال شتا والد الشهيد هشام شتا يوم مذبحة كرداسة 14 أغسطس 2013، حيث تلقى اتصالا في هذا الوقت من نجله قبل دقائق من الحادث وأكد وقوع هجوم على القسم لكنه لم يقدم مزيد من المعلومات عن الحادثة، وأثناء المكالمة سمعت منادي يقول «حي على الجهاد» طارحًا سؤال :«أي جهاد هذا الذي يدعون إليه».
وأكد والد الشهيد هشام شتا، إن المسلحين الإرهابيين أقدموا على أفعال لا تمس للدين الذي يدعون أنهم ينتمون إليه بأي شيء، حيث مثلوا بجثث أغلب الشهداء، مضيفًا أن نجله استشهد بطلة واحدة وأسرع عدد من الإهالي لإخفاء جثته بعيدًل لتجنب التمثيل بها من قبل الإرهابيين قائلًا : أمر بشع أن تقتل ضباط بلدك الذين يحموك وكمان تمثل بجثثهم حتى هذا الجرم لم يفعله الاحتلال الإنجليزي عندما دخل إلى مصر.
وتذكر شتا آخر أيام الشهيد التي قضاها معه هو وباقي الأسرة قبل استشهاده، قائلًا: «كان دائما يرفض فكرة الزواج لأنه كان يحب عمله جدًا ، متدين وأدى عمرتين واحدة في عام 2012 والثانية قبل استشهاده بـ 58 يومًا، وحرص على تأدية الثانية رغم أنه أداها قبل شهور قائلًا لي: «يمكن منطلعش تاني».
وعن مدى رضاءه عن الأحكام التي صدرت بحق المتهمين في اقتحام السجن واستشهاد نجله، أكد والد الشهيد هشام شتا، أنه ينتظر صدور حكم محكمة النقض في سبتمبر المقبل أملا أن تؤيد الحكم الصادر من محكمة الجنايات لإعادة المحاكمة مرة أخرى مؤكدًا أنه حتى لو تم إعدامهم لن يشفى غليله ولا يبرد ناره، موجها رسالة لرجال الشرطة والجيش: « وندعو الله أن يثبتكم على عزيمتكم لخلاصنا من الإرهاب الأعمى».
الشهيد محمد سمير الذي كان ضمن شهداء رابعة العدوية وأصغرهم عمرًا شارك في فض الاعتصام المسلح ورغم أنه كان يستعد لزواجه اغتالته يد الإرهاب ، وبحسب والدته من كثرة ما كان يتمنى الشهادة نالها قبل زواجه بأيام قليلة ، حيث قالت والدة الشهيد أن نجلها التحق بكلية الشرطة سنة 2006 وتخرج منها في 2010، وكان يتمع بمواصفات جلعته يلتحق بالعلميات الخاصة في الأمن المركزي، حيث أنه كان لا يدخن سيجارة ولا يشرب أي منبهات.
عشقه للشهادة بحسب والدته جعله يردد دائمًا بمداعبة :«يا أم الشهيد»، فأرد عليه: «هم بيرضعوكم حب بالشهادة إزاي»، رادفة والدة الشهيد،« محمد خطب وكان يجهز لعرسه حتى اشترى بدلة الفرح ووضعها في شقته تمهيداً لزفافه، إلا أنه قرر الاشتراك مع زملائه في فض اعتصام رابعة ولكنه لم يعود وقت زفافه حيث زفته الملائكة لجنة الرحمن شهيداً».
تحدث زوجة الشهيد مصطفى الخطيب عن قصة اغتيال زوجها على يد الإرهابيون داخل مسجد كرداسة بسبب فض اعتصام رابعة، فقالت: فى 1986 تزوجت الشهيد وكان يحمل رتبة نقيب وعمل في الأمن العام بمديرية أمن الجيزة لمدة سنتين، ومن بعدها انتقل لمباحث السياحة والآثار لمدة 17 سنة، ليصبح بعد ذلك مأموراً لمركز شرطة أبو النمرس، وبعدها نقل مأموراً لمركز شرطة كرداسة.
وقصت زوجة الشهيد يوم فض اعتصام رابعة، الذي كان الأصعب بحسب قولها في حياتها وحياة الأسرة بأكملها قائلة: «بعد فض اعتصام رابعة والنهضة كانت الأجواء ملتهبة جدًا، ليقرر زوجي الذهاب لقسم كرداسة صباحًا، بعدما اشتدت تجمهرات بعض الجماعات المتشددة قائلًا لي أنه قادر على احتواء الأمر، ولكني شعرت حينها بشىء غريب، فقد كان وجهه مشرقا وبشوشا، ولم أدر أنه سيكون المشهد الأخير الذي يجمعنا."
وقالت الزوجة أنني تحدثت معه أكثر من مرة ولكن الأخيرة قال لى "فيه اشتباك اقفلى اقفلى» وكانت هذه الكلمات آخر ما سمعته منه، مضيفة بعدها بات هاتفه مغلقاً، فاتصلت على هاتف شرطى كان يعمل معه، فرد على شخص غريب وقال لى: "انتى عايزة مين؟"، فقلت له :"فلان الفلانى العسكرى اللي مع مصطفى الخطيب"، فرد على: "قتلناهم كلهم"، فانقبض قلبي، وحاولت التواصل مع الضباط بالمركز دون فائدة، حتى اتصل بي شقيقي الذى كان يحمل رتبة لواء فى الداخلية وقال لى بصوت حزين "البقاء لله".
وقالت الزوجة موجهة رسالة للإرهابيين،: "حسبنا ونعم الوكيل فى من حرمنى من زوجى ودمر حياتنا، لن يهدأ بالى حتى أشاهدهم على حبل المشنقة، وقتها قد يهدأ قلبى بعض الشىء، وعلى ثقة أن المولى عز وجل لن يخذلنا أبداً."